وطنٌ يُحدِّقُ في غيمةٍ سوداءَ ترُعبهُ وتدعوه لرقصةِ الموتِ الأخيرة...! وطنٌ لم يعد يصحو على صوتِ (أيوب): «يا صبايا فوق بير الماء والدنيا غبش من يُسقِّي بالهوى قلبي... ويروي لي العطش...؟»!! فالصبايا غادرت دنيا الفرح وبئرُ الماءِ جف....!! * * * وطنٌ بات يصحو على خبرِ الفجيعةِ: كم من الشهداء..؟؟ من الجرحى...؟؟ من الجوعى...؟؟ ضُمّوا إلى قائمةِ الفقراء...!! * * * وطنٌ يُحدِّقُ في غيمةٍ سوداءَ ترعبهُ وتدعوهُ لرقصةِ الموتِ الأخيرة يا سيدي: ليس هناك قصيدةٌ تدعونا لوليمةِ وهجها الشبقي... ورعشتها البيضاء ونحن في منفى وطنٍ يحترق ونعيشُ فيه كالغرباء.....!! وطنٌ هجرَ الربيعُ حُقُولهُ وبات يصنعَ حُلمهُ بين حقُولِ الأبجدية...!! وطنٌ يُحدِّقُ في غيمةٍ سوداءَ ترُعبهُ تحرقُ فضاء مواسمَ العصافيرِ وأحلامِ البسطاء.....!! * * * وطنٌ يحدِّقُ في القصيدة يُغرقُ أصابعي مطراً يهطلُ فوقَ حُقُولِ الخبزِ ويدعوني: لرعشةِ الموتِ الأخيرة. (*)هي الرقصة التي يؤديها الجنود قبل بدء المعركة. [email protected]