بدأت الاشاعات والمعلومات المغلوطة تتداول عبر شبكات التواصل بعد ان كسبت قضية هدى السعودية وعرفاتاليمني تعاطفاً شعبيا عارم في الشارع اليمني وابدت الكثير من الجهات السياسية والمدنية تضامنها مع الشابين رافضة تسليم الفتاة السعودية الى سلطات المملكة ، وتزويجها بعرفات انتصارا لتضحياتهم وقصتهم المليئة بالمصاعب .. وتحت عنوان ملفت "معلومات خطيرة ولأول مره تنشر عن قضية هدى السعودية .. هدى ضحية انتقام عميد سعودي لأن شقيقها خطف ابنته قبل عام .. " كتب احد الصحفيين اليمنيين موضوعا مطولا فحواه ان هروب هدى الى اليمن جاء بمخطط لضابط سعودي خطف شقيق هدى ابنته قبل عام . الصحفي اليمني الذي لقيت منشوراته استهجان وهجوم وسخرية الناشطين اليمنيين قال ان الشاب اليمني ماهو الا جزء من مؤامرة نفذت للانتقام من اهل البنت .. وان القصة ليست حب وعشق بقدر ما هي انتقام .. وقال " وأن هدى تنتمي الى اسرة بائسه في منطقة بسواحل عسير على بعد 30 كيلو متر من نجران وهي من المناطق المهمشة في السعودية وان عائلتها تعيش على الضمان الاجتماعي وعلى رعي الاغنام .. واشارت مصادر صحفية سعودية ان القاضي اليمني نظر الى دخولها بصفة غير شرعة الى اليمن .. ولم ينظر الى تفاصيل الواقعة" واورد الصحفي وثائق قال انها تظهر عقد زواج هدى من شاب في منطقة عسير.
بعيدا عن تلك المستجدات التي تستهدف التعاطف الشعبي قالت توكل كرمان في منشور لها " اعلن تضامني الكامل مع الفتاة السعودية هدى آل نيران التي يتم محاكمتها بأمانة العاصمة صنعاء بتهمة دخول اليمن بطريقة غير مشروعة وأطالب بالتعامل معها كلاجئة تتمتع بكامل الحماية المنصوص عليها في المواثيق الدولية الخاصة باللجوء الانساني، أدعو السلطات اليمنية منحها حقها في اللجوء، كما ادعو المفوضية السامية للاجئين حمايتها من أي حرمان لحقوقها في اللجوء الانساني وفق الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها اليمن وتعهدت بإحترامها!!" من جهة اخرى قال المرصد اليمني لحقوق الإنسان بأنه يتابع باهتمام بالغ تطورات قضية الفتاة السعودية هدى آل نيران التي يحاكمها القضاء اليمني بتهمة التسلل إلى اليمن بطريقة غير مشروعة، فيما تتهم النيابة شاباً يمنياً يُدعى عرفات القاضي بمساعدتها. وقال المرصد أن القضية لا تحتمل كل هذه الإجراءات، كونها قضية لجوء إنساني وينبغي على الجهات القضائية والرسمية التعاطي معها وفقاً لذلك، مؤكداً أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وخاصة منها الاتفاقيات الخاصة بأوضاع اللاجئين وحقوقهم، والبروتوكولات الخاصة بشؤونهم تمنح هدى آل نيران حق اللجوء في اليمن، والتعامل معها كلاجئة تتمتع بالحماية المنصوص عليها في تلك المواثيق. كما استنكر المرصد أن يتم التعاطي مع حق هدى آل نيران في اختيار شريك حياتها على أنه جريمة، ويشدد على ضرورة حماية حقها في هذا الاختيار، دون أي تدخل أو وصاية من أي طرف، ويدين بشدة منع وزارة الداخلية حصول الفتاة على حق الزيارة من قبل المفوضية السامية للاجئين. وطالب المرصد كافة الجهات المعنية بشؤون اللاجئين في اليمن وعلى رأسها المفوضية السامية للاجئين، العمل من أجل حماية هدى آل نيران من أي إجراءات تعسفية تستهدف حقوقها المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، كما يدعو المنظمات والفعاليات المدنية في اليمن التضامن معها بدون أي شروط. وحث المرصد الجهات القضائية المعنية بالأمر التعاطي مع القضية وفقاً للاتفاقيات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، ويحذر كافة الجهات الرسمية من أية إجراءات لتسليم هدى آل نيران إلى السلطات السعودية أو إعادتها إلى بلدها، كون ذلك خطراً يهدد حياتها كما صرحت الفتاة نفسها.