لماذا لا تكون أميركا كالصين؟ لماذا لا يكون السفير الأميركي كالسفير الصيني؟ إذا كان يوجد في بلدي مارينز أميركي من أجل استرداد طابعة، فلماذا لا يكون هناك مارينز صيني من أجل استرداد ماطور مثلا؟ لماذا لا نسمع عن مارينز صيني هبط في أية دولة عربية؟ حتى والصين تتخذ حق الفيتو ضد التدخل في سوريا، لم يشهد أي بلد في الشرق الأوسط أي تصادمات مع الصين، لأنها ليست على استعداد للتصادم مع أي بلد، ولأنها لا تتعمق في تدخلاتها. كل شيء موجود في اليمن تجد له رديفاً صينيا: زبيب صيني وجنابي صينية، وسمعنا مؤخرا عن قات صيني وخروف صيني. تساءلت قبل فترة لماذا لا يكون هناك طائرات بدون طيار صينية؟ فعرفت أن لديها الكثير منها، لكنها تستخدمها في تنظيم المرور ومراقبة الحوادث والطرق. لماذا لم نسمع مثلا أن صينيين تعرضوا لأعمال عنف، وأن الصين أرسلت طائرات بدون طيار لملاحقة أعداء سور الصين العظيم؟ منتشرون في كل مكان في العالم دون أن يستهدفهم أحد أو يعاديهم أحد أو يخطفهم، مع أن الصين ثاني أكبر دولة في العالم تطورا وتقدما وقوة اقتصادية وغيرها. ربما لأنهم يتعاملون ببساطة مع الشعوب الفقيرة في العالم، دون أي تكلف أو محاولة إملاء أو حب سيطرة أو استعراض قوة. تتعامل معهم بذكاء كشعوب مستهلكة لا منتجة تصدر لهم وتبيع لهم وتنمي وارداتها وتصدر صناعاتها دون أن تحتاج لإقحام نفسها في مواجهة مع أية فئة أو طرف، دون أن تثير كراهيتها لدى أي بلد أو شعب. تجد الصينيين في كل مكان في العالم، في اليمن يعملون باعة متجولين وأصحاب بسطات، وجدت أحدهم في سوق شعبي فارش بسطة أتاريك وصنادل وأقلام، وجدت صينية تعمل كبائعة متجولة، سألتها مستغربا هل جئت من الصين لتعملي في اليمن؟ فردت بعربية سليمة: ألستم تقولون "اطلبوا العلم ولو في الصين"؟ ونحن نقول اطلبوا الرزق ولو في اليمن. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.