أفادت مصادر طبية في مدينة عدن، جنوباليمن بارتفاع حصيلة القتلى جراء قصف مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية، مسنودين بقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لأحياء سكنية شمال مدينة عدن. وقالت المصادر إن عدد القتلى ارتفع إلى نحو 100 شخص، بينهم أطفال ونساء، نتيجة وفاة بعض الجرحى الذين تعرضوا لإصابات «خطيرة» جراء القصف العشوائي الذي استهدف منطقة دار سعد، شمال مدينة عدن.
وأعلن رئيس بعثة منظمة «أطباء بلا حدود» في اليمن حسن بوسنين أمس الاثنين عن ارتفاع حصيلة القتلى، جراء قصف المتمردين الحوثيين لمديرية دار سعد القريبة من مدينة عدن الساحلية الواقعة جنوب البلاد، إلى نحو 100، الذي ووصف بوسنين الحادث بأنه «أسوأ يوم» للمدينة ومحيطها منذ اندلاع القتال قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وبدأ الحوثيون، وحلفاؤهم قصف مديرية دار سعد أول من أمس، بعدما فقدوا بعضا من أحياء عدن التي كانوا يسيطرون عليها، وسلط العنف الضوء على الفوضى الدامية للحرب الأهلية التي تسيطر على أفقر دولة عربية، والتي كانت هدفا لغارات جوية تقودها السعودية وتدعمها الولاياتالمتحدة منذ أواخر مارس (آذار) الماضي.
قال بوسنين، إن منظمته التي تتخذ من جنيف مقرا لها، أبلغت حتى أمس الاثنين عن وقوع زهاء 100 قتيل، وهو ضعف عدد القتلى في اليوم السابق.
وأضاف أن عدد الجرحى وصل إلى 200 حاليا، بينهم 80 مدنيين، وكثير من النساء الحوامل والمسنين والأطفال.
وقال بوسنين، «أمس كان أسوأ يوم في عدن منذ بدء الحملة الجوية لقوات التحالف في مارس»، وأوضح أن منظمته تخشى أن تستمر الهجمات التي تطال المدنيين. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية ذكر أن معظم الضحايا مدنيون، مضيفا أن منظمته تخشى من استمرار الهجمات على السكان المسالمين.
وكان الحوثيون الذين يواجهون عملية للقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية تجري بدعم من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، قصفوا في وقت سابق من يوم الأحد الماضي أحد أحياء شمال عدن الأحد، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، حسبما ذكرت إدارة الصحة في المدينة.
وعلى الصعيد الميداني، شن أفراد المقاومة الشعبية في محافظة إب، وسط اليمن، مساء أول من أمس الأحد هجومًا استهدف عربات عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، مدعومة بقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، جنوب محافظة إب.
وقالت مصادر صحافية في محافظة إب: «إن مقاتلي المقاومة الشعبية هاجموا عربتين عسكريتين تحملان مسلحي الحوثي وجنود من القوات الموالية لصالح في (مدينة القاعدة) جنوب محافظة إب، ومنعتهما من الوصول إلى وجهتهما».
وأشارت المصادر إلى أن العربتين العسكريتين كانتا في طريقهما إلى محافظة تعز، وسط اليمن، لدعم مقاتلي الحوثي الذين يخوضون معارك عنيفة ضد المقاومة الشعبية في مدينة تعز. وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي، إلا أنه لم يتسن الحصول على حصيلة محددة.
يشار إلى أن المقاومة الشعبية في محافظة إب نفذت خلال الثلاثة أيام الماضية عدة عمليات مشابهة استهدفت عربات عسكرية تابعة للحوثيين في منطقة السحول، و«مديرية المخادر» و«مدينة القاعدة»، حيث كانت تلك العربات العسكرية في طريقها إلى محافظة تعز. وتعتبر محافظة إب حلقة الوصل التي تربط محافظة تعز بمحافظتي صنعاء وذمار. حيث يقوم الحوثيون باستقدام تعزيزات عسكرية من هاتين المحافظتين إلى محافظة تعز للمشاركة في المواجهات الدائرة هناك منذ نحو أربعة أشهر بين مسلحيهم ومقاتلي المقاومة الشعبية.
من جهة أخرى، قالت مصادر في محافظة إب، وسط اليمن إن طيران التحالف العربي شن مساء أول من أمس قرابة خمس غارات جوية على معسكر «اللواء 55» التابع للجيش اليمني و«حي الصلول» في مديرية يريم بمحافظة إب، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلاً وإصابة 23 آخرين من الميليشيات. وتشهد محافظتا إبوعدن مواجهات عنيفة بين مقاتلي المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي، الذين يحاولون فرض سيطرتهم على تلك المحافظات وكثير من المحافظاتاليمنية الأخرى منذ أكثر من ثلاثة أشهر.