أعلنت هيئتا تحرير أخر صحيفتان يمنيتان يصدران من صنعاء أحتجابهما عن القراء، بفعل ما وصفتاه بحملة تحريض شرسة تضع الصحيفتين والصحفيين العاملين فيهما على محك خطر حقيقي. وقالت هيئتا تحرير صحيفتي «الأولى» و «الشارع» اليوميتان، أنهما اضطرتا، آسفتين ومعتذرتين من قرائهما الكرام، إلى التوقف عن الصدور، مرة أخرى، بعد ايام من توقفها طويلاً استمر ثلاثة أشهر .
وأضافت هيئتا تحرير الصحيفتين في بيانهما –حصل يمن برس على نسخه منه - أنهما واجهتا حملة تحريض يقودها، للأسف، سياسي وإعلامي هو محمد المقالح، عضو «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة الحوثي، يصنف الصحيفتين ضمن أدوات «العدوان السعودي» ويربط بين استئناف الصحيفتين الإصدار، بعد توقف استمر ثلاثة أشهر، وبين «الإنزال العسكري السعودي الإماراتي في عدن».
وأكد بيان الصحيفتان أن عودتهما للصدور جاء بعد تدهور وضع الصحفيين العاملين فيهما والذين فقدوا مصدر رزقهم مما دفع برئيسي الصحيفتان إلى اتخاذ قرار بإصدار الصحيفتان وبخطة عمل تقشفية .
وأوضح البيان أن إعلان توقفهما مرة أخرى جاء نتيجة لخطورة «الربط بين صحيفتين مستقلتين وبين أدوات وتطورات "الحرب" و "القتال"، خصوصا حين يأتي ذلك من شخصية صاحبة تأثير ونفوذ لدى طرف من أطراف الحرب» في إشارة إلى عضو اللجنة الثورية محمد المقالح.
وكشف بيان الصحيفتان عن عروض قدمت لهما من جماعة الحوثي كدعم للصحيفتين إبان أزمة المشتقات النفطية التي اجتاحت البلاد قبل أسابيع واضطرت الصحيفتان إيقاف صدورهما للمرة الأولى بسبب المشتقات النفطية .
وتعد صحيفتا الأولى والشارع من المنابر الإعلامية الأبرز التي روجت لجماعة الحوثي وانقلابها المسلح على شرعية الرئيس هادي الذي كانت تتناوله الصحيفة في أعدادها كخائن وعميل .
ويأتي توقفهما في الوقت الذي وصلت فيه أوضاع الصحافة والعمل الإعلامي في اليمن إلى منحدر خطير يتعرض فيها العاملين لأبشع عمليات الاختطاف والقتل والتهديد من قبل المليشيات المسلحة . وفيما يلي يعيد «يمن برس» نشر نص بيان الصحيفتان :
تعلن هيئتا تحرير صحيفتي "الأولى" و "الشارع" عن اضطرارهما، آسفتين ومعتذرتين من قرائهما الكرام، إلى التوقف مرة أخرى عن الصدور، بفعل حملة تحريض شرسة تضع الصحيفتين والصحفيين العاملين فيهما على محك خطر حقيقي. حملة التحريض يقودها، للأسف، سياسي وإعلامي هو محمد المقالح، عضو "اللجنة الثورية العليا"، والذي كتب يصنف الصحيفتين ضمن أدوات "العدوان السعودي" ويربط بين استئناف الصحيفتين الإصدار، بعد توقف استمر ثلاثة أشهر، وبين "الإنزال العسكري السعودي الإماراتي في عدن". لا تخفى على أحد خطورة الربط بين صحيفتين مستقلتين وبين أدوات وتطورات "الحرب" و "القتال"، خصوصا حين يأتي ذلك من شخصية صاحبة تأثير ونفوذ لدى طرف من أطراف الحرب. إن هذا التحريض الصارخ على الصحيفتين، يجعل العاملين فيهما عرضة لمخاطر حقيقية، لذلك نجد أنفسنا مضطرين للتوقف، مرة أخرى، عن الإصدار. مع التأكيد على أن توقفنا الاضطراري الأول كان سببه أزمة المشتقات النفطية، وانغلاق الأسواق خصوصا في تعز والمحافظات الجنوبية، ما تسبب في هبوط مبيعات الصحيفتين حتى أصبحت العائدات لا تفي بالتزاماتهما تجاه موظفيهما، وتجاه الغير، حيث أنه لا تمويل أبدا للصحيفتين من أية جهة على الإطلاق إلا من مبيعاتهما وإعلاناتهما، ويدرك "أنصار الله" ذلك جيداً، خصوصا أنهم عرضوا علينا مشكورين، في مرحلة من المراحل، أن يُقدموا الدعم بما يسمح بالخروج من الأزمة، ولكننا اعتذرنا عن قبول ذلك، كما رفضنا عروضا من عدة جهات أخرى، حفاظاً على استقلالنا المهني الذي يشكل رأس مالنا الوحيد وحرصا على مصداقية رسالتنا الإعلامية وانحيازها فقط للحقيقة وهموم الناس. وحين قررنا العودة مؤخراً فعلنا ذلك بعد ان أصبحت المشتقات النفطية متوفرة، وتوفرها يخفف كلفة الطباعة والتوزيع ويقلل من الخسائر، رغم بقاء الأسواق في تعز والجنوب مغلقة بسبب الحرب، على أن السبب الرئيسي للعودة هو تدهور الوضع المعيشي لكامل موظفيهما، الذين فقدوا، بتوقف الصحيفتين، مصدر رزقهم، فقرر الزميلان نائف حسان رئيس تحرير "الشارع"، ومحمد عايش رئيس تحرير "الأولى"، إعادة الإصدار طبقاً لخطة عمل متقشفة تلبي حاجة موظفي المؤسسة ولو في حدها الأدنى، كما تلبي مطالبات القراء وضغوطهم الدائمة لنا بالعودة للصدور، غير أننا ووجهنا بهذا التحريض المخيف الذي تم تداوله واتسع نطاقه في العديد من المنابر ومواقع التواصل الاجتماعي. نكرر اعتذارنا لجمهورنا وأسفنا مع عميق محبتنا. هيئة تحرير "الشارع" هيئة تحرير "الأولى" صادر بصنعاء الخميس 6 أغسطس 2015