ثغر اليمن الباسم( عدن) استبيحت من قِبل مسلحي الحوثي وقوات صالح، وكانت بالنسبة للحوثيين كلها- كما يزعمون- دواعش، فتم قصف كل ما استطاعوا قصفه، وقتل كل شيء( حي) يقع تحت أيديهم، أو على امتداد بصرهم، وقطع سبل العيش جميعها عن المواطنين، فنزحت مئات الأسر لتواجه مصيرها الغامض، وخاض رجالا عدن معركة شرف وطنية، تكللت اليوم بالنصر. بداية النصر في عدن كان منذ أن بدأت المقاومة في المدينة، وتحقق النصر مع بدء علمية( السهم الذهبي)، والمدعومة من قِبل قوات التحالف، وشارك فيها رجال المقاومة والجيش التابع للشرعية، فما هي إلا ساعات وأُعلن عن تحرير أكثر المناطق المحاصرة في عدن. بالزغاريد استقبلت عدن في هذا اليوم النصر، وبالفرحة والحياة امتلأت قلوب أهل عدن، بعد أن ذاقوا أشد العذابات على أيدي أولئك القتلة، وعلى الرغم من كل الدمار الذي لحق بالمدينة، والدماء التي سالت، والأرواح التي صعدت إلى السماء، وجدت السعادة طريقا إلى قلوبهم في يوم المجد والانتصار. وليت ما حدث اليوم كان قد حدث قبل أن يُقتل أكثر من 600 مدني، ويُصاب أكثر من 8000 شخص، ولكن لا بأس المهم أن لا يقتل ثانية 600 مدني آخر. إن تحرير عدن يعني المضي نحو تحرير الضالع ولحج، لقرب تلك المدن جغرافيا من بعضها، أما تعز وباقي المدن فما زالت حتى اللحظة تتقدم وتكافح في سبيل تطهير أراضيها من القتلة، وستنال حتما النصر، إن تم دعمها بعمليات مشابهة. ونستطيع أن نقول بأن حركة التمرد الحوثية وحليفها صالح إلى زوال، إن تم دعم أمن واستقرار اليمن، وتم المحافظة على المكاسب التي بُذلت لأجلها آلاف الأرواح, وتم تحرير باقي المدن، لكن في ظل عدم وجود قيادة قادرة على الاضطلاع بالمسئولية في اليمن المنهك المنقسم أهله، لن تنجو اليمن من عدم الاستقرار، كما أنه إن تم ضم اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، فستكون اليمن ودول الخليج في مأمن من أيدي إيران العبثية، فالدول ماضية نحو التكتلات ومن يخرج عن السرب، لا يستطيع أن يصمد وحيدا. إن توقيت تحرير عدن الذي جاء بالتزامن مع إعلان مجموعة 5+1 التوصل إلى اتفاق مع إيران، يؤكد بأن الندين( السعودي و الإيراني) فاعلان وبقوة في كل ما يجري على أرض اليمن، وتحديدا المملكة العربية السعودية، وبأن العالم قد يمضي نحو الاستقرار، إذا عزمت إيران أمرها على ذلك، ولم تستثمر أموالها التي سيفرج عنها في العبث باستقرار المنطقة، وسبق كذلك أن تم الإعلان عن بدء العمليات العسكرية لعاصفة الحزم، بالتزامن مع إعلان التوصل إلى اتفاق الإطار بشأن البرنامج النووي. ومن المهم في قادم الأيام أن نحصل على قيادة تعيد ما دمرته الحرب، وتمضي باليمن إلى الأمام، وتبحث لليمن عن مكانة تليق بأحلام شعبها، لا أن تظل خاضعة لأحد. ها هي اليوم ثغر اليمن الباسم الجميلة( عدن) تطرد القتلة، الذين أرادوا أن يحيلوا كل الجمال فيها إلى خراب، وتلفظ أصحاب الكهوف والقتلة، وتلقنهم درسا في الحياة والجمال الذي لا يعلموه، والجميلة الجميلة لا تليق بكم، ولا تليق اليمن بكل المخربين فيها.