شهد هذا الموسم أحداثا درامية في الملاعب الأوروبية العالمية حيث ألقت لعنة الأمراض بأنوائها على ثلة من اللاعبين العالميين وكادت أن تعصف بحياتهم فمن النجم الإيطالي المشاكس أنطونيو كاسانو لاعب فريق ميلان إلى الفرنسي إيريك أبيدال لاعب فريق برشلونة مرورا بالإنجليزي فابريس موامبا نجم فريق بولتون الذي وصفته أغلب الصحف الإنجليزية بالعائد من الموت انتهاء بالنجم البلغاري ستيليان بيتروف الذي اكتشف مؤخرا إصابته بسرطان الدم ليسبب صدمة كبيرة لدى عائلته وكل محبيه. وفي هذه المرة لعب الإعلام دورا حيويا في تحريك مشاعر الناس وتوجيههم لتقديم الدعم لهؤلاء اللاعبين الذين كانوا يتأرجحون بين الحياة والموت حيث تجاوزت الصحف مهمة النبش عن الفضائح وتحريك المياه الآسنة التي يرغب كل نجم في إخفائها عن العموم لتسليط الضوء على الحالة الصحية للاعبين المرضى وإفراد عدد هائل من صفحاتها وأعمدتها للحديث عن إنجازاتهم ودعوة الناس إلى إظهار تعاطفهم ومساندتهم له في هذه الأوقات الصعبة. الصحف الإسبانية تصرف النظر عن عقد غوارديولا لتسلط الأضواء على حالة أبيدال في إسبانيا نال النجم الفرنسي إيريك أبيدال مساندة وتعاطفا غير محدود بعد أن فاجأ محبيه بقراره القيام بعميلة زرع كبد مسببا حزنا شديدا لدى مشجعي البولغرانا. وصارت حالة أبيدال الشغل الشاغل في إسبانيا حيث لم يعد اهتمام الصحف الكاتالونية أو حتى المدريدية منصبا على المدرب بيب غوارديولا بشأن الغموض الذي أبداه حول عدم تجديد عقده إلى الآن. ولم تعد الصحف أيضا تخصص صفحاتها من أجل الحديث عن موسم الانتقالات الصيفية المقبل بل صارت تراقب كل صغيرة وكبيرة بشأن الحالة الصحية لأبيدال. ولأن مأساة أبيدال صرفت الأنظار عن كل ما يحصل في برشلونة من صراعه المستميت من أجل الرجوع الى صدارة الدوري إلى غموض غوارديولا فقد وصفت صحيفة «إيل موندو ديبورتيفو» كاتالونية الانتماء لاعب ليون السابق ب«الأيقونة العاطفية لبرشلونة» في إشارة واضحة إلى أخلاقه الرفيعة التي جعلته يحظى بالكثر من الاحترام لدى زملائه ومحبيه. وفي هذه المرة قررت الصحف المدريدية المناوئة لبرشلونة تجاوز أحقادها لتضع خلافاتها جانبا وتبدي بدورها تعاطفا غير محدود مع اللاعب الفرنسي حيث تصدرت أخبار أبيدال جانبا غير صغير من الصحف المدريدية ك«ماركا» التي كتبت «الكل مع أبيدال» هذا وقد نقلت صحيفة «آس» تصريحات المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو الذي بدا متعاطفا مع لاعب برشلونة قائلا: نقدم له كل دعمنا وتضامننا أتمنى له أن يشفى سريعا وأن يعيد البسمة لقلوب عائلته ومشجعيه. ووصفت الصحيفة هذا التصريح بالاستثنائي والتاريخي حيث قالت ان مورينهو عادة ما تكون تصريحاته في شكل انتقادات لخصومه او تظلما من الحكام لكن هذه المرة كشف مورينهو عن جانبه الإنساني الذي يخفيه تحت ملامحه الصارمة. كما تجولت الصحف داخل أروقة المستشفيات والمنظمات الصحية يدفعها الجزع والقلق حول حالة اللاعب حيث نقلت صحيفة «سبورت» المناصرة للنادي الكاتالوني تصريحات رافائيل ماتسانز رئيس المنظمة الإسبانية لتبرع وزرع الأعضاء الذي قال ان أبيدال يحتاج إلى راحة طويلة كما أبدى عدم تفاؤله في الرجوع الى الملاعب نظرا لأن كرة القدم قد تشكل خطرا في حال تلاحمه مع لاعب على مستوى مكان العملية وهو ما قد ينجم عنه مضاعفات صحية خطيرة. الصحف الإنجليزية ترافق موامبا في رحلة الموت وفي