قتلوك !! لأنك فتحت لهم آفاق المعرفة بقيمة الوطن ، لأنّك علمتهم معنى السلم الإجتماعي ، لأنك نبذت العنف وحذّرت من فتن الإقتتال الطائفي وويلات الحرب الأهلية ، قتلوك لأنك أشرت إلى أن الفقر والبطالة هم الداء الذي ينخر في جسم المجتمع اليمني ، قتلوك!! لأنك ناديت بدولة مدنية حديثة ويمن جديد ..فغضب الراديكاليون وقاموا بإطلاق رصاصات الموت لتستقر في قلبك وتغادرنا إلى الأبد. جارالله عمر بمجرد ذكر إسمه لا تحتاج إلى إضافة أي صفة بجانبه لأنه كما يقول معظم معاصريه ورفاقه أنه جمع أجمل صفات القائد الفذّ والمُلهم الشجاع ، فهو لم يكن طالباً للسلطة ، ولم يعيش في رفاهية ، ولم يكن شخصاً مُترفاً، بل كان يتحزّب للوطن ، وينتمي للمعرفة..لقد دفع حياته رخيصةً من أجل مبادئه السمحة وأهدافه الوطنية السامية والتي أغاضت من آثروا اعبادة السلطة وأصبح جار الله عمر برؤاه وأفكاره المدنية مصدر قلق وإزعاج لبعض القوى التقليدية المتطرّفة والتي لا تقرأ الواقع إلا من ناحية القتل والعنف والتطرّف والإرهاب الممنهج . رحل جار الله عُمر الذي كان أحد خيرة رجال اليمن ، وشجعانها الأبطال ، وقادتها الوطنيين الأفذاذ ..لقد عاش حياته مناضلاً جسوراً يدعوا الى القيم الإنسانية ويرسّخ مبادئ الإشتراكية التي تدعوا إلى المساواة والمواطنة والحرية والشورى ..وهو سياسي مُخضرم تميز بالوعي الثوري المُبكّر وكان قد شخّص واقع اليمن كإنسان شاهد الكثير من الأحداث وعاصرها ..وهو الرجل الوحيد الذي كسر أيقونة المستحيل فأستطاع حل أعقد معادلة سياسية على الإطلاق وهو المساواة بين طرفي الصراع الإيديولوجي المتمثل باليمين واليسار ..لقد قدّم روحه رخيصةً من أجل الوطن الذي كان يحلم به كأروع البشر الذي تمنوا لشعوبهم الخير والدعة والسلام ..لقد أغتاله الرجعيون والمتخلفون والقوى الظلامية الذين تلطّخت أياديهم بأزكى روح أنجبتها اليمن ..لم يعرفوا أن بعض المكاتب السياسية الإشتراكية في الصين الشعبية كانت قد نكّست أعلامها حُزناً وألماً على فراق هذا الرجل الذي لم يعرف مكانته بعض أبنائه المُتطرّفون والذين يزعمون أنهم قلادة الله وحجته في أرضة وسدنة الدين وحُراسّه.. مات ليخلّد سيرته ، وتحيا بذكره الأبطال والثوار الأحرار ، ولتحمل منهجه الأجيال --- لن يمرّوا.