نشرت مؤسسة "المنارة البيضاء" التابعة لتنظيم جبهة النصرة كلمة صوتية لأميرها "أبو محمد الجولاني" بعنوان "من شام الجهاد والرباط إلى يمن الحكمة والإيمان"، رثى خلالها ناصر الوحيشي "أبو بصير" أمير تنظيم القاعدة في اليمن، الذي قُتل قبل أيام. وأعرب الجولاني عن حزنه الشديد لفقد "أبو بصير الوحيشي"، قائلا إنه عند تلقيهم خبر مقتله: "ارتجفت أفئدتنا، وثارت به الشجون، واغرورقت بالدمع العيون".
وأضاف: "أبا بصير، لقد كنت عزيزا بسيفك، وفيّا بعهدك، رحيما بالمسلمين شفوقا عليهم، كريم الأخلاق، حميد الصفات، جاهدت في الله فأبليت، وأحسنت، وأديت أمانتك ووفيت، لقد حُزت على شمائل شتى، شكيمة ومروءة، عزة وإباء".
ودعا الجولاني جنود "القاعدة" إلى عدم اليأس، قائلا: "أبا بصير، فإن كنت قد غبت عنا ورحلت، فأنت حاضر فينا، فإنه لم يمت من أعقب خلفه رجالا من الصالحين سيكملون الطريق ويؤدون الأمانة بإذن الله، وخاصة إن كانوا من أصلب الناس عودا، وأثبتهم في الكريهة، كالشيخ أبي هريرة (قاسم الريمي) وصحبه وجنده ومن معه، نحسبهم والله حسيبهم".
وخاطب زعيم فرع القاعدة السوري نظيره زعيم فرع القاعدة في اليمن، قائلا: "فسِرْ يا أبا هريرة، سر مسير من لا نية له بالرجوع إلا حيّا منصورا أو ميتا معذورا، فإن من ورائك رجالا من جند اليمن أنجادا وأبطالا شدادا، يرون الموت مغنما والحياة مغرما، وكل واحد بنفسه يلقى جيشا عرمرما".
وصارح الجولاني نظيره الريمي في اليمن بأن الطريق أمامه شاق، وصعب، مضيفا: "الحرب لم تضع أوزارها بعد، وإن شغلا كبيرا ينتظرك في اليمن وغير اليمن، فاستعمل النشاط في أمرك، ولا تأمن لعدوك، واستعمل الحذر، فإن القائد لا يكون إلا على حذر، والله يعيننا وإياك على طاعته".
وفي محاولة منه لإعطاء جنود القاعدة دفعة معنوية، قال: "نحن قوم لا نموت إلا تحت ظلال السيوف وفي طاعة الله ونصرة دين الإسلام، فقاتلوا يا جند اليمن أعداء الله، قاتلوهم قتال من ينصر دين الله، وتوكلوا على الله وقوته، وابذلوا في طلب الآخرة مهجكم وأرواحكم".
ودعا الجولاني الشعب اليمني إلى مساندة "أنصار الشريعة"، والوقوف معهم، مكملا: "يا أهل الحكمة والإيمان، يا مدد الإسلام، إن التضحية التي يقدمها أبناؤكم المجاهدون ما هي إلا لنصرتكم ورفعتكم، وإعادة مجدكم وعزكم ونشر عدل الإسلام فيكم، خاصة وقد داهم أعوان إيران دياركم، فاستقووا بعد الله بالمجاهدين، فإنهم كسلفهم الصالح، صُبُر في الحرب، صُدقٌ عند اللقاء، خير من يحمي حماكم ويصون بلادكم، فكونوا لهم عونا ونصيرا، واستمسكوا بهم، وحافظوا عليهم تحفظوا أنفسكم بهم".