ليست المرة الأولى التي تقر فيها "لجنة الشؤون العسكرية" إخلاء العاصمة صنعاء من "المجاميع المسلحة"،وتثبيت الأمن والاستقرار دون أن يصبح قرارا على الأرض إلى الحد الذي أعلن فيه وزير الدفاع أمام مجلس النواب تقديم استقالته قبل شهر في حالة مالم ينجح في إزالة المظاهر المسلحة خلال أسبوعين إلا انه وبعد كل هذه المدة تعيد ذات القرار حيث أقرت "لجنة الشؤون العسكرية"، عقب اجتماع لها الاثنين الماضي، البدء خلال الأيام القليلة القادمة بإخلاء العاصمة صنعاء من المجاميع المسلحة، ودعت "القوى السياسية والاجتماعية والوجاهات القبلية" في البلاد إلى "بذل مزيد من التعاون من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وإنجاح مهامها". ويأتي هذا القرار فيما تعيش البلد انفلاتا أمنيا طال معظم المحافظات ففي العاصمة صنعاء تصاعد حدة الانفلات الأمني خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق متفرقة من العاصمة واتسع نطاق الانفلات إلى نقطة الأزرقين ، وأفادت المصادر ان المواجهات المسلحة التي اندلعت بين قبائل بني الحارث ومسلحين يقودهم الشيخ بن عزيز والشيخ ابوعوجاء وكيل محافظة عمران السبت الماضي في منطقة بني الحارث على خلفية محاولة مسلحين يتبعون شيخ بني الحارث رفع أنصار الشيخ بن عزيز وأبو عرجاء الذين تمركزوا في المنطقة وقطعوا الطريق العام ومنعوا مرور السيارات القادمة من عمران، صعدة، حجة من الدخول إلى العاصمة احتجاجا على إهمالهم من قبل الحكومة، وهو الامر الذي أثار ردة فعل من قبل ابناء بني الحارث الذين قدموا لفتح الطريق العام، وبحسب المصادر فإن أنصار ابو عوجاء والمنتمي لقبائل حاشد باشروهم بإطلاق الرصاص على الفور، وهو الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح أربعة من بني الحارث المنتمية قبليا لبكيل وإصابة شخص واحد من أتباع المشائخ وينتمي الى بكيل ايضا0 وأكدت المصادر مقتل " الشاب " علي ناجي جمعان (17) عاماً نجل شيخ قبائل بني الحارث"، والشاب عبدالكريم خميس احد أبناء المنطقة ، فيما أصيب أربعة آخرون بينهم نجل البرلماني عن حرف سفيان محافظة عمران الشيخ صغير عزيز بإصابات بالغة . تلك المواجهات المسلحة امتدت على مدى الأيام الماضية من جولة عمران شرق العاصمة صنعاء إلى نقطة الأزرقين الواقعة في المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء وسط فشل كل الوساطات القبلية . حيث أشارت المصادر إلى فشل المساعي الحكومية وعدد من الوساطات القبلية في إنهاء مظاهر التمركز المسلح لمجاميع قبلية حاشدة على المداخل الرئيسة للعاصمة، وفتح منفذ "الأزرقين" الحدودي الذي يربط صنعاء بمدينة عمران المجاورة، والذي تسبب في وقف حركة التنقلات اليومية للأشخاص والبضائع بين المدينتين في تصعيد قبلي هو الأول من نوعه منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني . وفي سياق متصل أقدم مسلحون قبليون على اختطاف أربعة سواح هنود كانوا في طريقهم من الحديدة الى العاصمة صنعاء الأحد قبل ان تتدخل وساطات قبلية للإفراج عنهم بعد ساعات من اختطافهم في منطقة الحيمة الخارجية ، وفي ظل الانفلات الامني المخيف تعرض السفير البلغاري لمحاولة اختطاف فاشلة في احد شوارع العاصمة حيث اعترض مسلحون سيارة السفير محاولين اختطافه، إلا انه رفض التوقف وانطلق مسرعا وفي الأثناء أطلق المسلحون النار عليه، الأمر الذي تسبب في إصابته بالعين جراء تساقط زجاج مقدمة السيارة. جاء ذلك عقب توجيه الداخلية أجهزة الأمن في العاصمة برفع حالة اليقظة الأمنية وتعزيز الحراسات الأمنية على المنشآت الحكومية ومقار السفارات ومساكن السفراء تحسبا لهجمات ارهابية محتملة. بالإضافة الى تهديدات تلقتها السفارة العمانية بصنعاء، تعاملت معها مسقط بجدية وأغلقت السفارة واستدعت السفير ودبلوماسييها في إجازة إجبارية. من جانبة دان الاتحاد الأوروبي محاولة اختطاف السفير البلغاري في صنعاء بوريس غينادييف بوريسوف السبت من قبل مجموعة مسلحة.. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون في بيان ان الاتحاد "يدين الهجمات التي وقعت في صنعاء في 12 ايار الحالي وأصيب خلالها السفير البلغاري في اليمن بوريس غينادييف بوريسوف ويعرب عن تضامنه". واعتبرت الحادث يشكل دليلا إضافيا على هشاشة الأمن في اليمن ولا سيما في صنعاء"، وذلك قبل ان تكرر دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي سياق متصل قالت وزارة الداخلية اليمنية مساء الاثنين إن لديها معلومات مؤكدة عن نية أحد العناصر "الإرهابية" القيام بتفجيرات داخل العاصمة صنعاء. وقال موقع وزارة الداخلية اليمنية إن قيادة الوزارة وجهت الأجهزة الأمنية بأمانة العاصمة بالبحث والتحري عن أحد العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة اسمه( عبد الله محمد جابر الشبواني) على خلفية معلومات أكدت نية المذكور تنفيذ عملية إجرامية داخل أمانة العاصمة. وقالت إن المذكور يستخدم"سيارة حبة وربع طربال" لون رصاصي موديل 2009م تحمل لوحات عليها لاصق طير جمهوري. وشددت قيادة الوزارة في توجيهها على ضرورة تحلي الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء باليقظة الأمنية العالية وأخذ الحيطة والحذر مع اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لمواجهة أي أعمال تخريبية أو إرهابية محتملة، وبما يحافظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة في أمانة العاصمة. وأكدت قيادة وزارة الداخلية في توجيهها على "الاستمرار في تشديد إجراءات التفتيش في المنافذ المؤدية إلى أمانة العاصمة لمنع تسلل أي عناصر إرهابية إليها". وفي الاتجاه ذاته لقي شخص مصرعه وأصيب ثلاثة اخرون في تفجير قنبلة بسوق الزمر شرق العاصمة صنعاء عصر امس الاول الاثنين . وقالت مصادر محلية ان شخصاً قام بتفجير قنبلة يدوية ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين اسعفوا إلى المستشفى العسكري احدهم حالته حرجة وادخل العناية المركزة، فيما نقلت جثة الشخص المتوفى الى مستشفى الثورة. يشار الى ان الانفلات الامني ساد عدداً من المحافظات في الآونة الأخيرة، كما سجلت حالات التقطع معدلات تراكمية، كما سادت حالات النهب المنظم لأراضي وممتلكات المواطنين. نقلا عن الوسط اليمنية