اليمنيون منقسمون (أو عينة منهم على الأقل شاركت في الاستبيان) حول كفاية المعلومات التي يحصلون عليها عن مدينة تعز التي طال حصارها. هذا ما أظهرته نتائج استبيان ساحة شباب اليمن الخاص بحصار تعز. انقسم المشاركون في الاستبيان بنسبة تكاد تكون متساوية نصفهم يقول بأنه يحصل على ما يكفي من معلومات حول تعز (52%) والجزء الآخر يقول بأنه لا يحصل على معلومات (43%) ونسبة صغيرة أجاب بأنها لا تدري (5%). يمكن فيهم هذا الانقسام اذا نظرنا للعامل الجغرافي حيث أجابت نسبة 70% من المشاركين في الاستبيان من مدينة تعز بأنهم يحصلون على ما يكفي من أخبار ومعلومات. بينما أجاب المشاركون من صنعاء (44%) بأنهم لا يحصلون على الأخبار والمعلومات الكافية.
هنالك بالطبع عوامل أخرى قد تلعب دورها وعلى رأسها الموقف الشخصي والنظرة للصراع الدائر الآن بين مؤيد للحوثي أو مؤيد للشرعية بقيادة هادي.
إحساس المشاركين في الاستبيان يتعدى التضامن العادي ليتحول إلى إحساس بالمسئولية الشخصية لفعل شيء تجاه ما يجري في تعز من حصار. أجابت نسبة 91% من المشاركين بأنهم يحسون بأنه يجب عليهم فعل شيء لمساعدة أهل تعز أو لتغيير الوضع. فيما أجابت نسبة 5% بأنها لا تحس بأي مسئولية شخصية تجاه ما يجري وتجاه معاناة أهل تعز. اكتفت نسبة 4% بإجابة: لا أدري.
العاملون في منظمات العون الانساني يعترفون بأن الوضع في اليمن صعب وأن تقديم المساعدات للمحتاجين مهمة عسيرة في هذه الظروف. أكد ذلك المشاركون في الاستبيان بالإجابة على السؤال الخاص بدور المنظمات الانسانية في تعز إن كان كافيا.. أجابت أغلبية ساحقة بلغت 94% من جملة المشاركين في الاستبيان بأن دور المنظمات الانسانية غير كاف على الاطلاق. نسبة صغيرة بلغت 6% ترى على العكس بأن المنظمات تقدم ما فيه الكفاية.
تركت للمشاركين فرصة توضيح رأيهم حول كفاية أو عدم كفاية ما تبذله المنظمات من جهود لمساعدة المتضررين من الحصار. تبين من الاجابات انقسام في الآراء. البعض أنصف المنظمات وقال بأنها تقوم بما يكفي ولكن ليس هنالك تعاون من الاطراف المتصارعة لتسهيل وصول المعونات الانسانية للمحتاجين. وهناك من يرى بأنها لا تبيع للناس سوى الكلام مثل المشارك الذي كتب في توضيحه:«تكتفي بنقل الاخبار والتعبير عن القلق، إذا أخذنا دور أو تفاعل منظمة الأممالمتحدة »،على سبيل المثال « قد عبر عن قلقة 27 مرة منذ بداية الأزمة بمعدل 1 قلقة في الأسبوع».
هناك من يرى أيضا أن وجود المنظمات في البلاد هو مدخل للفساد وتحقيق المنفعة الشخصية من المعونات التي لن تذهب لمستحقيها، حيث يقول أحدهم: «وجود منظمات إنسانية يعني وجود رؤوس للفساد في تلك البلاد».
ومثل هذا التوضيح من مشارك آخر:« قدمت مساعدات انسانية كصيرة واعتقد انها كافية لكن الحوثي هو من اخدها لأقاربه واهله».
في ذات الاتجاه كتب مشارك آخر في الاستبيان أن المنظمات توفر المعونات ولكنها لا تستطيع التأكد من وصولها لمستحقيها: «للأسف حسب ما ينقله المواطنون في تعز أن المساعدات جزء كبير منها لا يصل لهم، لذلك من واجب المنظمات التأكد من ايصال المساعدات لم يستحقها لا تسليمها إلى أطراف للأسف تنهب محتواها أو لا تقوم بتوزيعه بالطريقة المثلى. هذا إلى جانب وجود عدد من المنظمات التي امتنعت من التوجه لمدينة تعز خوفاً من الوضع هناك بالرغم أن دور المنظمات يأتي في هذه الظروف والأوقات العصيبة».
كما أن بعض المشاركين ينظر للأمر بحيادية ويرى أن المنظمات لا تريد أو لا تستطيع تعريض طاقمها العامل للخطر في مثل هذا الظرف.
مصير واحد
غالبية المشاركين في الاستبيان يرون أن تجربة حصار تعز قد تتكرر في المدينة التي يعيشون فيها. نسبة 39% من المشاركين يعتقدون أن المدينة التي يسكنونها قد تتعرض لذات المصير الذي تعرضت له تعز، مقابل ذلك ترى نسبة 25% أن حدوث مثل هذا الشيء أمر غير وارد أو محتمل. نسبة كبيرة تقع في منطقة الحيرة حيث أجابت نسبة 36% من جملة المشاركين في الاستبيان بأنهم لا يدرون إن كان الأمر سيتكرر في مدينتهم.
لم يختلف المشاركون كثيرا حول اذا ما كان حصار تعز يعتبر جريمة حرب. أجابت نسبة 84% منهم أن الأمر كذلك مقابل نسبة 11% من المشاركين لا يرون في الأمر جريمة حرب. ما يماثل هذه النسبة بزيادة قليلة (87%) يرون أن على الأطراف المتحاربة عقد هدنة تسمح بدخول المؤن والمساعدات الانسانية وهو ما يمكن أن نسميه صوت العقل والضمير في هذه اللحظة نتيجة للنتائج الكارثية للحصار.
حدث الانقسام بشكل واضح وسط المشاركين في الاستبيان حول أمد الحصار. طرحنا عليهم فرضية أن حصار تعز سيطول لعدم قدرة أي طرف هزيمة الطرف الآخر بشكل حاسم. من الاجابات تبين أن 25% من المشاركين يؤيدون هذه الفرضية بشكل مطلق. نسبة 31% يؤيدونها إلى حد ما. نسبة 24% من المشاركين لا يوافقون على فرضية أن حصار تعز سيطول. بينما نسبة 8% يوافقون بشدة على الفرضية. الملاحظ هنا أن سكان عدن أو المشاركين منها في الاستبيان لا يوافقون على الفرضية بنسبة كبيرة بلغت 47% من جملة المشاركين منهم حيث يؤمنون بأن الحصار سوف لن يطول كثيرا.
مشاركة
شارك في الاستبيان عينة مكونة من 683 مشاركا توزعت نسب مشاركتهم على عدد مدن يمنية كان لصنعاء منها النصيب الأكبر بنسبة 40% تليها مدينة تعز بنسبة 19% جاءت المشاركة من عدن في المرتبة الثالثة بنسبة 8% وتقاسمت الحديدة والمكلا المركز الرابع بنسبة مشاركة بلغت 4% لكم منهما.