يعتبر المنتخب البرازيلي سيد منتخبات العالم بتصدره قمة المنتخبات الأكثر حصداً للقب كأس العالم برصيد 5 تتويجات من أصل 19 بطولة أُقيمت، وهو أمر يجعل كل محبي هذا المنتخب العريق وصاحب الأجيال الكروية التي طالما أمتعت العالم وأبهرته يشعرون بالفخر، ولكن بالرغم من هذا التاريخ المجيد للكرة البرازيلية في المونديال كان من الممكن أن تزيد تلك البطولات الخمس وتصبح عشر بطولات أي أكثر من نصف عدد البطولات كاملة، ولكن تسببت أخطاء فنية وتنظيمية وادارية في حرمان المنتخب البرازيلي من الوصول للنجمة العاشرة، واليكم هذا التقرير الخاص حول قصة 5 بطولات خسرها المنتخب البرازيلي في كأس العالم بأخطاء قاتلة.. 1- خطأ الإبقاء على الهداف ليونيداس : ارتكب مدرب منتخب البرازيل في بطولة 1938 خطأ كارثي بسبب الغرور وقصر النظر الفني، حيث قرر المدير الفني اديمار بيمنتا الابقاء على هداف المنتخب الأول وأسطورته ليونيداس وعدم مشاركته في مباراة نصف النهائي أمام ايطاليا لإدخار مجهوده للمباراة النهائية! بسبب تأكده من أنه سيفوز لا محالة على ايطاليا حاملة لقب البطولة،وهو الأمر الذي كلفه وكلف بلاده فرصة تحقيق أول لقب كأس عالم بعدما خسر أمام الاتزوري بسبب غروره كما لم يكن يستطيع اشراك ليونيداس لأنه لم يكن مسموح وقتها بإجراء بالتبديل، ليشارك في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع بدلاً من النهائي ويتعظ هذه المرة ويُشرك ليونيداس الذي يسجل هدفين في مرمى السويد ويحصد لقب هداف البطولة برصيد 7 أهداف في 4 مباريات فقط، وكانت مشاركته أمام ايطاليا في نصف النهائي كفيلة بفوز السليساو الذي خسر في عدم وجوده بنتيجة (2-1). 64 عاما.. البرازيل 1950 تختلف عن البرازيل 2014 .. والفشل بطل الاختلاف! 2- ويتكرر الغرور في ماراكانا : في بطولة 1950 التي أًقيمت في بلاد السامبا كانت المباراة الأخيرة – وليست النهائية – بين البرازيل وأوروغواي وكان نظام البطولة وقتها غاية في الغرابة حيث لم يكن هناك مباراة نهائية أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، حيث بعد انتهاء مباريات الدور الأول تم وضع متصدر كل مجموعة من الأربع مجموعات في مجموعة للعب دوري من دور واحد، واكتسحت البرازيل منتخب السويد بنتيجة ( 7-1 ) ثم التهمت المنتخب الاسباني بنتيجة ( 6-1 )، بينما فازت أوروغواي على السويد بشق الانفس (3-2) وتعادلت مع اسبانيا بنتيجة (2-2) ويتواجه منتخبيّ البرازيل وأوراغواي في آخر مباريات البطولة وكما هو واضح من نتائج المنتخبين كان يكفي السليساو مجرد التعادل فقط أمام السيليستي ولكن الغرور والرغبة في اسعاد مائتي ألف من الجمهور والفوز بشكل ممتع أفقدته اللقب وبدلاً من السعادة بتحقيق أول لقب تحول الفرح الى مأتم وحالات انتحار بعد خسارة البرازيل بنتيجة (2-1)، وتنطلق أسطورة بل لعنة "ماركانازو" في العالم . من ذاكرة المونديال: نظرية مؤامرة البرازيل على المغرب 1998 3- اللعب الجمالي يخسر أمام اللعب الإستغلالي : في بطولة إسبانيا 1982 أجمع الجميع أن هذا الجيل من السيليساو الذي شارك في تلك البطولة هو الجيل الأحق بالفوز باللقب في تاريخ البرازيل وهو الذي ضم زيكو "بيليه الأبيض" وسقراط وفالكاو، وفي هذه البطولة حتمت قواعد البطولة الغريبة على عدم تواجد دور ربع نهائي بل تم وضع ثلاثة منتخبات صاعدة من دور المجموعات في مجموعة واحدة لعدد 4 مجموعات ويصعد أول كل مجموعة للعب مباراة نصف النهائي، وضمت مجموعة البرازيل الجار اللدود الارجنتين بقيادة مارادونا الشاب وقتها ومعهما منتخب ايطاليا، واستطاعت السامبا التغلب على التانغو بنتيجة (3-1)، بينما فاز الاتزوري على الارجنتين بنتيجة (2-1) وتواجه المنتخبين البرازيلي والايطالي وبالطبع نظراً لنتيجة مباراتهماالأولى كان يكفي البرازيل التعادل فقط نظراً لتقدمها بفارق هدف عن ايطاليا، ولكن كالعادة دخل أفضل منتخب في البطولة والمرشح الأول بكل ثقة خاصة أنه يواجه المنتخب الايطالي الصاعد من دور المجموعات بمعجزة وبأداء أقل ما يوصف بأنه باهت، ولكن لحظ البرازيل العثر تتفجر قدرات باولوروسي ويسجل هاتريك في مرماهم – وهو آخر لاعب يستطيع فعلها- وتخسر بنتيجة(3-2) وتغادر البطولة. -4ركلة جزاء تضيع اللقب: في مباراة ربع النهائي من بطولة 1986 تواجه منتخب البرازيل مع منتخب فرنسا في مباراة نارية جميلة وتقدم السيليساو بهدف مبكرعن طريق نجم هجومه كاريكا ولكن أيقونة وأسطورة الديوك الفرنسية بلاتيني أدرك التعادل قبل نهاية الشوط الأول، وفي الدقيقة 71 أشرك المدرب المخضرم تيلي سانتانا نجم الفريق زيكووالذي كان مصاب ولم يستطع المشاركة مع السيليساو وبمجرد نزول زيكو أرضية الملعب تم احتساب ركلة جزاء للسيليساو وانبرى لها زيكو ويهدرها، وبالطبع كان قرار تكريمي قبل أن يكون قرار فني لأن المعروف أن اللاعب البديل يحتاج وقت حتى يشعر بحساسية المباراة ويتأقلم على أجوائها فمابالكم بلاعب مصاب في الأساس ولم يشارك منذ فترة كما أنها ركلة جزاء مصيرية، وكان بالطبع قرار خاطيء 100% وكان الأولى تركها الى كاريكا ليسددها، الغريب أن زيكو نجح في تسجيل ركلته الترجيحية في المباراة ولكن المنتخب البرازيلي خرج من البطولة في النهاية. 5- مشاركة نجم السليساو في النهائي وهو مصاب : كانت نتيجة نهائي 1998 صادمة للجميع حيث توقع الجميع اكتساح برازيلي لصاحبة الأرض منتخب الديوك خاصة بعد العروض القوية للسيليساو في مقابل تأهل بشق الانفس في دوريّ ال 16 وربع النهائي عبر هدف ذهبي أمام باراغواي وبركلات الحظ الترجيحية أمام ايطاليا، ولكن خسر المنتخب البرازيلي بنتيجة غير طبيعية بثلاثية مهينة وقاسية، ولكن تكشف للجميع بعد المباراة بفترة أن رونالدونجم الفريق شارك بعد تعرضه لنوبة مرضية قاسية ليلة المباراة – قيل أنها نوبة صرع وتشنج- ولكن بالرغم من خطورة حالته تم الدفع به في مباراة النهائي وهوبالطبع قرار غير سليم وأفقد الفريق الكثير من قوته الهجومية الضاربة وأضاع لقب كان قريب للغاية ويستحقه السيليساو بجدارة.