قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أن انهيار الحكومة يمكن أن يرسل البلاد الى حرب أهلية واسعة النطاق قد يسفر عنه تفكك اليمن، كما حدث في سوريا. وأضافت في تقرير مطول أن ثمة مخاوف من أن يتم استغلال ذلك الانهيار من قبل الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن "اليمن هي موطن لفرع الجماعة الإرهابية الأقوى"، تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ورجحت أن ضعف موقف الرئيس عبد ربه منصور هادي قد يسبب مشاكل بالنسبة لواشنطن، والتي تعتمد كثيرا عليه فيما يتعلق بتنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار التي استهدفت القاعدة في جزيرة العرب.
وأشارت إلى أن الحوثيين كانوا من أشد المنتقدين للحكومة الأميركية، مضيفةً أنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتمردون الحوثيون سيجبرون الرئيس هادي على وقف تلك الضربات، مشيرة إلى أن الحوثيين يعتبرون تنظيم القاعدة أيضا عدوهم.
ونوهت إلى أن اقتحام الحوثيين يوم أمس للقصر الرئاسي في صنعاء يمثل انتكاسة كبيرة للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المتحالفة مع الغرب، مشيرةً إلى أن "هجوم يوم الثلاثاء أوصل الحكومة وهادي إلى حافة الانهيار".
وقالت الواشنطن بوست أن " كثيرون في اليمن يتهمون الرئيس السابق باستخدام علاقاته مع الجيش لتقويض الرئيس الحالي"، كما يعتقد الكثيرين أن صالح تآمر مع الحوثيين الذي تمكن حتى اللحظة من السيطرة على عواصم تسع محافظات.
ونقلت الصحيفة الأمريكية الشهيرة عن رياض قهوجي، المدير التنفيذي لمعهد ومقرها دبي عن الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، تحذيره من أن عواقب الأزمة الحالية يمكن أن يكون شديدا.
وأضاف قهوجي : " العالم منشغل كثيرا بما يحدث في العراقوسوريا، ولكن يمكن أن نجد أنفسنا أمام حالة حرب أهلية في اليمن، لكن الأخطر في الحالة اليمنية هو أنه قد يكون هناك فراغ في السلطة قد يستغله المتطرفين".
وقالت الصحيفة بأن ثمة معارضة واسعة للحوثيين في أوساط العشائر السنية، وأن بعضها صار متعاطفا مع القاعدة، مشيرة إلى أن الأزمة قد يمتد خطرها إلى تمزيق الجيش إلى فصائل متناحرة.
وأشارت إلى أنه رغم أن الحوثيين اشتبكوا مع مقاتلي تنظيم القاعدة من قبل، إلا أن تفكك السلطة المركزية المحتمل قد يوفر فرصة لقاعدة في جزيرة العرب لكي تلتقط أنفاسها، ومن ثم إتاحة الفرصة لها للتخطيط لتنفيذ هجمات خارج اليمن، مذكّرة بتبني قاعدة اليمن للهجوم على صحيفة تشارلي إيبدو الفرنسية.
وأوضحت الصحيفة بأن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما يراقب الوضع في اليمن، وفقا لكبير مستشاري فاليري جاريت.
وأوضح كبير مستشاري أوباما أنه "من الواضح أنه على اتصال مع الناس على الأرض، وسفارتنا" يقصد الرئيس الأمريكي، مضيفاً "انه يحصل على معلومات محدثة ومنتظمة من فريقه للأمن القومي."
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول العربية السنية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية المجاورة، تتهم الحوثيين بكونهم وكلاء لإيران الشيعية.