قال الناشط الشبابي علي البخيتي ان من يقرأ ما كتبه منير الماوري مؤخراً يتمكن من فك طلاسم الحملة الشرسة التي يشنها ضد الحراك الجنوبي عموماً، والرئيس علي سالم البيض بشكل خاص، ويفسر كذلك الحملة التي يشنها أيضاً ضد الحوثيين بشكل عام، والهاشميين تحديداً. مضيفا : وحتى لا أتجنى على الماوري، سأنقل لكم نص إحدى مشاركاته الغزلية الكثيرة هذه الأيام في صفحته على "فيسبوك"، تجاه حزب الإصلاح. قال الماوري: "والله إني أعرف أن من بين الإخوان المسلمين في اليمن من سيسعى إلى إقصائي من العمل السياسي لو حكموا اليمن، وبينهم قلة ستحاول إعادتنا إلى القرن السابع الميلادي، ومع ذلك فهذا يهون في سبيل نجاح الثورة... والله إني أخشى من حزب الإصلاح أكثر من غيري، ولكني لا أتصور نجاح الثورة في اليمن بدون الإصلاح، فإذا كان ثمن نجاح الثورة يا إصلاح هو حرماني من منصة الخطابة، أو إقصائي من مناصب الحكم الفانية، فما أسهل هذا الثمن! لن تجدوا مني إلا ما وجده مرسي من وائل غنيم، فسيروا في رعاية الله، ولكن خلصونا من هذا الانتظار الطويل، فالمخلوع يستمد قوته من حكمة قياداتكم". عندما يشحت المثقف، يُجير قلمه للابتزاز، يستعطف طرفاً سياسياً بأسلوب رخيص، عندما يقول كاتب إن حريته في الخطابة وإقصاءه عن العمل ثمن سهل يمكن أن يدفعه لتنجح الثورة، تلك كارثة حقاً، فعن أية ثورة يتحدث؟ من هو؟ وماذا يعتبر نفسه؟ وما تعريفه للثورة؟ وما قيمته الفكرية والمعنوية ليدفع وحده ثمن نجاح الثورة؟ ثم ما هو هذا النجاح للثورة الذي ثمنه الحرية والإقصاء؟ هل أصابه جنون العظمة؟ أم مسه تضخم الذات؟ أم يسعى لاستعجال اللذات؟ عباراته التي وردت في مشاركته تلك تملق سياسي جديد في الوسط الثقافي، تذلل إلى أبعد الحدود، خنوع، تنازل عن الحرية، تبرير للإقصاء، تغليف لرغبات شخصية رخيصة بالثورة، أسلوب مبتذل لصناعة فرعونية جديدة. ذاك هو الماوري التائه بين أطماعه، الضائع بين توقعاته، العائد الى اليمن يحمل دكتوراه في الشحاتة والابتزاز، ظنناه عائداً يحمل أفكاراً، فجاءنا يحمل ابتذالاً. حاول الماوري تزيين غزله في الإصلاح عبر بعض النقد الموجه لهم، مغلفاً له بعبارات مثل "من بين الإخوان، قلة منهم"، مادحاً غالبيتهم، معلناً تنازله عما يعتقد أنه يتوجب على الثورة أن تدفعه كثمن لنقده الرئيس السابق صالح، في عملية غزل مخلوطة بابتزاز رخيص للإصلاح، جاعلاً من تعيينه في منصب مهم، دليلاً على احترام الإخوان للحريات، ودليل كذلك على عدم إقصائيتهم لغيرهم، متذللاً بشكل مهين عبر استعداده للتنازل عن حريته في الخطابة، وتحمله للإقصاء مقابل وصول الإصلاح لكامل السلطة، معتبراً ذلك نجاحاً للثورة، ولو لم يدفع له الثمن حتى لا يبدوا كمن يملى عليهم، وليظهر مدى ولائه لهم. المهم عند الماوري أن يسقط الرئيس السابق صالح الذي لم يُقدر مواهبه، حتى ولو بقي تكميم الأفواه والإقصاء كما في عهده، فالحرية ليست من أهداف ثورة الماوري، ومحاربة الإقصاء ليست على سلم أولوياته، الثورة بالنسبة له تتجسد وتعتبر ناجحة إذا أصبح سفيراً أو وزيراً ولو تحت أي نظام قمعي أو إقصائي. الكثير من المشاركات والمقالات التي يكتبها الماوري في الفترة الأخيرة، بعد إعلانه اعتزامه العودة الى اليمن، تصب في ذلك الاتجاه، فيهاجم من يهاجمه الإصلاح وإعلامه، ويحارب من يحاربونه في الشمال والجنوب والوسط، ويتغزل في أحبابهم والموالين لهم من المدعين مناصرتهم للثورة. نسي الماوري أن المعارك التي يخوضها إخوان اليمن اليوم ضد أبناء الجنوب، عبر تخوينهم واتهامهم بالعمالة للخارج، وعبر مصطلحات الوحدة أو الموت، واستمرار تمجيدهم لغزوة 94، وللفتاوى التي صدرت في حينها؛ نسي أن كل تلك المعارك كان يخوضها صالح قبل خروجه من الرئاسة. ونسي الماوري أن الخطاب التحريضي الذي يمارسه الإخوان اليوم تجاه الحوثيين، والعنصري ضد الهاشميين، هو نفس خطاب صالح ما قبل الثورة الأخيرة. نسي الماوري أن ثورتنا ضد صالح ونظامه هي بسبب تلك المعارك الظالمة التي خاضها ضد أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً ووسطاً، إلى الدرجة التي دفعت البعض الى إنكار يمنيتهم وإعلان كرههم للوحدة كمبدأ، وليس للممارسات التي تتم باسمها. تلك المعارك جعلت بعض المناطق في الشمال أقرب إلى مناطق الحكم الشعبي الذاتي. نسي الماوري أن هدف ثورتنا هو إعادة اللحمة لليمن، وتصحيح مسار الوحدة عبر الاعتراف بالخطأ والاعتذار وإعادة الحقوق ورفع المظالم والتعويض، ومن ثم نسأل الإخوة في الجنوب عن رأيهم في الوحدة. نسي الماوري أن الاعتذار لأبناء صعدة وما جاورها، وتعويضهم، وإعادة هيكلة الجيش والأمن عبر عقيدة وطنية غير طائفية أو مناطقية أو عنصرية، هو الكفيل بإعادة صعدة إلى سابق عهدها مع الدولة. للأسف الشديد فسياسة النظام ثابتة تجاه القضيتين الرئيسيتين اللتين ثرنا من أجلهما وبسببهما، وما تغير هو بعض الممثلين، فاليدومي اليوم في ما يخص القضية الجنوبية وقضية صعدة، يقوم بدور الرئيس السابق صالح، وقناة سهيل تقوم بدور الفضائية اليمنية أيام صالح، وصحيفتا الصحوة والمصدر تقومان بدور صحيفتي الثورة والجمهورية، ومواقع الصحوة نت والمصدر أون لاين ومأرب برس تقوم بدور مواقع المؤتمر نت وسبتمبر نت، ومنير الماوري يقوم بدور عبده الجندي، وبعض الممثلين المخضرمين أمثال علي محسن الأحمر والزنداني والديلمي احتفظوا بنفس أدوارهم في عهد صالح، لأنهم أصحاب ثوابت وأيديولوجيات لا تمكنهم من لعب أدوار أخرى. أخي منير، اليمن لا ينقصها متملقون، بل مبدعون، ارجع يا أخي ورزقك على الله، من تكفل بنفقتك في أمريكا لسنوات، سيتكفل بها في اليمن.