القى مدير تحريرموقع " اليمن السعيد" سلطان مغلس كلمة تلاميذ شيخ الصحفيين احمد البخاري في اربعينة الفقيد صبح اليوم في مؤسسة السعيد بتع "اليمن السعيد " ينشر نص وفيديو الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم .. " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" والصلاة والسلام على خير المعلمين والهادي الى الخير والطريق المستقيم , محمدٌ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. الأستاذ .........................................................المحترم الأعزاء / أشقاء الفقيد وذويه , الأخوان العزيزان / علي وهشام أحمد البخاري .. وجميع (آل البخاري) الكرام .. حضرات الضيوف الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. السلام عليك شيخ الصحفيين احمد البخاري , السلام عليك أيها الراحل عنا جسدا , الحاضر فينا روحا , السلام عليك من هذا المنتدى الشامخ التي كنت دوماً ناقلاً لمجمل ما يجري فيه بصدق وأمانة , السلام عليك من هذه المؤسسة العملاقة التي كان يحلو لك أن تؤدي منها رسالتك السامية بإخلاص ومسئولية. حضرات الضيوف الكرام : ينبت المعروف عشقاً بالوفاء, هذا مأزق ما كنت اتوقع أن استدرج اليه حين يلتف عقدين ونيف من عمري لأجدنى مكلفٌ في هذا المقام لأتحدث عن قامةٍ كبيرةٍ غيبها الموت عنا جسداً وحاضرة هنا روحاً ممثلة بأسرته الكريمة والمباركة. كيف لنا أن نرثيك أيها القديس الذي قضى معظم حياته في محراب الصحافة مجاهداً لإعلاء كلمة الحق ومنتصراً للضعيف والمظلوم , تتزاحم لدي العبارات وتتلعثم الكلمات ألماً وحزناً لفراقك أيها الرائد والمعلم القدير, كطلائع شباب في بلاط صاحبة الجلالة تتلمذنا على يديك وتعلمنا بها أبجديات الكلمة وقواعد الكتابة ومهارات التغطية الاعلامية وأسس التعامل والقبول بالآخر. سنظل نستلهم من ذكراك تلك العطاءات الإعلامية التي لا تنضب وفيض حنانك الذي كان يتدفق حيوية ونشاطاً في مختلف مراحل وميادين العمل, أحسست لحظة فراقك بوحشةٍ مظلمة يملأها الكآبة والكربة في زمن ندر الأوفياء والمعلمين الأنقياء والأتقياء .. لقد كنت بمثابة الشهيد الحي الذي تعرض لضربات موجة في مطلع تسعينات العقد الماضي وأنت تدافع عن شرف الكلمة وحرية القول وعقيدة المبدأ, حين خطفوك ذات ليلٍ في ذاك العهد الكئيب من كنت تسميهم ب"زوار الفجر".. خطفوك بملابس نومك من منزلك ومن أمام زوجتك وأطفالك ليسكتوا صوتك ويوقفوا قلمك .. زجوا بك في زنازين سجونهم وقاع بداريمهم حتى أصبت بأمراض مزمنة ظلت طوال عشرون عاماً مضى تعاني منها حتى أتاك الموت ليغيبك عن هذه الحياة الفانية وأنت ما زلت شامخاً منتصراً للكلمة والموقف ولسان حالك يردد " وهبناك الدم الغالي .. وهل يغلي عليك دمي"..! كُنتَ أنشطناً عملاً تقوم فجراً لتنجز المهام والأعمال الموكلة اليك بصورة قياسية قبلنا نحن فئة الشباب وكُنتَ تمتاز بقيم الصدق والوفاء والاخلاص في جميع تعاملاتك مع الآخرين حتى نلت تقديرٍ واحترام الجميع بلا استثناء وما هذا الحضور النوعي من جميع الاطياف في اربعيناتك الا دليلٌ قطعي على ذلك..
افتقدنا نغمة صوتك الأبوية الصادقة التي كنت تصدح بها كل صباح لتسمعنا بقولك "يا صباح الفلل .. على الرجال الكُملي" , وغيرها من المفردات والكلمات الرائعة ذات المعاني الرائعة التي كنت تتحفنا بها صباح , مساء , مع الكبير والصغير بلا استثناء.. عذرا أبا هشام .. غادرتنا حياً وتركتنا في هذا الوطن المقبرة أمواتاً , لم يكن بمقدورنا أن نوفيك حقك حياً فكيف لنا أن نوفيك ميتاً .. هكذا هو حالنا نفيق بعد سبات عميق ونتنكر للشرفاء والمناضلين أثناء حياتهم ونبكيهم ونحزن عليهم بعد فراقهم للأسف الشديد.. لن أتمكن من المزيد, فالموت "حق".. قلبي يعتصر ألماً وحزناً على فراقك ولله ما كتب وقدر ورحمة الله تغشاك.. تحية آخري لأسرة الفقيد ولمن من نظم وأعد لهذا الجميع الوفي.. أشكر حسن استماعكم وانصاتكم, والسلام علي