تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر وزير الدولة المقال «هاني بن بريك»، وهو يمتدح الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» ويرفض الخروج عليه، إضافة إلى رفضه لدعوات الانفصال أثناء حكمه. في غضون ذلك، بدأت صحيفة «العرب» الممولة من دولة الإمارات العربية المتحدة، حملة لتلميع بعض قيادات الحراك الجنوبي التي تمردت في وقت سابق على قرارات الشرعية الدستورية، وأصرت على مطالب الانفصال في اليمن. ونشرت الصحيفة، تقريرا مطولا، عن «بن بريك»، المعروف بميوله نحو الإمارات، وتعصبه المناطقي. وقالت الصحيفة إن «بن بريك» اشتهر بخطبه الشهيرة كشيخ أثار الكثير من الجدل في أوساط الجماعات السلفية اليمنية، التي تفرقت شيعا وأحزابا، منذ وفاة مؤسس التيار السلفي الشيخ «مقبل بن هادي الوادعي»، الذي كان «بن بريك»، أحد تلامذته. وأشارت إلى وقوف «بن بريك» إلى جانب محافظ عدن المقال «عيدروس الزبيدي»، الذي أعلن رفضه لقرار إقالته الصادر من «هادي». وأوردت الصحفية، ما قاله «بن بريك» في ساحة العروض بخور مكسر صباح الخميس الماضي، حيث قال: «من يريد يحقق معنا نحن جاهزون»، في إشارة إلى قرار الرئيس «هادي» بإقالته وإحالته إلى التحقيق. وأضاف «بن بريك»: «نحن خلف قائدنا اللواء عيدروس الزبيدي الذي وليناه وحملناه الأمانة، ولقد أعلنا للعالم أجمع أننا على قلب رجل واحد، فالمناصب كلفنا بها أنا وأخي القائد عيدروس، ولم نأخذها ولم نقبل بها للتشريف». ووصفت الصحيفة «بن بريك» ب«المقاوم الشرس»، مشيرة إلى دوره المحوري في تثبيت الأمن في عدن، وكذا في دمج المقاومة في الجيش والأمن، فضلا عن جرأته في طرح الأفكار، وتحولاته السياسية، إضافة إلى أنه عرف بعداوته الكبيرة لحزب «التجميع اليمني للإصلاح». ويعد «بن بريك» أحد أبرز القيادات الجنوبية التي تقوم حاليا بالتحريض على الشرعية وأبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في الجنوب، كما أنه يرفض القرارات التي أصدرها الرئيس «عبدربه منصور هادي» مؤخرا. وقد أطاح الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، أواخر أبريل/نيسان الماضي، بعدد من أبرز القوى التي عرف عنها أنها تميل في ولائها لأطراف أخرى خارج إطار منظومة الشرعية، كان من بينها محافظ عدن اللواء «عيدروس الزبيدي»، وقائد حزامها الأمني الوزير «هاني بن بريك» رجل الإمارات الأول. في أعقاب ذلك، شن الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوما حادا على «هادي»؛ وطالب بتغييره، زاعما أنه رئيس يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن. وحرض «خلفان» على انفصال الجنوباليمني، مفصحا لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة. وأثار قرار «هادي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، وسط تأييد يمني سعودي للخطوة، حيث انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، ضمنيا إعفاء الوزير «هاني بن بريك» من منصبه، فيما وصف «علي النعيمي» مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الوزير المقال بأنه «بطل المقاومة الحقيقي». وأصدر مناصرو «الزبيدي» والقيادات المعروفة بتحالفها مع الإمارات «إعلان عدن التاريخي»، يوم الخميس الماضي، تضمن رفض قرارات «هادي» الأخيرة، وكلف «عيدروس الزبيدي» ب«إعلان قيادة سياسية وطنية» (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وأن تتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته، بالإضافة إلى تخويله بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود الإعلان. ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوباليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي ل«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.
