أحداثٌ لم يَشْهَدْها اليمن من قبلُ، تفجيراتٌ واغتيالاتٌ اشتدّتْ وتيرتُها في الآونةِ الاخيرة، مئاتُ الاشخاص بينَ عسكريينَ ومدنيينَ لقُوُا مصرعَهُم خلالَ الايامِ الاخيرةِ في هذا البلد، حيث كانَ آخرُ هذِه التفجيرات ما حَدَثَ أمامَ مبنى رئاسةِ الوزراءِ اليمني الذي استهدفَ وزيرَ الدفاعِ محمد ناصر احمد وأدّى الى مقتلِ واصابةِ العشرات، في خطوةٍ رأى فيها المراقبونَ تصعيداً جديداً لأعمالِ العنف بين شركاءِ الحُكْمِ في اليمن الذين يَتسترونَ بعملياتِ مايُسمَّى بتنظيمِ القاعدة. وفي السياقِ نفسِهِ حاوَلَ مسلحونَ مجهولونَ اغتيالَ قائدِ الحراسةِ الرئاسيةِ بمطارِ صنعاء الدولي المقدم مالك الموسمي الذي تَعرَّضَ لإطلاقِ نارٍ كثيفٍ من قِبَلِ مجهولينَ أثناء مرورِهِ بمنطقةِ حمير وَسَطَ العاصمةِ صنعاء. هذا وكانتْ قياداتٌ جنوبيةٌ بارزةٌ تَعرَّضتْ لعملياتِ اغتيالٍ كانَ آخرُها محاولةَ اغتيالِ الامينِ العامِ للحزبِ الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان وعددٍ من قياداتِ الحَراكِ الجنوبي. الاغتيالاتُ والتفجيراتُ التي تَشْهَدُها البلاد دفعتْ على مايبدو بالرئيسِ اليمني عبدربه منصور هادي الى اقالةِ عددٍ من القياداتِ الامنيةِ والسياسيةِ بعضُها من المقرَّبينَ بالرئيسِ السابقِ علي عبدالله صالح الذي لايزالُ يلعبُ دَوْراً كبيراً في اليمن. وأقالَ هادي رئيسَ جهازِ الامنِ القومى اللواءِ علي محمد الانسي ومديرَ دائرةِ الاستخباراتِ العسكريةِ مجاهد غشيم، كما أجرى تعديلاً وزارياً محدوداً على حكومةِ محمد سالم باسندوة وعَيَّنَ محافظينَ وسفراءَ جُدُد لليمن كانَ أبرزُهم علي صالح الأحمر الاخَ غيرَ الشقيقِ للرئيسِ السابقِ الذي كان يَتولَّى منصبَ مديرِ مكتبِ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحة. قراراتُ هادي الاخيرةُ كان لها صدُها الكبيرُ في الساحةِ اليمنيةِ، حيث رَحَّبَ العديدُ من المراقبينَ اليمنيينَ بهذِه القرارات ولكنهم وَصَفُوها بالقليلة، مطالبينَ هادي الى انهاءِ حالةِ الانقسام في الجيشِ واقالةِ اللواءِ علي محسن الاحمر قائدِ قواتِ الفرقةِ الاولى مدرع وكذلك العميدِ احمد علي عبدالله صالح نجلِ الرئيسِ السابق من اجلِ اعادةِ الأمنِ والاستقرارِ للبلد بحَسَبِ تعبيرِهم. كما دانتْ العديدُ من القوى السياسيةِ الاغتيالاتِ والتفجيرات. شبابُ الساحات الذين بدأوا حركةً تصعيديةً جديدةً هذِه الايامَ هم الآخرونَ تفاوتتْ آراءَهم حولَ قراراتِ هادي، حيث يراها الشبابُ المنتمونَ لحزبِ الاصلاح انتصاراً لأهدافِ الثورةِ اليمنية. هذا بينما اعتَبرَتْ بعضُ القوى الشبابيةِ تغييراتِ هادي اعادةً لنظامِ الصالح القديم بشكلٍ آخرَ، مضيفينَ أنّ الرئيسَ هادي أقالَ المقربينَ من صالح ليَضَعَ المقربينَ من الجنرال علي محسن الاحمر وحزبِ الاصلاح في صدارةِ الحُكْم. هذا بينما تحدثتْ بعضُ وسائلِ الاعلام اليمنية المقربة من الحوثيينَ والحَراكِ الجنوبي عن صفقةٍ سياسيةٍ بين هادي وال الاحمر للانقضاضِ على الثورة واستحالةِ التغييرِ المنشود في ظلِ التقاسُمِ السياسي للسلطةِ في هذا البلد.