انجلترا فجع الجميع وهم يشاهدون النجم الإنجليزي الشاب فابريس موامبا يخر مغشيا عليه في المباراة التي جمعت فريقه بولتون بتوتنهام ضمن فعاليات كأس الاتحاد الإنجليزي وتناولت الصحف الإنجليزية هذه الحادثة باهتمام شديد لتخطف الأضواء عن جميع الأحداث الأخرى حيث نشرت صحيفة «ذي غاريدان» الإنجليزية تقريرا مفصلا عن أسباب تدهور حالة اللاعب فجأة حيث قالت ان قلبه توقع عن النبض لمدة ساعتين. وخلال رقوده بوحدة العناية المركزة لم تتوقف الصحف الإنجليزية عن متابعة صحة موامبا بكل اهتمام ليصبح اللاعب الشغل الشاغل لدى الشارع الرياضي الإنجليزي وكتبت صحيفة «فور فور توم كوم» الإنجليزية «موامبا هذا الولد المميز إن حالته تقلقنا ونتمنى أن يشفى بسرعة». بينما كتب جون تريكي الصحفي بصحيفة «ذي أنديبندنت» لقد علمتنا إصابة موامبا الكثير من الأشياء كيف نتجاوز خلافاتنا وندعم بعضنا في أوقات الشدة. كذلك نفس الشيء بالنسبة للمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي ك«فيس بوك» و«توتير» حيث كتب أحدهم في منتدى إنجليزي اسمه «تيم كيك أوف»: لنصلي من أجل موامبا وأبيدال. «ميرور» تدعم موامبا بطريقة مختلفة!! أما عن صحيفة «ميرور» الإنجليزية فقد قدمت دعما لموامبا بطريقة فريدة من نوعها حيث خصصت ركنا يوميا خاصا بلاعب توتنهام تحت اسم فابريس موامبا إلى جانب أخبار أندية البريمرليغ الأخرى لتتناول من خلاله أدق تفاصيل اللاعب حول حالته الصحية ولم تتوان الصحف الأخرى عن حمل رسائل تضامن مع اللاعب الشاب وتوجيه الرأي العام إلى مساندة عائلته والوقوف معهم في هذه المحنة الرهيبة كما ناشدت الجماهير إلى احترام حياة موامبا الخصوصية وعدم جعلها مادة تلوكها الألسن. هذا وقد تحول مستشفى «بنانثال» اللندني إلى مجمع للصحفيين الذين هبوا من كل حدب وصوب لمؤازرة اللاعب إلى أن جاء ذلك اليوم السعيد عندما زفت الصحف بشرى استفاقة موامبا من غيبوبته بعد صراع مستميت مع الموت لعيد البسمة إلى شفاه عائلته ومحبيه ولم تطمئن وسائل الإعلام إلا عندما التقطت صورة لموامبا وهو يبتسم فوق فراشه ليعلن انتصاره وعودته من رحلة الموت. ولم تكد الجماهير تستفيق من صدمة موامبا إلا وأن تستفيق على وقع صدمة أخرى وهي إصابة النجم البلغاري ستليان بيتروف قائد فريق أوستن فيلا الذي اكتشف مؤخرا إصابته بسرطان الدم وتناقلت الصحف في أنجلترا وبلغاريا الحدث بكل اهتمام وحزن شديد لتواصل مهمتها في بث رسائل التضامن والمساندة للاعب حيث قالت صحيفة «ميل أون لاين» ان الجميع في أوستن فيلا لا يزال يعيش تحت صدمة هذا الخبر هذا وقد نشرت الصحيفة صورا لعدد كبير من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز وهم يرتدون قمصانا حملوا من خلاها أسمى عبارات التضامن دون أن ننسى صور الجماهير الغفيرة التي ما انفكت ترفع اللافتات التي ترجمت من خلالها مشاعر إنسانية محملة بالمواساة والدعم. صحف هذه السنة ليست كصحف السنة الماضية ففي الموسم الماضي لم تتوقف الصحف الإنجليزية عن إثارة الفضائح والنبش في الجوانب المخفية للنجوم كفضيحة جون تيري مع زوجة واين بريدج لاعب فريق مانشستر سيتي وعدد من الفضائح الأخرى التي تورط فيها واين روني لاعب فريق مانشستر سيتي وراين غيغز وأشلي كول أما بالنسبة لهذه السنة فقد توقفت الصحف عن مناصبة العداء للنجوم وأظهرت جانبا نبيلا آخر في تعاملها مع بعض الحلات الإنسانية لدى عدد من اللاعبين.