ينما تحشد عدة دول غربية قواتها في شرق البحر المتوسط، تحسباً لضربة عسكرية محتملة ضد سوريا، بدا الرئيس السوري، بشار الأسد، وكأنه لا يخشى الدخول في مواجهة عسكرية مع الغرب. ففي خضم تلك التطورات، استقبل الرئيس السوري الخميس، وفداً يضم عدداً من قيادات الأحزاب ونواب البرلمان في اليمن، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية وقال الأسد، خلال لقائه مع الوفد اليمني، إن "التهديدات بشن عدوان مباشر على سوريا، ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة، وبقرارها المستقل، النابع من إرادة شعبها"، مشدداً على أن "سوريا ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان." وأضاف الرئيس السوري قائلاً إن "سوريا، بشعبها الصامد، وجيشها الباسل، ماضية ومصممة على القضاء على الإرهاب، الذي سخرته وتدعمه إسرائيل والدول الغربية، خدمة لمصالحها المتمثلة بتقسيم المنطقة، وتفتيت وإخضاع شعوبها." واضاف الرئيس الاسد : " إن نهوض الوعي الشعبي على الساحة العربية، عنصر أساسي في مواجهة المخططات التي تستهدف المنطقة"، لافتا إلى أن "الشعوب هي الصانع الحقيقي للعلاقات بين الدول، وأن الحالة الشعبية هي الضامن للانتصار، وهو ما يحدث في سوريا"، ". وأشار الرئيس السوري في ختام لقائه مع الوفد اليمني إلى أن سبب نصر الحكومة السورية يكمن في الوعي الشعبي. وعبَّر أعضاء الوفد اليمني بدورهم عن دعمهم للحكومة السورية في حربها ضد المتشددين. مؤكدين الوقوف إلى جانب سوريا، في "مواجهة المحاولات الرامية للنيل من موقعها، ودورها كحاضن للعروبة والقومية والمقاومة"، معتبرين أن "صمود سوريا وانتصارها، هو صمود وانتصار للأمة العربية جمعاء." ويأتي ذلك في وقت تدرس الولاياتالمتحدة ودول غربية احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا، كما اكد حلف شمال الأطلسي، إضافة لدول غربية، ضرورة الرد على النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية، فيما حذرت دول أخرى، بينها روسيا وايران من أي هجوم عسكري على سوريا لما له من "عواقب وخيمة"، على المنطقة بأسرها. - وتتهم السلطات السورية دولا إقليمية وغربية بأنها تتآمر على سوريا، لثنيها عن مواقفها من القضايا العربية والإقليمية، بإرسالها سلاح ومسلحين لسوريا، لافتة أنها تستخدم الإعلام أيضا في سبيل ذلك، في حين تتهمها دول وأطياف معارضة بمسؤولية ما وصلت إليه الأحداث. - من جهة أخرى نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية ، في وقت سابق اليوم الخميس إن الأسد وصف أمام قيادات سوريا بعد تزايد الأخبار عن ضربة أميركية، "بالتاريخية" المواجهة مع الولاياتالمتحدة التي قال إنها "العدو الحقيقي"، مؤكدا "سنخرج منها منتصرين". وأوردت الأخبار أن الأسد قال لقياداته "في أحدث اجتماع" معهم "بعد تعاظم أخبار الضربة الأميركية"، إنه "منذ بداية الأزمة، وانتم تعلمون جيدا أننا ننتظر اللحظة التي يطل بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلا". وأضافت الصحيفة عن الرئيس السوري "أعرف أن معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء أي عدوان والحفاظ على الوطن. لكن أطالبكم بأن تنقلوا هذه المعنويات إلى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين". وتابع الأسد "هذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين".
بندر بن سلطان : قناة تلفزيونية و300 نسمة لا يصنعون دولة! وفي الوقت الذي بدأ فيه العد العكسي لضربة وشيكة للنظام السوري، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية تقريرا حول مساعي رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان آل سعود، لحشد الدعم للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتحت عنوان «محارب سعودي نافذ يحشد الدعم للإطاحة بالأسد»، ذكر التقرير أن المسؤولين في الولاياتالمتحدة علموا بأن السعودية جادة في مساعيها، لإنهاء حكم الأسد. وأوكلت قيادة الجهود في هذا المجال للأمير بندر بن سلطان، الذي انتقد قطر بشدة. وتزايد التوتر بين الجهات الداعمة للمعارضة السورية، بسبب الخلاف حول الأطراف التي يتعين دعمها، وبات الأميركيون والسعوديون قلقين من أن تكون تركياوقطر تدعمان جماعة الإخوان المسلمين في سورية بشكل سري، ونفت كل من أنقرة والدوحة أن تكون قد فضلت فصيلاً من الثوار عن آخر. وتشير الصحيفة إلى أن العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز لم يكن مرتاحا للمشاركة القطرية في الأزمة السورية. وفي اجتماع لتنسيق شحن الأسلحة للمعارضة السورية، الصيف الماضي، انتقد بندر بن سلطان قطر بشدة. وخلال مكالمة هاتفية مع شخصية تتعامل مع الصحيفة، قال الأمير إن قطر «ليست سوى 300 نسمة، وقناة فضائية»، مضيفا أن «هذا لا يصنع دولة»، بحسب ما نقلته «وول ستريت جورنال» عن الأمير. ولم يتسنَ للصحيفة أن تستوضح هذه التصريحات من مسؤولين سعوديين، اتصلت بهم ورفضوا التعليق. ويشكل ذلك توجها جديداً وشديد اللهجة بالنسبة للأمير، في الوقت الذي تحول فيه النشاط السعودي في ما يخص دعم الثوار السورين من تركيا إلى الأردن.