مع سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء ودخول عناصرها إلى الوزارات وإغلاقهم مكاتب الوزراء وتعطيل حركة الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية، عادت وزيرة الثقافة والسياحة اليمنية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بعد انقطاع بدأ منذ تعيينها على رأس هذا الجهاز الحكومي. وكانت أروى عثمان قبل تعيينها من أشهر كتاب فيسبوك ومعلقيه في اليمن، وقد عادت إليه بخفة دمها المعتادة وبأسلوبها الرشيق والخفيف في الكتابة الساخرة والجادة أحيانا. أروى التي تركت فيسبوك يوم تعيينها وزيرة رجعت بعد بسط الحوثيين سيطرتهم على الدولة، وآخر ما كتبته في صفحتها رسالة إلى عبد الملك الحوثي والأحزاب اليمنية أرفقتها بصورة أحذية "التقطت هذه الصورة في صعدة 2014، هذه الشنابل المقدسة(حذاء)، تجدونها بعد كل مجزرة وما أكثرها في اليمن، لأن أبطال ذبحنا يصرون على منطق: بيضتي ولا الديك مخلفين مئات الآلآف من الأحذية الدامية، ما بين قتيل وجريح، ومشرد، ويتيم، وعاطل، ومجنون". وخاطبت عبد الملك الحوثي قائلة" حدق يا عبد الملك الحوثي في أحذية بلدك الخائفة المفجوعة من الماضي والحاضر، والمستقبل، واقرأها ملياً، فبعد كل خطاب من خطاباتك، وبسملتك : يا شعبنا العظيم ، والشراكة تصرعنا لقطة الشنابل (الأحذية)". وأضافت أروى "وأنتِ أيتها الأحزاب، حدقي مليون مرة أيضاً، لا منتصر يا عبد الملك ويا أيتها الأحزاب، فقط في كل بيت أكثر من شنبل يبكي اليتيم والفجيعة والجوع، والتشرد، والمستقبل المظلم". وعملت أروى ضمن حكومة الكفاءات التي شكلها رئيس الوزراء المحاصر من قبل الحوثيين خالد بحاح الذي قدم استقالته لرئيس الجمهورية المحاصر عبد ربه منصور هادي. وعندما اختيرت أروى لشغل منصب وزيرة الثقافة سخر منها نشطاء حوثيون وصحف مؤيدة لهم. وحملت الصفحة الأولى لإحدى الصحف عنوان "حكومة الرقص". وكان مشهد لأروى ترقص في مقر حزب سياسي قد انتشر قبل ذلك بفترة في البلاد على نحو غير مألوف في اليمن المحافظ الذي ترتدي معظم نسائه العباءات السوداء لكن كل ما فعلته كان الاحتفال بعيد وطني في سبتمبر أيلول من العام الماضي.
