لم نر أي من المدافعين عن شوقي يتحدث عن إنجاز واحد من إنجازاته لكن جميعهم لا يتوانون عن كيل سيل من التهم والشتائم لمنتقديه وهذا الهروب الكبير مرده إلى بقاء الاسئلة المهمة دون إجابات مقتنعة ماذا تحقق على المستوى الأمني ؟ ماذا تحقق على مستوى الخدمات سواء المياه أو الكهرباء أو الصحة ؟ ماهو الإنجاز الذي يمكن أن يفاخر به أنصار شوقي ؟ لا شيء الشيء الوحيد الذي يردده هؤلاء بشكل ملل ومتكرر و شبيه بإعلانات منتجات ماركة سبعة نجوم هو موضوع أن شوقي ابتكر نظام المفاضلة في الوظيفة العامة . جميعهم يرددون هذا وكأنها تراتيل مقدسة كافية بإقناعنا أن هذا الرجل فلتة من فلتات الزمن جادت به الثورة على الحالمة تعز ليحقق أحلامها . لكن الحقيقة التي يحاول أتباع شوقي التحايل عليها بالحديث عن المفاضلة في مواجهة المحاصصة هي أن المفاضلة التي ابتكرها شوقي ليست سوى تقنين الاستحواذ بدليل أن تعز لم تحظ بأي كفاءة في مواقعها المهمة وإنما تم تقنين استحواذ خصوم الثورة على مفاصل المحافظة بدعوى أن المفاضلة هي من أفرزتهم إذا فشوقي لا يفرض المفاضلة على المحاصصة بل يلغي المحاصصة بالاستحواذ . هؤلاء المنتفعون من وجود شوقي هم من يتولى الترويج الإعلامي له في كل المواقع والمنابر لأنهم في الحقيقة يروجون لأنفسهم ويدافعون عن مكتسباتهم التي كانوا على وشك فقدانها فجاء شوقي كالمخلص لهم من المأزق الذي حشرتهم فيه الثورة . عندما يقولون أن شوقي كفوء فهذا يعني أنهم كذلك ، عندما يقولون هو أفضل شخص في هذا الموقع فهم يعنون أنفسهم وهكذا . لكن أبرز ما لوحظ على هؤلاء هو أنهم يتحدثون بطريقة موتورة ومتخبطة تحاول أن تعيد إنتاج صراع 2011 م وكأنهم أبواق تلك الفترة فبدلا من الحديث عن إنجازات شوقي التي لا وجود لها تقريبا ولا يسعفهم الواقع بالحديث عنها مطلقا يهربون إلى الكلام الإنشائي الصرف بمديح الرجل و الثناء عليه ورسم هالة من القدسية حوله ، ويكفي أن تتابع التعليقات التي قد تتلو كل موضوع يتناول الرجل لتدرك هذا بجلاء . فهذا المحور الذي يتحرك من خلاله هؤلاء عبر مديح لا طائل منه يسنده محور آخر و هو شتم كل من قام بالثورة أو ناصرها أو ساندها يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن شوقي مازال قابعا في العام 2011م ويتمترس خلف نفس الأدوات التي تمترس بها الرئيس المخلوع الذي يعد شوقي من أكثر الشخصيات التي بقيت وفية له من بين الكثيرين الذين انفضوا من حوله .. ولهذا لا عجب أن هرب هؤلاء من الحديث عن الإنجازات إلى استجرار الصراع الماضي بشتم حميد الأحمر وعلي محسن والمخلافي والمشترك ووووووو وغيرهم ممن كانوا يشتمونهم إبان الثورة رغم أن هؤلاء لا دخل لهم ببقاء نفس اللصوص الفاشلين في مواقعهم . لو أن شوقي أخرس منتقديه عبر منجزات مشهودة ومؤثر وفعالة وواضحة لكان أجدى بكثير من الاستناد الى قصائد و مطويات المديح أو إلى قصائد الذم التي تطال جميع خصومه ولا تقدم لأهل تعز سوى جدل يتم تحميل أناس لا وجود لهم ولا تأثير مسؤولية تقصير محافظ ينفذ مجبرا سياسة تقتضي معاقبة تعز التي هزت عرش من هيمن على اليمن و هيمن عليها كل هذه السنين . تعز تعاقب بالتآكل الداخلي والتدمير الذاتي الذي أجاده أحد أركان النظام السابق رغم حديث أنصاره القدامى الجدد عن حبه اللامتناهي لها إلا أن الحقيقة تقول أن حفاظه على مصالحه وعلاقاته الوثيقة يأتي فوق كل شيء ، وربما يفهم قيم الوفاء التي تميز أسرة هائل سعيد بالوفاء للمخلوع حد التضحية بأشياء كثيرة . نعم شوقي محافظ لتعز وهو يحافظ عليها كما كانت دون تغيير، يحافظ عليها قلعة مقهورة لصالح صالح يحتمي فيها أنصاره كلما ألمت بهم الخطوب