بدأت الحديث في مقالات سابقة عن القوى المضادة للثورة الشعبية في اليمن مبتدئا بأشدها خطرا وهو بقاء المخلوع في اليمن ينفث سمومه، ورأيت أن الخطر الثاني يتمثل في الحركة الحوثية التي تظهر أنها مع الثورة الشعبية بل تكون بين صفوفها لكنها من أشد القوى عداوة للثورة الشعبية التي ترى فيها خطرا لبقائها. ساهم الرئيس المخلوع في دعم حركة الحوثي في صعدة شمال اليمن في أوائل التسعينات من القرن الماضي ليستخدمهم ضد حلفائه الإسلاميين ( الإصلاح والسلفييين ) في تلك الفترة وخصومه مستقبلا باعتبارهما يملكان رصيد شعبيا وقد يقفان ضد مشروع التوريث الذي كان ينشده للدولة الصالحية إلا أن السحر انقلب على الساحر ونشبت ستة حروب كان بالإمكان حسم المعركة فيها عسكرياً إلا أن الرئيس المخلوع فضل استمرار المعارك ليدمر الجيش اليمني ممثلا في الفرقة الأولى مدرع ويقضي على القيادات العسكرية صاحبة النفوذ ليفسح المجال لبروز الحرس الجمهوري الذي يتزعمه ابنه أحمد كما أراد المخلوع من بقاء الحوثيين كقوة ليبتز بهم المملكة العربية السعودية. وهاهو اليوم يتحالف مع الحوثيين هو ونجله قائد الحرس الجمهوري ليقفوا أمام استكمال تحقيق أهداف ثورة الشعب اليمني السلمية . فقد ارتفعت وتيرة الاتصالات بين الرئيس المخلوع والقيادات والحوثية والقريبة منها ليشكل الرئيس المخلوع مع الحوثيين تحالفا غير معلن يقف ضد تنفيذ المبادرة الخليجية التي ترعاها المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومن ثم الوقوف ضد السعودية ودول الخليج والارتماء في أحضان المشروع الشيعي الذي تقوده إيران. وقد ظهر هذا التحالف من خلال التأييد الإعلامي لإعلام المخلوع وابنه لجماعة الحوثي وقيام نجل المخلوع الذي يقود الحرس الجمهوري بتمكين الحوثيين من بعض مفاصل الحرس الجمهوري ومدهم بالأسلحة باعتباره الحليف الوحيد الذي يمكنه الوقوف في وجه المبادرة الخليجية التي أزاحت صالح والتصدي لنفوذ وشعبية الإصلاح باعتباره المحرك للثورة الشعبية مع بقية أحزاب اللقاء المشترك. وقد حذرت الناشطة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام من تحول الحرس الجمهوري إلى الحرس الثوري الإيراني ودعت رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى إقالة أبناء المخلوع وعلى رأسهم نجله أحمد من الجيش والحرس الجمهوري. ويقوم الحوثيون بالتنسيق مع الجناح الإنفصالي المسلح في الحراك الجنوبي الذي يدعمه البيض إلى جانب المخلوع صالح بغية عرقلة حكومة الوفاق ومنع تحقيق أهداف الثورة الشعبية لأن استمرار الفوضى وضعف الدولة يصب في مصلحة الحوثيين والحراك الإنفصالي المسلح والرئيس المخلوع.فالحوثيون يسعون إلى إقامة دولة منفصلة أو حكما ذاتيا شمال اليمن يضم صعدة وبعض مديريات عمران والجوف وحجة وميناء ميدي فيما يطمح البيض إلى عودته كمحرر للجنوب. أما صالح فلا زال لديه أمل في العودة ليثبت أن وحده القادر على حكم اليمن وليكون بمثابة المنقذ. كما أنه يريد تدمير اليمن ولسان حاله يقول ( عليّ وعلى أعدائي ). لقد ساعد المال الحوثيين والقوة العسكرية التي امتلكوها من نظام المخلوع في التأثير على المشهد اليمني من خلال جبايتهم للزكاة وضرائب محافظة صعدة التي تغيب عنها الحكومة المركزية غيابا شبه تام وقبل هذا المال الذي تتلقاه الحركة الحوثية من إيران والجمعيات والشخصيات والمراجع الشيعية في الخليج والعراق حيث تتلقى دعما كبيرا ليكون الحوثيين في شمال اليمنوجنوب المملكة العربية السعودية قوة عسكرية مؤثرة كما هو حال حزب الله في جنوبلبنان. وما دام الحوثيون يسعون للسيطرة وإعادة حكم الإمامة في اليمن وتنفيذ المخططات الصفوية في اليمن وانتهاج نهجا عقائديا دخيلا على اليمن واليمنيين من خلال ميل قيادات حوثية للمذهب الشيعي الاثناعشري واستخدام القوة العسكرية في بسط نفوذهم فإنهم بهذا النهج يغردون خارج سرب الثورة الشعبية بل يقفون عائقا دون تحقيق أهدافها.