قال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، أمس، إن "مسيرة التغيير التي فجرها شبابنا وانتصر لها، جاءت لتعيد للنظام الوطني أصالته، وللدستور والقانون مكانته وقيمته وحرمته"، في إشارة صريحة منه إلى الثورة الشبابية الشعبية. ووضع هادي حيزاً كبيراً لتناول "الثورة الشبابية" لأول مرة في خطاباته منذ توليه رئاسة الجمهورية بداية السنة الجارية، حيث أضاف: "كما نؤمن بأن التغيير بدأ يحقق ثماره، وبدأنا فعلاً ننتقل إلى ترسيخ سيادة الشعب وإقامة دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تصون الوحدة الوطنية، وتكرس قيم التآزر والتسامح، وكل ما يبلور مضامين وأهداف ثورة التغيير بأبعادها الوطنية والإنسانية الحقيقية". ورأى الرئيس هادي في خطابه بالذكرى ال49 لثورة ال14 من أكتوبر، أن "الشباب هم نواة التغيير، ونحن ننظر إلى مطالبهم وطموحاتهم باهتمام كبير بما يلبي توقهم إلى المستقبل المشرق ليمن جديد قائم على الدولة المدنية الحديثة وعلى المساواة والعدالة الاجتماعية". واعتبر أن "الانتقال التدريجي نحو المستقبل من خلال فترة الانتقال التاريخية بدلاً عن التراجع والانحدار إلى أتون الماضي المظلم الذي كان يطل برأسه، ويحاول أن يستدعي محركاته ومعوقاته الرجعية المتخلفة.. ولكنه اصطدم بالإرادة الشعبية الضاغطة التي انتصرت للحرية والتغيير". وأشار الرئيس هادي إلى أنه "لم يكن أمامنا وأمام شعبنا سوى الإمساك بمقود الأوضاع الملتهبة والسير إلى الأمام مهما كانت التحديات، حفاظاً على وطن موحد ديمقراطي يكفل لجميع المواطنين حقوق الإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وصوناً لمكاسب ثورة الشباب السلمية وطموحاتهم المشروعة في التغيير والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية". وأوضح: "لقد اجتزنا -بحمد الله تعالى- الكثير من الأخطار والتحديات، وقادرون اليوم وبإرادة شعبنا الجبارة، وبمساعدة ودعم الأشقاء والأصدقاء، على استكمال الطريق والسير بالوطن إلى بر الأمان وبناء اليمن الجديد"؟ وتابع: "أستطيع التأكيد أن اليمن اليوم بفضل الله تعالى وإرادة الشعب وحكمائه السياسيين وتفاعلهم مع جهود الأشقاء والأصدقاء، قد اجتاز النفق الرابض على فوهة الانفجار، ومهما حاول البعض أن يعرقل مسيرة الشعب، وأن يمثل حجر عثرة في الطريق، إلاّ أن اليمن قد أفلتت من مخالب الأمزجة الفردية والشخصية، وتقدمت كثيراً في استعادة هويتها الشرعية والدستورية، وسنواصل المضي قدماً بإيمان عميق وقوي بالمصلحة الوطنية العليا دون المصالح الضيقة". وشكر هادي لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، التي قال إنها "تبذل جهوداً وطنية كبيرة، وحققت خطوات مهمة في سياق خارطة عملها، رغم أن مهامها معقدة وشائكة.. ونشد على أيدي أعضائها مواصلة عملها بتفانٍ وإخلاص، وبما يعيد الثقة واللحمة في أوساط القوات المسلحة والأمن، وصولاً إلى إعادة توحيد وهيكلة القوات المسلحة والأمن بصورة كاملة"، داعياً جميع الأطراف إلى التعاون الصادق مع هذه اللجنة حتى إنجاز كامل مهامها وأهدافها المرسومة. الجارديان تحذر هادي من استمرار التحالف مع "محسن" وانحيازه لحزب الاصلاح من جهتها حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من فشل الحوار الوطني وتضاؤل آمال اليمنيين اذا ما استمر هادي في تطبيق رغبات محسن .. