أكّد مصدر قبلي يمني أنّ جماعة أنصارالله الحوثية أوفدت خلال الأيام الماضية ثلاث شخصيات قبيلة موالية لها من شرق اليمن للقاء عناصر قيادية بتنظيم القاعدة في مدينة المكلّا مركز محافظة حضرموت حاملين عرضا ل{التعاون» يقضي بأن يسهّل الحوثيون دخول عناصر التنظيم إلى مناطق جنوباليمن التي تمكّنت المقاومة الموالية للسلطات الشرعية من تحريرها بدعم من التحالف العربي. وشرح ذات المصدر أنّ الحوثيين سعوا من خلال مبعوثيهم إلى المكلّا للحصول من القيادة المحلّية لتنظيم القاعدة على تعهّد بعدم التعرّض لأنصارالله والكف عن تنفيذ هجمات وتفجيرات تستهدفهم في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، في مقابل أنّ يمكّن الحوثيون تنظيم القاعدة من معلومات وخرائط وإحداثيات للأماكن والمؤسسات التي كانوا يحتلونها بعدن وغيرها من مناطق جنوب البلاد.
كما تضمّن العرض، وفق ذات المصدر، مساعدات بالمال والسلاح في حال أظهر التنظيم التزاما بالاتفاق.
ولم يكشف المصدر عن النتائج التي تم التوصّل إليها بالفعل من خلال الوفد القبلي المرسل من قبل الحوثيين.
وقبل الكشف عن إيفاد بعثة من الحوثيين إلى قيادات القاعدة، لم يُعلم وجود اتصال أو تنسيق مؤكّدين بين الطرفين اللذين يعلن كلّ منهما العداوة للآخر والتضاد معه على أساس طائفي، إلاّ أن أنباء تروج بين الحين والآخر بشأن تلاعب إيران بالتنظيمات السنية المتشددة وعلى رأسها داعش والقاعدة في البلدان التي تمثل بؤر صراع تنخرط فيه طهران مثل اليمن وخصوصا سوريا التي يستفيد نظامها بشكل واضح من انتشار تنظيم داعش في مناطق واسعة من البلاد.
ومن هنا لا يستبعد أن تكون فكرة التنسيق مع القاعدة إملاء إيرانيا على جماعة الحوثي الموالية لها خصوصا بعد عجز إيران عن مساعدة الحوثيين على الصمود أمام التحالف العربي ومنع هزيمتهم.
كما يوجد عامل ثان مهم في هذا السياق وهو تحالف الحوثيين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي سبق أن استخدم تنظيم القاعدة بشكل ظرفي سنة 2011 حين اشتدت الاحتجاجات المطالبة بتنحيه عن الحكم بأنّ سهّل سيطرة التنظيم على محافظة أبينبجنوب البلاد ليوجّه رسالة إلى دول الإقليم والعالم بأنه يمثل صمام أمان ضد انتشار التنظيم المتشدد.