قررت الحكومة البريطانية، تجميد أصول وممتلكات المعارض السعودي محمد المسعري، المتهم الرئيسي في قضية محاولة اغتيال العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، قبل نحو 13 عاماً، وفق مصادر قضائية بريطانية. وكشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في طبعتها الورقية الأخيرة، السبت، عن قيام هيئة مكافحة الجريمة في بريطانيا بالتحقيق مع معارض سعودي بتهمة تلقي أموال من نظام العقيد الليبي القذافي لاغتيال العاهل السعودي الراحل. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المتحدث باسم المكتب البريطاني الوطني لمكافحة الجريمة، قوله إن "المحكمة الجنائية العليا أقرت بتجميد جميع أرصدة المسعري، المتهم بالتخطيط لاغتيال العاهل السعودي الراحل بأمر من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، حتى انتهاء التحقيقات معه". ورفض المتحدث الرسمي الإفصاح عن مكان وجود ممتلكات المسعري في بريطانيا، مكتفياً بالقول إن القرار صدر وإن المسعري رهن التحقيق حتى الكشف عن التحقيقات. وكانت الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) فتحت تحقيقاً في العام 2014 مع محمد المسعري، بتهمه حصوله على أموال من نظام القذافي العام 2004، لتنفيذ محاولة اغتيال الملك عبد الله الذي كان يشغل منصب ولي العهد، آنذاك، وهي الاتهامات التي ينفيها المسعري. وتعود ملابسات هذه القضية إلى المشادة التي جرت بين الزعيم الليبي والملك السعودي في القمة العربية عام 2003، إذ وصف الملك عبد الله القذافي ب"الكاذب"، وهو ما أعقبه قيام الزعيم الليبي بمطالبته جهاز استخباراته باغتيال الملك عبد الله. والمخطط تمثل في إطلاق صاروخ على سيارة ولي العهد السعودي، آنذاك، عبد الله بن عبد العزيز، في العام 2003. وقد اشتبهت الشرطة بالمسعري والمعارض السعودي سعد الفقيه بعد استجوابها عبد الرحمن العمودي، الذي كان شغل منصب مستشار الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، قبل اتهامه بتمويل تنظيم "القاعدة" الإرهابي، وألقت الشرطة البريطانية القبض عليه في مطار هيثرو الدولي بلندن، في العام 2003، وبحوزته 336 ألف دولار. واعترف العمودي حينذاك بتورطه في خطة اغتيال الملك عبد الله، فحكم عليه بالسجن لمدة 23 عاماً. وكشف العمودي للمحققين أن المسعري والفقيه متورطان أيضاً في القضية، مشيراً إلى أنه كان اجتمع معهما في لندن، وسلمهما نحو مليون دولار، مقابل قيامهما بإيجاد أشخاص لتنفيذ الهجوم على سيارة الملك عبد الله. وتقول المصادر، إن العمودي قال للمحققين إنه كان شاهداً على الاتصالات التي جمعت بين المسعري وسعد الفقيه بعدد من رجال الاستخبارات الليبية. وفي واحد من البيانات، ادعى العمودي بأن المسعري سافر سراً إلى ليبيا للقاء القذافي، كما اعترف المتهم بتفاصيل تتضمن لقاءات سرية في فنادق ومطاعم في لندن، حيث تم تسليم أموال والتخطيط لعملية الاغتيال. وقد نفى المعارضان في لندن المشاركة في مؤامرة الاغتيال، كما أنكرا التهم الموجهة إليهما والمتعلقة بالاجتماعات السرية، واستلام الأموال من المسؤولين في ليبيا. وادعى المتهمان بأن العمودي اختلق تلك المزاعم أملاً في الحصول على تخفيف حكم المحكمة، أما الشاهد الرئيس الآخر في القضية وهو ضابط مخابرات ليبي، فقد أصدرت السلطات السعودية عفواً خاصاً بحقه.