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان " اليمن: متسع من الوقت لهادي لتجاوز الصراع على إدارة السلطة في اليمن " انه وبدعم من المجتمع الدولي وصل هادي الى السلطة كمرشح توافقي بعد ان وقعت المعارضة والحاكم السابق اتفاقا على الانتقال السياسي جاءت بها مبادرة الخليج. تضيف الصحيفة : بعد أشهر من الاضطرابات،انتهت بالاتفاق على تسليم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مقاليد السلطة الى هادي لا يزال هناك فئة كبيرة من المجتمع اليمني مهمشة ، بما في ذلك هؤلاء الذين قادوا حركة التغيير. لم يكن هادي المرشح الوحيد يروق لبعض القوى السياسية في اليمن ، ولكن بعض القوى رحبت فيه كخطوة رمزية لأخذ اليمن بعيدا عن حرب أهلية محتملة. وتضيف الجارديان : في بعض القرارات فاجأ هادي النقاد وأعطاء الناس الامل في ان تمر اليمن من أزمتها ولقيت بعض قراراته العسكرية ترحيب واسع وكذلك تعيين المحافظين ومن ضمنهم محافظ تعز. لكنه – بحسب الصحيفة – وخوفا على حياته – وفرت قوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر – والمعروف بحسب الصحيفة بماضيه الدموي – وقواته التي دعمت الاحتجاجات المعارضة لصالح الحماية لهادي مما جعلته صديقا مقربا من هادي. وينظر لعلاقة محسن مع هادي بانها متينة وقوية وممتدة .. وتبرز مخاوف الكثير من اليمنيين من كون اللواء علي محسن قد كسب النفوذ من خلال تأثيره على معظم القرارات للرئيس هادي. وتستدل الصحيفة بجنوح هادي الى محسن فيما يخص تشكيل الوية الحماية الرئاسية التي شكلها هادي بالقول .." على سبيل المثال رحب الناس بانشاء قوة الحماية الرئاسية الجديدة التي تتألف من ثلاثة ألوية من الحرس الجمهوري الذي يرأسه أحمد علي صالح نجل الرئيس السابق - كخطوة أولى ضرورية نحو توحيد الجيش.. ومع ذلك كان اللواء 314 الوحيد من قوات الفرقة الاولى مدرع هو ذلك الفيلق الذي رفض الانشقاق والهرب مع علي محسن خلال الانتفاضة وظل مواليا لنظام صالح .. وبالتالي هذا المرسوم خفض قوة الموالين لصالح وترك قوات علي محسن سليمة لم تتأثر. وبدأت مخاوف العلاقات المتينة بين هادي ومحسن تغرس في الناس الخوف من المحسوبية التي قد تستمر تحت ستار مختلف لمصلحة حزب الاصلاح الاسلامي – القوة المهيمنة على المعارضة سابقا - وذلك بسبب علاقاتها الوثيقة مع علي محسن. ووفقا لتقارير الصحف المحلية، قدم موظف في وزارة الكهرباء شكوى رسمية ضد الوزير – القديم الجديد - لتوظيف أقاربه وأصدقائه بالاضافة الى 19 موظفا جديدا كل منهم التابعة لحزب الإصلاح. تقول الصحيفة قد تؤثر هذه الممارسات في مصداقية الرئيس هادي وبالتالي تؤثر على أهداف الحوار الوطني، الذي يعد اهم اختبار حاسم بالنسبة للرئيس. من بين أمور أخرى، يحتاج الحوار في اليمن إلى بناء الثقة مع الحوثيين المتمردين في الشمال والانفصاليين في الجنوب. فإنه من الأهمية الحيوية لهادي معالجة شكاواهم وتشمل هذه الفئات المهمشة لكنها قوية في عملية حوار ناجحة. الشهر الماضي، أصدر مرسوما آخر الهادي لإضافة ستة أعضاء جدد إلى اللجنة الفنية، وأربعة منهم من حزب الإصلاح، وهذا اخل بالموازين . كما انخفض عدد النساء إلى أقل من 30٪، . وتقول الصحيفة : على الحوار في اليمن ان يثبت نجاحه قبل ان يصبح مجرد مؤتمر سياسي ، واذا فشل الحوار الوطني فان ذلك سيؤثر على شرعية هادي.