تواصل دولة الإمارات استهتارها في التعامل مع قضية احتلالها سقطرى رغم التصعيد الدبلوماسي اليمني، واعلان جزيرة سقطرى محتلة من قبل الإمارات، وأن الوجود العسكري الإماراتي في الجزيرة غير مبرر، ولا يوجد أي تنسيق بين الجانبين يشرع وجود تلك القوات في الجزيرة.
تصعيد دبلوماسي
صعدت الحكومة اليمنية خطواتها الدبلوماسية لإيقاف الاحتلال الإماراتي، بعد مطالبات شعبية ورسمية بسرعة طرد الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية، والذي تحول وجودها ضمن التحالف إلى احتلال مكتمل الأركان.
ولعل آخر خطوة دبلوماسية قامت بها الحكومة اليمنية، تقديم شكوى رسمية، يوم أمس الأربعاء، إلى مجلس الأمن يقر باحتلال الإمارات جزيرة سقطرى ويعتبر وجودها في الجزيرة غير مبرر .
واعتبرت الحكومة اليمنية في شكواها لمجلس الأمن، الخلاف مع الإمارات يتعلق بالسيادة الوطنية ومن يحق له ممارستها مؤكدة أن ما قامت به الإمارات عملا عسكريا غير مبرر.
من جانبه أكد مندوب اليمن لدى الأممالمتحدة، خالد اليماني، في تصريحات صحفية ل “الخليج أونلاين” أن موقف اليمن من التجاوزات الإماراتية في سقطرى عبر عنه بيان الحكومة، مشيراً إلى أن البعثات الدبلوماسية العاملة في العالم نقلت إلى حكومات الدول المعتمدين لديها هذا الموقف، وذلك ضمن الإجراءات الدبلوماسية التي قررت الحكومة اتخاذها.
وأشار اليماني إلى أن تدخل التحالف في اليمن هو ضمن تفويض دعم الشرعية وليس الانتقاص منها، على حد تعبيره.
وأكد أن “إدارة الشؤون السيادية اليمنية هي مهمة حصرية للحكومة اليمنية ولا تقبل الاجتزاء، في إشارة إلى الوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرىاليمنية، ورفضها الخروج منها رغم دعوات الحكومة اليمنية.
حتى اللحظة لم يصدر عن الإمارات أي موقف رسمي واضح، ترد فيه على شكوى اليمن إلى مجلس الأمن، سوى تغريدات لمسؤول الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش على صفحته الرسمية في تويتر، أكد فيها أن الامارات ستعمل ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الدولة اليمنية، وهزيمة الانقلاب الحوثي، وتلك التصريحات لا ترتقي لمستوى الأزمة، على الرغم من تكرارها منذ ثلاث سنوات، بينما الواقع يثبت عكس ذلك.
هجمة إعلامية
وعلى الرغم خروج القضية عن إطار الحملات الإعلامية وتبادل الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الإمارات مازالت تتعامل باستهتار غريب، لتعتبر القضية مجرد هجمة اعلامية من قبل “الإخوان المسلمين” الاسطوانة المشروخة لأبوظبي، مصورة أن كل أشكال التصعيد مجرد حرب اعلامية مع فصيل أو تيار سياسي، تدعمه بعض دول الإقليم ضدها.
ولأنها مازالت تتعامل بمنطق (الحرب الإعلامية مع الإخوان المسلمين) تجاهلت شكوى الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن، وسلطت أقلامها ضد الحكومة اليمنية، متهمة إياها بأنها (منخورة) من قبل البعبع (الإخواني) المخيم على عقول صناع القرار والرأي الإماراتي.
كما اتهم الكاتب هاني سالم مسهور، في صحيفة البيان الإماراتية، “قطر وتركيا وإيران” بافتعال الأزمة، مؤكدا أن هذه الدول لها “مطامع” في اليمن.
وزعمت الصحيفة الإماراتية أن الحديث عن “احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى، يبدو حديثا ساذجا، لا يمتلك أي أرضية يمكن الانطلاق منها، فهذه الجزيرة التي كانت منذ استقلال اليمن الجنوبي (30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967م)، أشبه بالجزيرة المهجورة.”
وتبدو الإمارات حتى اللحظة غير جادة في الخروج من ورطتها بماء الوجه، حيث تتعامل مع كل الخطوات الدبلوماسية باستهتار ولامبالاة، حتى تغرق في مستنقع تعجز عن الخروج منه، نتيجة تماديها، وتجاهلها لكافة الرسائل والتحذيرات.