لا توصيف يشرح واقعنا المأساوي الراهن سوى أن الأحزاب والتحالفات السياسية والجماعات والطوائف عاثت في الوطن خرابا وغيا... ونشرت صراعاتها المدمرة على حساب وطن كبير اختصروه إلى مفردة متقزمة وحصروه في ثلاث كلمات قاتلة (صراع المناصب والكراسي ولا دخل لهذا الصراع بكل قناع أو ستار أتقنوا في نسجه على محياهم سواء ستار ديني أو وطني أو حقوقي.. الخ.. فكل الأقنعة تؤدي إلى غاية نتنة واحدة.. فقد تضاربت لغة المصالح وتكاثرت المؤامرات السياسية وأنتجت لنا واقعاً موبوءاً ومشبوباً بالمخاطر وصرنا على شفا جرف هارٍ نرتجي رحمة الإله. حق مشروع لنا أن نسألكم يا ساسة الأحزاب عن مشاريعكم وخططكم الملموسة الواقعية التي نفذتموها في كافة المجالات والتي من شأنها نمو البلد معيشيا و اقتصاديا وثقافيا وعلميا وتنمويا .للأسف لم نشهد منكم سوى حروب و مكايدات شغلتمونا بها منذ عقود.. ونسج الخطط للنيل من الغير والإطاحة به وأثبات أن الغير أسوأ منكم . سنقولها وبصراحة,, يا كل مؤتمري وإصلاحي وحوثي و ليبرالي ويساري وقبيلي وشيخ مشايخ معمم او مسربل أو مدجج بالقساة الحفاة العراة ,, لم نعد نصدقكم جميعكم !!!!! فقط قولوا لنا ,ما الذي يستفيده مواطن كادح معه (بسطة) في الشارع على باب الله من صراع ديني من 1400 سنه مازلتم تلوكونه حتى اللحظة؟ ماذا فعلت ثرثراتكم الخرقاء لدماء الجيش والأمن والمواطنين التي مازالت تراق هكذا ظلما وعدوانا؟؟ هل انتصرت خططكم لمريض يموت في مستشفيات كلها عبث سياسي مريع وإهمال وظيفي وموت يمشي فيها على الطواريد؟ ماذا فعلت أجنداتكم للنيل من خصومكم لتعليم سيّستموه ولطالب ملئتم عقله بثرثرات جهلكم السياسي وجعلتم عقله مفرغ إلا من غل وجهل يجوب المدارس والجامعات؟؟ماذا فعلت خططكم لتثبيط همة غرمائكم لقضاء يترنح كل لحظة ويسوده الظلم والرشاوى والمماطلة وتعذيب المقهورين؟؟ ماذا فعلتم لأمن منفلت حد الرعب ولفقر قاتل ولجوع ولعطش ولبطالة ولحقوق إنسان تُنتهك كل ثاني على أرض اليمن؟؟أين المشاريع الثقافية والإبداعية والتنمية الاقتصادية والسياحية والمعيشية في كل ابواقكم المهترئة والناعقة بما لا تفعل؟اين واين واين.....؟جعلتم البلد يعيش القرون الوسطى بكل توحشاتها وتخلفها.. كل هذه الأسئلة مجتمعة سمعنا لها جعجعات ولم نشهد لها طحنا للأسف والشاهد على ذلك أن كل الأركان الأساسية التي تقوم عليها أي دولة وهي التعليم والصحة والأمن والقضاء,كلها لدينا متهاوية وتحتضر بينما أنتم يا ساسة يا أفاضل لازلتم مصرين على عنادكم لأجل العناد وعلى صلفكم لأجل الصلف وعلى غيكم لأجل الغي..بينما الوطن يسقط كل لحظة للهاوية. كل شيء تبدل وكل ضجة زادت ضجيجا وكل صمت صار ثرثرات موحشة إلا شيء واحد لم يتبدل في هذا الوطن وهو الفقر والجوع والمرض والبسطاء لا تعديل أو تفريج لمعاناتهم, فالكادح زاد كدحاً والمقهور زاد قهراً المظلوم زاد أنيناً وغدا أكثر ظلماً.. وفي المقابل تعملق الظالمون وزاد الناهبون وزاد البطش بطشا وزادت البلد تخريبا وشتاتا ولا أمنا وزاد البؤس تعملقاً.. وانتم السبب. فيا ساسة اليمن,إلى متى ستواصلون لعبة المؤامرات والهدم رغم كل هذا الانهيار المروع والموت والحرائق لوطنكم اليمن ؟يبدو أنكم نسيتم انه أيضا وطنكم وليس وطن خصومكم فقط. لم يعد لنا ما نقوله سوى.. اخجلوا على أنفسكم قليلا..وتبا لكم يا ساسة اليمن خربتوها وجلستم على ركامها وخرائبها ودماء أبريائها..