عجز الدولة اليمنية على فرض وقف دائم لإطلاق النار في محافظة عمران يعكس ضعف موقفها حيال الصراع الدائر بالأساس بين جماعة الحوثي الموالية لإيران، وجماعة الإخوان المسلمين، وكلتاهما تمثلان استنقاصا من سيادة الدولة وهيبتها. سقطت الهدنة الهشّة الهادفة إلى وقف القتال بشمال اليمن وذلك بسبب رفض طرفي الحرب؛ جماعة الحوثي وأفراد اللواء 310 من الجيش بقيادة العميد حميد القشيبي المحسوب على حزب الإصلاح الذراع السياسية للإخوان المسلمين، تسليم المواقع المستحدثة إلى اللجنة الرئاسية اليمنية المكلفة بوقف النزاع في عمران شمال العاصمة صنعاء. وجاء ذلك بينما لاحت بوادر على امتداد الحرب إلى منطقة أرحب. ويقول مراقبون إنّ عدم النجاح في فرض وقف دائم لإطلاق النار بشمال اليمن، يعكس عجز الدولة عن بسط سيادتها وفك الاشتباك الدائر أساسا بين جماعة الحوثي الموالية لإيران، وبين جماعة الإخوان المسلمين ممثلة أساسا بحرب الإصلاح. ويضيف هؤلاء أنّ الدولة اليمنية تبدو تائهة في ذلك الصراع، بين أن تنخرط في وقف الزحف الحوثي على مناطق في البلاد لأجل توسيع نفوذ الجماعة، وبين الإحجام عن ذلك كي لا تنخرط في حرب بالوكالة عن جماعة الإخوان التي مكّنها نفوذها في الدولة من استخدام اللواء 310 التابع للجيش في الحرب. وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة. وقال عامر المراني عضو اللجنة الرئاسية عن الحوثيين إنّ الاتفاق نص على تسليم الطرفين المواقع المستحدثة بشكل متزامن إلا أن حزب الإصلاح رفض تسليم مواقعه وهو السبب في عدم قبول الحوثيين تسليم مواقعهم للّجان. وأضاف المراني أن اللواء 310 ممثلا بقائده العميد حميد القشيبي رفض تسليم مواقع مهمة مثل جبل الضين، الجميمة، والمرحه، قائلا إن جماعة حزب الإصلاح يستهدفون من خلال تلك المواقع مهاجمة مواقع حوثية بعمران، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وكانت اللجنة الرئاسية قد أقرت الإثنين مباشرة اللجان الميدانية رفع الاستحداثات. ومن جهة مقابلة قال عبدالله أبو ركب المحسوب على حزب الإصلاح الإخواني إن جبل الضين، الجميمة، والمرحه هي في الأصل مواقع عسكرية ولا يحق للطرف الحوثي المطالبة بتسليمها، مضيفا: »كيف يتم مطالبة الجيش بتسليم مواقعه ومقارنته بمخربين ومعتدين". وأضاف أن الدولة يجب عليها أن تأخذ وبقوة جميع المواقع من الأطراف الحوثية، كونها هي المسؤولة عن ذلك، مستغربا مساواة المخربين مع قوات الدولة. وقال مصدر محلي لوكالة الأنباء الألمانية إن الحوثيين استحدثوا عدة نقاط على طريق عمران، ولا يسمحون لأي مواطن بالدخول إليها إلا بعد الاطلاع على بطاقته الشخصية. وتجددت الاشتباكات بين مسلحي الحوثي الذين يطلقون على أنفسهم اسم «أنصار الله» والقبائل المدعومة بقوات الجيش بمحافظة عمران. وذكر المصدر المحلي أن مسلحي الحوثي شنوا هجوما على مواقع للجيش في جبل المحشاش، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الطرفين. ويعتبر جبل المحشاش من أهم المواقع من الناحية العسكرية كونه يطل على مدينة عمران من الجهة الشمالية. وفي بوادر على توسّع نطاق الصراع، اتهمت قبيلة أرحب بشمال البلاد الحوثيين بفتح جبهة قتال جديدة هناك، بعد مهاجمة مسلحين حوثيين مناطق تابعة لها. وقالت إنّ علاء المسلحين قاموا بقصف مناطق تابعة للقبيلة في محاولة لاستفزاز أبنائها من أجل الدخول في مواجهات جديدة معهم. واستنكرت القبيلة المنتشرة شمالي العاصمة صنعاء تعرض مناطق تابعة لها للقصف. وأوضحت في بيان أن مسلحين حوثيين قاموا بقصف مناطق تابعة للقبيلة في محاولة لاستفزاز أبنائها من أجل الدخول في مواجهات جديدة معهم. العرب اليوم