سبحان الله الذي يتبدل فيه حال المرتدين لثياب الرهبان وهم في حقيقة الأمر أساتذة ورواد للشيطان ، فهم المطوعين لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وفق أمزجتهم وأهوائهم ومصالحهم الحزبية القذرة التي يطوعونها هي الأخرى لتتفق وتخدم مصالحهم الشخصية ، بالأمس القريب كان الخروج على الحاكم الشرعي جائزا ومن ثوابت الدين حتى لو لم يأت ذلك الحاكم بأي فعل أو قول يمكن فهمه أو تفسيره أو تأويله بأنه كفر بواح ، واليوم يصير الخروج على من لم يعد له أي صفة شرعية أو دستورية كحاكم محرما ومجرما ومكروها وغير جائز بأي حال من الأحوال ومهما كانت الذرائع والحجج ، حتى وإن أتى بما هو أعظم وأجل عند الله من الكفر البواح . ذلك الحاكم الذي صار لدى أولئك المعتوهين الحمقى المغيبين فكريا وعقليا ووجدانيا صنما و(طوطما) يعبدونه من دون الله ، فباتوا يصورونه لدى قواعدهم المغرر بها ، والتي تشاركهم عمى البصيرة قبل عمى البصر ، وكأنه الخليفة الراشد (السادس) ، وكأن الناس قد عاشوا في عهده (الميمون) في عز ورخاء وأمن وأمان ، وساد في ظل حكمه العدل والمساواة واختفت فيه المظالم ، وانعدمت فيه الجرائم والموبقات ، منكرين جملة وتفصيلا أن ذلك الذي يزعمون زورا وبهتانا أنه مازال الحاكم (الشرعي) لوطنهم ، وهو الذي لم يعد له في ذمة من يحكمهم لا سمعا له ولا طاعة بانتهاء فترة بيعتهم له قبل أكثر من عام أولا ، ثم باستقالته ثانيا ، ثم بفراره من مقر حكمه في عاصمة الدولة ثالثا ، ثم بفراره من وطنه ومواطنيه رابعا ، ثم بتحوله لدميه تتقاذفها أيادي مستضيفيه خامسا ، ثم وأخيرا بمباركته وموافقته على التصفية الجسدية لمواطنيه المدنيين شيوخا وشبابا ونساءا وأطفالا ، والتدمير الكامل لكل مقدرات وطنه المدنية والعسكرية سادسا ، بواسطة حفنة من المرتزقة الململمين المستجلبين من كل أصقاع كوكب الأرض بالأموال المدنسة (المنهوبة) التي يعبث بها (جهال) آل سعود ويستقطعونها من قوت مواطنيهم المغلوبين على أمرهم المنكوبين - لحكمة يعلمها الله - بتسلط هذه الأسرة الفاسدة الطاغية الباغية عليهم . ومن ابداعات قيادات من يسمون أنفسهم ناشطين ضد (اﻻنقلاب) منشور عجيب ، ينتقدون فيه دون أدنى روح وطنية القدرات العسكرية التي قام تحالف (جهال) آل سعود بتدميرها ، وكأن ما تم تدميره مملوك ملكية شخصية ل(عفاش) أو (السيد) وليست ملكية عامة لعموم المنتمين للتراب اليمني ، وكأن (اليمن) كانت في غنى تام عن تسليح جيشها ، وكأنه كان يجب الاكتفاء فقط ببناء المدارس والجامعات ومحطات الكهرباء ، مغيبين عن قواعدهم الساذجة التي يتحملون إثم غسل أدمغتها بالإفك والتظليل ، أن ذلك النظام الذي حكم (اليمن) لمدة 34 عاما قد قام بإنشاء ألاف المدارس وعشرات المستشفيات والجامعات الحكومية والخاصة ، وبموازاة ذلك عمل ذلك النظام على تعزيز وتقوية المؤسستين العسكرية والأمنية ، وذلك ليس وصمة عار في حقه ، فليس من المستساغ ولا المقبول القول بعدم مشروعية تحصين الدولة أي دولة في العالم لنفسها ومقدراتها المدنية من خلال السعي الدؤوب لبناء جيش وطني قوي معزز بكافة أنواع الأسلحة الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه العبث أو المساس بأمن الوطن . فيما جاءت السنوات العجاف الثلاثة الماضية من حكم الرئيس (المخلوع) (الفار) (الفاقد للأهلية العقلية والشرعية) ، لتمحو وتزيل كل ما تم بناؤه وتشييده فيما مضى من حكم سلفه ، ولو أن ذلك الحاكم كان يحكم أي بلد آخر غير (اليمن) ، وعمل بكل ما أتاه الله من قوة لتقويض ذلك البلد حانثا بكل كلمة أقسم عليها أمام الله وجموع مواطنيه وهو يؤدي اليمين الدستورية عند تسلمه لمهامه كرئيس للجمهورية ، لتم تقديمه فورا لمحاكمة غيابية بتهمة الخيانة العظمى ، ولتمت ملاحقته عبر الشرطة الدولية (الانتربول) لتنفيذ ما سيصدر عن تلك المحكمة من أحكام بحقه ، جزاء ما اقترفته يداه بحق وطنه ، فقد حقق نجاحا وحيدا مبهرا منقطع النظير تفرد فيه ولا يمكن نكرانه أو الالتفاف عليه ونسبته لسواه ، وبكفاءة وهمة عاليتين