بدأ مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض أولى مشاوراته مع أطراف النزاع اليمني بلقاء الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المدعومين من المجتمع الدولي. وذكرت وكالة أنباء سبأ الحكومية، أن الرئيس اليمني عقد في مقر إقامته بالعاصمة السعودية، اجتماعا رفيعا مع المبعوث الأممي الجديد ضم نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس الفريق الحكومي المفاوض عبد الملك المخلافي. وفي اللقاء أكد هادي تمسك حكومته بالسلام القائم على المرجعيات الثلاث. وحمل من وصفهم ب"الإنقلابيين" الحوثيين مسؤولية تعثر جهود احلال السلام في بلاده. واستبق غريفيث لقائه هذا بالإعراب عن تطلعه للعمل بجدية مع الحكومة وجميع الأطراف من أجل "انهاء الصراع اليمني الوحشي" الذي يدخل عامه الرابع هذا الشهر. ودعا الوسيط الدولي الاطراف اليمنية المتصارعة إلى " تقديم تنازلات صعبة" من أجل عملية سياسية ذات مصداقية. وقال غريفيث في أول تعليق له منذ تعيينه في المنصب خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنه لا يوجد حل عسكري للصراع اليمني الذي "أنتح واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث" حد تعبيره. وتعهد الوسيط الدولي الجديد البناء على نتائج الجولات السابقة من المفاوضات، والعمل بجدية لتسهيل عملية سياسية شاملة تقوم على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني ، وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، بما في ذلك القرار 2216 (2015). وكان الوسيط الدولي مارتن غريفيث، وصل المنطقة مطلع الأسبوع الجاري في مستهل جولة مشاورات جديدة مع أطراف النزاع اليمني من المقرر أن تشمل إضافة إلى الرياض، ابوظبي، ومسقط والعاصمة اليمنيةصنعاء لبحث فرص التهدئة العسكرية وتشجيع الاطراف المتحاربة على الانخراط في جولة جديدة من المفاوضات الشهر المقبل. يأتي هذا في وقت وصل فيه العاصمة اليمنيةصنعاء، وفد أوروبي رفيع برئاسة رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي انتونيا كالفو في زيارة هي الثانية لها الى المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويضم الوفد سفراء فرنسا وهولندا ومبعوث الخارجية السويدية الذين يزورون اليمن للمرة الاولى منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر أيلول 2014. كما يضم الوفد رئيس القسم السياسي في البعثة الأوربية التي تساهم في الجهود الدبلوماسية لتحريك الجمود في العملية السياسية المتعثرة وحشد الدعم الدولي لإنقاذ ملايين السكان المحتاجين لمساعدات انسانية عاجلة. ودعت رئيس البعثة الأوروبية من صنعاء جميع الأطراف، الى الانخراط في محادثات شاملة وذي مصداقية لإيجاد تسوية سياسية دائمة. وقالت انتونيا كالفو، ان "الاتحاد الاوروبي، يدعم الجهود الاممية للتوصل لتسوية سياسية دائمة للازمة اليمنية، ويدعوا جميع الاطراف للانخراط بنوايا حسنة مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيث." أضافت: يجب لهذه الحرب ان تتوقف إذا أردنا للأزمة الإنسانية غير المسبوقة أن تنتهي. ومن المقرر أن ينتقل الوسيط الأممي والوفود الأوربية مطلع الشهر المقبل الى جنيف للمشاركة في مؤتمر دولي للمانحين ترعاه الاممالمتحدة بغية حشد الدعم لخطتها الانسانية في اليمن للعام 2018 المقدرة بنحو ثلاثة مليارات دولار. وتقول الأممالمتحدة، إن الحرب الدامية في البلاد، تسببت بواحدة من "أكبر الأزمات الإنسانية" في العالم، مع ارتفاع اعداد السكان الذين يعانون من "ضائقة غذائية" الى نحو 22 مليون، بينهم حوالى 11 مليون يمني بحاجة ماسة الى مساعدات ملحة للبقاء على قيد الحياة. ويعاني سكان 20 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى "الطوارئ"، وفقا لمقياس مكون من خمس نقاط، تصنف المرحلة الثالثة فيه بالازمة بينما تصنف الرابعة بأنها حالة طوارئ والخامسة مجاعة أو كارثة. كما أجبرت الحرب الدامية في البلاد نحو 3 ملايين شخص على الفرار من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، حسب مصادر اممية متعددة. عن مونت كارلو الدولية