لو كان هناك ادنى شك أن القاعدة وداعش في عدن وابين ولحج وحضرموت مرتبطة بالرئيس السابق صالح لقام التحالف الخليجي بقصف مجاميعها منذ وقت مبكر. أصلاً لا يعقل أن يتحارب الحوثيون والقاعدة معاً، وهم بنظر بعض البلداء صنيعة لصالح وهو من يقود تحركاتهم حتى اللحظة، فكيف لصالح أن يحارب نفسه في 11 جبهة كما صرح المتحدث باسم القاعدة في موقع "الملاحم" على النت؟.
حتماً صالح أستفاد من القاعدة أيام حكمه، واستخدمها ضد معارضين له في حقبة صراعه مع الحزب الاشتراكي اليمني في تسعينات القرن الماضي عبر بعض الشخصيات -كانت تشكل ذراعه اليمين- التي أصبح الكثير منها في الرياض، لكن تلك مرحلة ولت، وبعد أن أعاد صالح تموضعه بفعل المتغيرات الأخيرة منذ 2011م وحتى اللحظة أصبح خصماً للقاعدة على اعتباره حليف رئيسي للحوثيين.
القاء التهم سهل، لكن تناقضها يفضح زيفها وسطحية المروجين لها، يجب الاعتراف أن هانك قاعدة وداعش في الجنوب ومن ثم السعي للتعامل مع هذا الملف دون الحاجة الى تصدير الأزمة الى مربعات أخرى تماماً، القاعدة وداعش خطر، بغض النظر عن الجهة التي تقف ورائهما، المهم هو التخطيط لكيفية معالجة المشكلة لا البحث عن شماعة لتعليقها عليها الى الأبد.
التخلص من مرض "فوبيا صالح" هو بداية الطريق لنجاح المعارضين لصالح في الجنوب والشمال.