أجد أحياناً نفسي منحازة إلى الصمت لدرجة التقديس وبسمو يرقى بي لأن أكون بعيدة عن الثرثرة التي لا تعدو عن كونها خطابات فارغة من ملامح الإنسانية التي تقود نحو العمل من أجل إثبات الكينونة والذات، فكل شيء مجوّف ممتلئ بالفراغ؛ الكلمات مجرد صدى لإشاعة الفوضى القائدة إلى مزيد من الصراعات والمناكفات التي وبكل أسف أنجبت الواقع المُعاش، في الأخير جميعنا نتكلّم وننتقد ونتذمّر ونستنكر، وكل شيء كما هو لا شيء يتغيّر سوى أن خطواتنا تسير إلى الوراء ليحضر سؤال بحجم الغباء: لماذا ترافقنا الخيبة كلما اتجهنا نحو ما نريد؟!. لتكون الإجابة ببساطة أحلامنا التي لا نملك أن نجعلها عظيمة؛ لأن مؤهلاتنا الإنسانية أضعف من تلك القدرة أننا نسير دائماً خلف الاختلافات والفتن بكل ما نملك من قوى جسدية وعقلية وإن لم نجد في الحاضر ثغرة للصراع لا نمنع أنفسنا من اجترار مواقف من الماضي لنشغل أنفسنا بكيفية الانتقام والانتصار لقضايا وهمية أنجبتها عقولنا المسيرة العاجزة عن التحرُّر من التبعية بجميع أشكالها الحزبية والمذهبية والطائفية والعنصرية والمناطقية. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نُناشد الدولة المدنية بصوت ينخفض أمام القبيلة والشيخ؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن ننتصر للحزبية على حساب قيمنا وإنسانية أخلاقنا؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن بين حين وآخر نغرق في ظلام التخريب بسياسة تستغل جهلنا؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نتقاتل فيما بيننا تنفيذاً لأوامر مصلحتها إشاعة الفوضى في مدينة مسؤولها ليس معهم؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نستخدم الدين ورقة سياسية نرفعها في وجه التحرُّر لنبقى رهن قذارتهم؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نُجافي المصداقية ونحارب من يتفوّه بها إذا قالت إننا كاذبون حتى مع أنفسنا؟!. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نحارب الفساد بدورات وندوات في الوقت الذي نؤيد الرشوة ونحترم الوساطة ونقدّس المحسوبية. - ماذا فعلت الثرثرة ونحن نستنكر التخلّف بأصواتنا وتمارسه بكل وقاحة أفعالنا؟! . بقايا حبر: الثورة هي إنسان، أفعاله مؤمنة أن استغلال التكريم الإلهي «العقل» هو الدليل الوحيد للحُرية الكفيلة بانتصار إرادة الحياة في داخله. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك