أكد شهود عيان أن ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح صعّدوا قصفهم المدفعي والصاروخي على الأحياء السكنية في مدينة تعز، وسط اليمن، امس الخميس، ما أسفر عن وقوع خسائر مادية وبعض الضحايا في المناطق التي طالها القصف، في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر حوثية أن وباء الكوليرا اجتاح العديد من المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي. وأوضحت هذه المصادر أن الميليشيا الحوثية وقوات صالح ضاعفت عمليات القصف العشوائي على الأحياء السكنية في مدينة تعز والذي استهدف أحياء منطقة الجحملية شرق مدينة تعز، بالإضافة إلى أحياء منطقة ثعبات جنوب شرق المدينة، وتحدثت عن وقوع أضرار مادية بليغة وسقوط بعض الضحايا. إلى ذلك قال مصدر عسكري حكومي أن هذه التصعيدات العسكرية من قبل ميليشيا الحوثيين وصالح على شرق مدينة تعز تزامنت مع محاولات مستميتة عديدة من قبل الحوثيين للسيطرة على مواقع عسكرية في الريف الغربي لمدينة تعز، في منطقة مقبنة، في بلدة شمير، غير أن القوات الحكومية تصدّت لها بقوى وأجبرتها على التراجع. وأوضح أن ميليشيا الحوثي وقوات صالح نفّذت العديد من الهجمات على مواقع عسكرية تتمركز فيها القوات الحكومية في منطقة مقبنة شمير، مع غطاء ناري بالمدفعية الثقيلة من مواقعهم في جبل العويد، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم عسكري. في غضون ذلك كشفت مصادر صحية حوثية عن وفاة 89 مريض في العديد من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في المحافظاتاليمنية الشمالية والغربية، جراء إصابتهم بوباء الكوليرا والإسهال الحاد. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) النسخة التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، إلى مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في وزارة الصحة عبدالحكيم الكحلاني قوله «إن إجمالي حالات الوفاة بلغت 78 حالة، فيما توفي 11 شخصاً بالكوليرا في 15 محافظة من أصل 22 محافظة». وأوضح أن إجمالي الحالات المشتبه إصابتها بالإسهالات، بلغت 9020 حالة، منها 138 حالة تأكد إصابتها بالكوليرا. وأشار الكحلاني إلى أن السلطات الصحية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي بصنعاء تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف على احتواء الوباء، من خلال الكشف المبكر ومعالجة المصابين، على جانب حملات توعية واسعة بطرق الوقاية الشخصية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مكتب اليمن، الأسبوع الماضي عن اكتشاف نحو 7001 حالة مشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا في 14 محافظة يمنية، وأن عدد الحالات المؤكد إصابتها بالوباء وصل إلى 113 حالة. وجاء هذا الإعلان الطبي الحوثي ومكتب منظمة الصحة العالمية في صنعاء، في الوقت الذي تحاصر فيه ميليشيا الحوثي مدينة تعز منذ نحو 19 شهرا، وأعلن تحالف المنظمات الإنسانية فيها قبل أيام عن وقوع كارثة انسانية وشيكة في تعز جراء الحصار الحوثي المستمر، إثر النقص الحاد في الغذاء والدواء وإغلاق أغلب مستشفيات المدينة ومراكزها الطبية اثر انعدام الدواء كما تفتقر أسواق المدينة للمواد الغذائية لعدم تمكن التجار من إدخالها إلى المدينة. من جهة أخرى عبرت الحكومة الأمريكية أمس عن خيبة أملها من رفض الحكومة اليمنية لخريطة الطريق التي تبنتّها الأممالمتحدة لحل الأزمة اليمنية. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ف تغريدة له عبر موقع تويتر «نحن محبطون برد فعل الحكومة اليمنية حيال خريطة الطريق التي قدمتها الأممالمتحدة». وأوضح تونر أن خارطة طريق الأممالمتحدة ليست حلا نهائيا ولكنها توفر إطار عمل صلب للحكومة اليمنية لإنهاء الصراع وإعادة الأمن والاستقرار لليمن. وأضاف «نحن ندرك أن خريطة الطريق تحتوي على خيارات صعبة ونؤكد على ضرورة حدوث تنازلات من كل الأطراف في اليمن للوصول لتسوية سياسية دائمة». وذكرت مصادر يمنية أن ردة الفعل الأمريكية أمس جاءت بعد أن أبلغت الحكومة اليمنية مجلس الأمن رسميا أمس الأول رفضها لخطة الأممالمتحدة لحل النزاع في اليمن عبر رسالة بعث بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى مجلس الأمن، يبلغه فيها أن خريطة الطريق الأممية التي قدمها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ تمنح الحوثيين والرئيس السابق علي صالح حوافز بلا مقابل، وتشرعن للتمرد الذي يقومان به. وفي رسالته إلى الأممالمتحدة اقترح الرئيس اليمني عدة شروط لإنهاء جذور الصراع في اليمن بشكل نهائي بينها مغادرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي وعائلاتهما الأراضي اليمن إلى منفي اختياري لمدة 10 سنوات علي الأقل، في إشارة إلى أنهما أساس المشكلة اليمنية وهذه الحرب التي طال أمدها وتسببت في كوارث انسانية في هذا البلد الذي يعد من أفقر الدول العربية.