إذا أردنا الحصول على بيانات تأييد للجيش من حزبي الإصلاح والرشاد أو من أيٍّ من قياداتهما ورموزهما، فما علينا سوى: تغيير إسم "الجيش اليمني" الى "الجيش الحر"، أو "جيش النصرة"، أو "داعش"! وتغيير إسم "محمود الصبيحي" إلى "أبو القعقاع الشيشاني"، و"أحمد سيف اليافعي" الى "أبو هريرة النيجيري"! ............................ (لا ينبغي أن نطالب الإصلاح أو أيّاً من قياداته ببيانات تؤيد الجيش في حربه ضد القاعدة، لأنه ليس من حقه أو حق أي حزب آخر الاعتراض عليها أصلاً. لكن ثمة مفارقة سجلتها هذه الحرب على هذا الحزب الذي ظل يطالب الجيش ليل نهار ويضغط عليه بقوة لكي يخوض الحروب هنا وهناك، ومن أجل من؟ دفاعاً عن عيال الشيخ عبدالله حسين الأحمر مثلاً! ولكنه في هذه الحرب ابتلع لسانه!). ..... لم يكن عبدالوهاب الديلمي "داعية سلام" سوى مرة واحدة: حين شنت الدولة الحرب على تنظيم القاعدة!
... الجيش اليمني يمر على الأرجح بمرحلة مصيرية من مرحلتين: إما مرحلة مخاض تاريخي يفضي إلى ولادة نخبة جديدة من "القادة العسكريين" الحقيقيين تحل محل النخبة القديمة من "القادة المهربين" أو مرحلة احتضار تاريخي يفضي الى (.....)، يفضي الى ماذا؟ كلنا يعرف ما الذي يفضي اليه الاحتضار. ... ليسوا قلقين على القادة العسكريين الذين يخوضون الحرب ضد القاعدة من الاغتيال، بل هم قلقون أشد القلق من بروز هؤلاء القادة وتحولهم الى أبطال شعبيين ووطنيين كما يحدث اليوم. محمود الصبيحي وعوض محمد بن فريد وغيرهم من القادة العسكريين المحترمين الذين يخوضون اليوم الحرب ضد القاعدة لا يشكلون تهديداً لتنظيم القاعدة فقط، بل إنهم- وهذا هو الأهم- يشكلون تهديداً خطيراً ل"تنظيم القادة المهربين" الذين يمسكون بخناق الجيش والبلد منذ عقود. تكتب شيئاً عن محمود الصبيحي أو عوض بن فريد، فيأتي أحدهم ليقول لك إنك "تفشي أسراراً عسكرية" وتشارك في "مؤامرة استخباراتية" تستهدف إفشاء أسماء القادة العسكريين الذين يشاركون في الحرب على القاعدة، وكأن القاعدة لا تعرف أسماء هؤلاء القادة (أو) وكأن هؤلاء القادة يخوضون الحرب بأسماء مستعارة! ولكل واحد من هؤلاء "الأذكياء الخطيرين" الذين يسعون جاهدين ل"تحجيم" و"محاصرة" الشعبية المتنامية لنخبة القادة العسكريين الجدد الذين أثبتوا وجودهم في ساحات الدفاع عن بلدهم وليس في ممرات وطرق "تهريب الديزل والأسلحة والآثار"، لكل واحد من هؤلاء "المتحاذقين" السذج، أقول: حتى أمك وجدتك والبقرة حق خالتك تعرف أن محمود الصبيحي وعوض بن فريد وزملاءهم يحاربون القاعدة في أبين وشبوة يا "تنجرة"!