وكانت نهائيات 1938 آخر حدث رياضي دولي قبل انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية، إذ لم تشارك أسبانيا بسبب تخبطها في حرب أهلية، كما انسحبت النمسا بعدما أصبحت تابعة للحكم الألماني، إلا أنها كانت ممثلة ببعض اللاعبين ضمن منتخب ألمانيا. كما اتفقت أوروجواي والأرجنتين على عدم المشاركة بعد إخفاقهما في استضافة الحدث على أرضهما، بينما اختارت البرازيل السفر إلى فرنسا، حيث قدمت مباراة غاية في الروعة أمام بولندا ضمن الدور الأول. كان المنتخب المجري بقيادة مدربه "ألفرد شافر" و"زينغيلر" الأوفر حظا للفوز باللقب، عندما دخل لمواجهة إيطاليا في باريس. ولكن منتخب "بوتزو" خالف كل التوقعات وخرج فائزاً من المواجهة عن جدارة واستحقاق، بفضل الثنائي "فيراري" و"مياتزا"، أو "مهندسي النصر" بحسب صحيفة "لوتو" حينها. واستهل المنتخب الإيطالي المباراة بطريقة مثالية فافتتح التسجيل منذ الدقيقة السادسة بواسطة "كولاوزي" ولكن الرد المجري جاء بعد دقيقتين فقط عندما أدرك "بال تيتكوس" التعادل. إلا أن التفوق الإيطالي كان واضحاً، حيث أنهى رجال "بوتزو" الشوط الأول متقدمين بنتيجة 3-1، بعدما أضاف "بيولا" و"كولاوزي" هدفين في الدقيقتين 16 و35. إلا أن المجريين رفضوا الاستسلام وعادوا مجدداً إلى أجواء اللقاء بعدما قلص "غريغوري ساروزي" الفارق في الدقيقة السبعين قبل أن يطلق "بيولا" رصاصة الرحمة في الدقيقة 82 بتسجيله هدفه الشخصي الثاني في المباراة والخامس في البطولة، مؤكدا جدارة تتويج منتخب بلاده باللقب للمرة الثانية على التوالي. بدأ منتخب "الأزوري" مشواره بالفوز على النرويج 2-1 بعد التمديد بفضل هدف من "بيولا"، ثم تخطى صاحب ذهبية أولمبياد 1936 نظيره الفرنسي في ربع النهائي 3-1 بعد هدفين آخرين من توقيع "بيولا" أمام 59 ألف متفرج احتشدوا في ملعب "كولومب" في ضواحي باريس، ليؤكد أن فوزه بلقب 1934 لم يكن فقط بسبب لعبه على أرضه وبين جمهوره. ولم يكن "موسوليني" بعيداً عن أجواء مواجهة ربع النهائي أمام فرنسا، حيث ارتدى لاعبو المنتخب الإيطالي قمصاناً سوداء بناء على أوامر الديكتاتور الفاشي. ولم يكن التوتر والتعصب محصوراً فقط بمباراة فرنساوإيطاليا، حيث كانت المواجهة الأخرى في ربع النهائي بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا ضارية بكل ما للكلمة من معنى، بعدما شهدت ثلاث بطاقات حمراء، فضلا عن إصابات وكسور متعددة قبل أن تنتهي بالتعادل 1-1 بعد التمديد. وتعرض الحارس التشيكوسلوفاكي "فرانتيزك بلانيكا" لكسر في يده وزميله المهاجم "أولدريخ نييدلي"، هداف نسخة 1934، لكسر في ساقه لحظة تسجيله هدف التعادل لبلاده، بعد أن افتتح "ليونيداس" التسجيل لمصلحة البرازيل. واحتكم الفريقان إلى مباراة معادة شهدت مشاركة لاعبَين فقط من المباراة الأولى مع المنتخب البرازيلي، كان أحدهما المهاجم "ليونيداس"، والذي وجد طريقه مجددا إلى الشباك في لقاء حسمه منتخب بلاده 2-1 ليخطف بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي لأول مرة في تاريخه. وقرر مدرب البرازيل "أديمار بيمينتا" أن يبقي "ليونيداس" خارج التشكيلة التي واجهت إيطاليا في مباراة نصف النهائي في مارسيليا، فدفع ثمن خياره هذا غالياً، حيث ودع الفريق المنافسات على يد المنتخب الإيطالي لخسارته بنتيجة 2-1 في مباراة لم يقدم خلالها المنتخبان أي شيء يذكر. وأكد "ليونيداس"، الذي أطلق عليه الجمهور الأوروبي لقب "الجوهرة السوداء"، فداحة الخطأ الذي ارتكبه مدربه عندما عاد إلى التشكيلة في مباراة تحديد المركز الثالث ليسجل هدفين وليقود البرازيل للفوز على السويد 4-2. مقتطفات إيطاليا أول فريق يحافظ على لقبه في بطولة كأس العالم بعد تحقيقه اللقب في العام 1934 الهداف البولندي فيليموفسكي" حصل على جائزة ترضية، حيث أصبح أول لاعب يسجل رباعية في كأس العالم • الفائز: إيطاليا • الوصيف: المجر • الثالث: البرازيل • الرابع: السويد • الحذاء ذهبي: البرازيلي ليونيداس • عدد الفرق: 15 • الفترة: 04 يونيو 1938 إلى 19 يونيو 1938 • النهائى: 19 يونيو 1938 • عدد المباريات: 18 • عدد الأهداف: 84 متوسط 4.7 للمباراة • عدد الحضور: 375700 متوسط