تزداد الأوضاع الأمنية تدهوراً في العاصمة صنعاء، في الوقت الذي ما زالت قوات الجيش والأمن تخوض معارك ضارية مع مسلحي تنظيم القاعدة في أبين وشبوة والبيضاء منذ أسبوع. واغتال مسلحان مجهولان في العاصمة، ظهر أمس، ضابط أمن معهد اللغات العسكري. وقالت مصادر محلية ل"الأولى" إن مسلحين ملثمين على متن دراجة نارية، أطلقا النار على ضابط أمن معهد اللغات العسكري المقدم محمد قوزع، في شارع تونس بالعاصمة، ما أدى إلى وفاته فوراً. وأضافت المصادر أنه عقب إطلاق النار على قوزع قدم أحد المسلحين وقلب جثته وسلب مسدسه، وفر من المكان، لافتة إلى أن الحادثة وقعت بالقرب من توقف طقم عسكري يتواجد بشكل دوري في المكان نفسه، ولم يحرك جنوده ساكناً، حسب قول المصادر. وتأتي عملية اغتيال الضابط قوزع استمرارا لمسلسل الاغتيالات المستمرة التي تشهدها البلاد، والتي تستهدف قيادات في المؤسستين العسكرية والأمنية. من جهة أخرى، أصيب جندي وسائق، إثر انفجار عبوة ناسفة، صباح أمس، في منطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، استهدفت حافلة تقل جنوداً من دائرة التوجيه المعنوي. وقال مصدر مطلع ل"الأولى" إن عبوتين ناسفتين زرعتا على مسافة متقاربة، في الطريق المؤدي الى "سوق عنقاد" جوار سينما بلقيس بمنطقة التحرير، مشيراً إلى أنه عند اقتراب الحافلة من مطب وهدأت من سرعتها، انفجرت العبوة الأولى قبل أن تصل الحافلة إليها، ما أسفر عن إصابة سائق الحافلة، ويدعى أحمد السياغي، فيما أصيب جندي كان في المقاعد الأمامية للحافلة، ويدعى عبدالله المخلافي. وأوضح المصدر أنه بعد انفجار العبوة اضطر السائق إلى الوقوف نظراً لإصابته، وأنه بعد ذلك شوهدت عبوة أخرى تبعد بخطوات عن مكان زرع العبوة المنفجرة، وأنه تم إبلاغ الجهات الأمنية التي سارعت في تفكيكها وإبطال مفعولها، منوهاً إلى أن العبوة الثانية كانت متصلة بشريحة يمكن تفجيرها عن طريق الهاتف، وتوقع أنها كانت ستدمر الحافلة في حال استمرت بالسير في نفس الاتجاه. وفي السياق الأمني ذاته، قُتل موظف أمن فرنسي، وأصيب آخر، على أيدي مسلحين مجهولين، أمس، في شارع حدة، بالقرب من السفارة الفرنسية وبعثة الاتحاد الأوروبي وسط العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان ل"الأولى" إن مسلحين ملثمين أطلقوا النار على 3 أجانب كانوا يستقلون سيارة جوار المعهد اليمني الصيني الفني بشارع حدة بصنعاء، وتمكنوا من إصابتهم، قبل أن يلوذوا بالفرار. وتحدث الشهود عن مقتل 2 ونجاة ثالث، وأكدوا مشاهدتهم للدماء على 2 من المستهدفين، وأن جثتيهما كانتا لا تتحركان، فيما الثالث ترجل بعد فرار المسلحين، وحاول إنقاذهما بمساعدة بعض المارة الذين تدخلوا على الفور قبل وصول الشرطة. غير أن مصدراً أمنياً أكد ل"الأولى" أن الضحايا قتيل واحد فيما الآخر مصاب بجروح خطيرة. وذكر المصدر أن المسلحين كانوا على متن سيارة جيب "حبة" بدون لوحة، وأطلقوا الرصاص على السيارة التي كان يستقلها الفرنسيون، ما أدى إلى مقتل فرنسي، وإصابة آخر، ونجاة ثالث. وقال المصدر إن القتيل والمصاب وزميلهما الثالث يعملون لحساب شركة خاصة تقدم خدمات أمنية لموظفي السفارات الأوروبية في اليمن. والفرنسي القتيل يدعى جون شوكار، والمصاب باسكال موسلين، فيما الثالث يدعى جوزيف- حسب المصدر الأمني. وتأتي هذه المستجدات في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الداخلية أمس الاثنين، أنها "تتعامل بجدية ومسؤولية إزاء كافة الاحتمالات والتهديدات الإرهابية". وحذرت الوزارة مما وصفتها بحالة الهستيريا التي يمكن أن يتصرف بها تنظيم القاعدة نتيجة الحرب التي يشنها الجيش وقوات الأمن ضد عناصره. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع للداخلية، أن "الخسائر الفادحة التي لحقت بتنظيم القاعدة ستدفع به إلى الإقدام على تصرفات هستيرية يائسة ومنها استنفار أنصاره وخلاياه النائمة لاستهداف ضباط من الأمن والجيش, وكذا وضع العبوات الناسفة والمتفجرات في عدد من المحافظات بهدف إرباك الدولة والمجتمع وثني القوات المسلحة والأمن عن إكمال عمليتهما البطولية والشجاعة لاستئصال شأفة التنظيم والإرهاب والقضاء عليه بصورة نهائية". وأضاف موقع الداخلية أن أجهزة الأمن "قادرة على التصدي لكافة المخططات الإرهابية وإحباطها"، لافتاً إلى أن "الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة في اليمن"- حسب تعبير الموقع. وطالبت الداخلية "المواطنين الإبلاغ الفوري عن أي تحركات أو عناصر مشبوهة، وكذا السيارات المثيرة للريبة, وعدم التعامل مع أي أجسام غريبة قد يصادفونها في طريقهم.. داعية المواطن إلى لعب دور رجل الأمن في كل مكان يتواجد فيه وبما يخدم أمن المجتمع واستقراره".