يلجأ بعض المدربين لصناعة لاعبين، لسد النقص في مراكز معينة، لكنه مجرد لاعب مصنوع له فترة وخيارات محددة، لا يمكن أن يتجاوزها، حيث ان الموهبة هي ما يصنع الفارق في الغالب، بينما يقف اللاعب المصنوع في حدود ضيقه، ومواقف معينة، كان قد تدرب عليها في السابق، وهذا ما يجعل ظهوره متوقفا على مساحات مناسبة، أو كرات معينة، أو حتى أساليب محددة للمدرب تتناسب مع صناعته! مثل تلك الفئة من اللاعبين سرعان ما ينكشف الستار عنهم وتظهر حقيقة قيمتهم الفنية، وهي نتاج طبيعي لمبالغة بعض المدربين وتمسكهم المستميت بلاعب معين، لا يمكن ان يخدم طموحات المنتخبات الوطنية، الا في سنوات بسيطة، وربما أكثر من ذلك اذا ما واجه أمامه المستوى الجيد من التنظيم للفريق الآخر، وبالتالي تعذر الحلول التي كان قد تدرب عليها عندما تمت صناعته! ما شدني في مباراة البحرين واليمن التي انتهت بهدفين نظيفين للأحمر، ضمن إطار التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015، ما قدمه المهاجم سعد العامر، من قيمة فنية خلال المباراة، وموهبة، كان المنتخب البحريني في حاجة لها منذ فترة طويلة لانقاذ ما يمكن انقاذه من عقم واضح كان حاضرا أمام الشباك في البطولة الخليجية الأخيرة لم يحتاج العامر الكثير من الاطراء والدعم اللوجستي، مثل ما يحتاج له اي لاعب مصنوع آخر، ولم يكترث ان المباراة أمام اليمن، سيكون مطالبا فيها لاثبات نفسه، وتجاوز مارافق المهاجمين من انتقادات، وهذا هو الفارق الكبير بين اللاعب المصنوع والآخر الموهوب، الذي يملك من الخيارات والحلول ما يجعله قادرا للظهور في أصعب اللحظات والاختبارات، وهو حال المهاجم البحريني سعد العامر الذي تستحق الكرة البحرينية ومنتخبها التهنئة بميلاد لاعب وهداف من طراز خاص يستحق الاشادة والثناء. لقد شكل العامر الى جانب محمود العجيمي ثنائيا مميزا، كان لهما الأثر السلبي على الدفاع اليمني، رغم استبسال حارس شباكهم، حيث أظهرا عددا من اللمحات الفنية والقدرات البدنية والمهارية، أكدت بما لا يدع مجالا للشك حول مقدرتهما الاستمرار في قيادة خط الهجوم قادم المباريات. لا زلت عند رأيي في أن هنالك عددا كبيرا من المواهب البحرينية، لا تحتاج الى الكثير من الدعم، بقدر ما تحتاجه الى من يأخذ بيدها للوصول للأندية ومن بعدها المنتخبات الوطنية، لتؤكد قدرتها على اضافة الجديد الذي يخدم البحرين ومنتخباتها فترة طويلة من السنوات لم يصل اسماعيل عبداللطيف للظهور أساسيا مع المنتخب البحريني لولا ذلك الدعم الكبير الذي حظى به لحظة تولي التشيكي ميلان ماتشالا مسؤولية التدريب، وهي نفس الآلية التي سار عليها ماتشالا عندما درب المنتخب العماني وأصر على مشاركة عماد الحوسني لاعبا مهاجما، لكن المخرجات وفي نهاية المطاف، ليست أكثر من عقم هجومي يعاني منه المنتخبان البحريني والعماني!