يحسد عليهما في تدمير وتقويض وتفتيت المؤسستين العسكرية والأمنية ، ثم ها هو مؤخرا يسهم إسهاما فاعلا وبكل جدارة واقتدار ودون أن تطرف له عين أو يئن له قلب في الإجهاز على كل ثابت ومتحرك في كل شبر في ما يدعي أنه وطنه . أما فيما عدا ذلك فلا يوجد ما يمكن أن يحسب له أو يحسد عليه ، ولنستعرض معا بعضا من تلك (الإنجازات) و (المآثر) التي تشير ضمنيا عن طريق أولئك الحمقى والمعتوهين من مناصريه ومؤيديه الرافضين بزعمهم ل (الإنقلاب؟!) على (شرعيته؟!) إلى ما تم نسفه وتدميره والإجهاز عليه من خلال العدوان الغاشم على هذا (الوطن) المغلوب على أمره بوجود أمثال أولئك الأقزام المدنسين لأرضه وعرضه ، المرحبين المهللين الحامدين الشاكرين لمن يقوم بانتهاك كل المحرمات والمقدسات في كل الأديان والشرائع السماوية والوضعية . يقول أولئك في منشورهم الأحمق الذي تم تداوله على نطاق واسع الأسبوع الماضي في كل شبكات التواصل الإجتماعي ، فوفق تقديرات (خبرائهم) العسكريين؟! :- * قيمة الصواريخ البالستية التي تم تدميرها تعادل قيمة ثلاث محطات كهربائية كفيلة بإنارة دولتين . * بقيمة كل دبابة واحدة تم تدميرها يمكن بناء مدرسة حديثة مكونة من 24 فصل دراسي. * قيمة الطائرات العسكرية والدفاعات الجوية التي تم تدميرها تكفي لإنشاء خمس جامعات حديثة . * تكلفة ما تم تدميره من معسكرات تكفي لإنشاء حدائق سياحية ، وأسواق (مولات) تجارية فخمة ، وأندية رياضية . * قيمة مخازن السلاح التي دُمرت تكفي لتوفير (مخازن؟!) أغذية للفقراء تكفيهم لسنوات . لاحظوا معي لتوفير (مخازن) أغذية ، وليس لتوفير (أغذية)؟!. * قيمة ذخائر المضادات التي تُطلق في الجو (عبثا؟!ً) ، وتصل قيمة الرصاصة الواحدة لمئة دولار ، تكفي لفتح عدة مراكز طبية مجانية لأمراض القلب والسرطان . * وفوق هذا كله فإن البشر الذي يموتون في المعارك (العبثية؟!) بالمئات والألاف تستطيع أن تجعل منهم أطباء ومهندسين ودكاترة وأساتذة تنهض بهم البلاد وتعمر بهم الأرض . والنقطة الأخيرة تحديدا باعثة على السخرية والضحك كونها مردودة عليهم ، لأنها متطابقة مع واقع حالهم 100% ، فقد كان لهم فيها إسهاماتهم المشهودة ماضيا وحاضرا مازال ملموسا كطابور خامس عميل وخسيس وجبان ، يرتضي الزج باﻵﻻف المؤلفة من خيرة شباب الوطن من غير أبنائهم وذويهم بالطبع للمحارق والموت المحقق فقط لإرضاء غرورهم ونزوات أنفسهم المعتلة ، وكأن بأيديهم مفاتيح الجنة يهبونها هي والبنات الحور لمن نال رضاهم وانعموا عليه ببركاتهم . ●●●● ومازال التغييب العقلي والفكري بما يشبه غسيل الدماغ أو الانقياد الأعمى والاستعباد لعناصرهم الشابة مؤلما ومحيرا للغاية في آن واحد ، وليس له من تفسير سوى قسم الطاعة العمياء المطلقة دون قيد أو شرط التي تؤديها عناصرهم عند اخراطهم في العمل التنظيمي ، وإلا فكيف يمكن أن يتلقفوا مثل المنشور أعلاه ويتداولونه بكل فخر واعتزاز وكأنه معزز ومبرر لموقف قياداتهم الخياني العجيب بحق وطنهم ومواطنيهم المرحب والمؤيد والمبارك للعدوان السعودي ، وكأنهم يوحون إليهم بعدم أهمية إنشاء وبناء جيش وطني قوي معزز بأحدث التجهيزات العسكرية . وكأنه كان الأولى بالحاكم عدم الإنفاق على هذا الجانب بالمطلق ، وتوجيه ما تم إنفاقه للمؤسستين العسكرية والأمنية للجوانب الخدمية المدنية فقط وإهمال ما عداها ، وكيف فسروا لتلك العناصر ما سبق أن نشروه لهم من أخبار تبين فيما بعد أنها كاذبة وملفقة 100% عن انتقال (عفاش) إلى رحمة الله عقب مجزرة جامع دار الرئاسة في رجب المحرم قبل أربعة أعوام ، وأقسموا على ذلك أغلظ الأيمان ، وحلفوا يمين الطلاق من زوجاتهم على أنه لم يعد من أهل الدنيا تأكيدا لتلك الشائعة ، وهاهم اليوم يعودون لنفس السيناريو ويطلقون نفس الشائعة دون حياء أو خجل ، ولازالت قواعدهم تقول (آمين) لكل ما يصدر عن تلك القيادات الشيطانية من إفك وبهتان ، حتى بعد أن يتبين لهم بالدليل والبرهان زيف ما كانوا عليه يقسمون ، أوليس أولئك هم الذين يتخذون لهم من دون الله أربابا ليضلوهم عن السبيل؟!