أقولها بكل أسف وبعيداً عن المكايدات الحزبية والنكد والكيد السياسيين الذي لاتجيد أحزابنا المبجلة وقياداتها الباحثة عن الضياع حديثاً سواه. أقول إننا شعب لانجيد غير الكلام والثرثرة كما نجيد تناول ثلاث وجبات غذائية هدفاً في البقاء أحياء.. وجرياً وراء الملذات وكفى. شعب يستهلك ولاينتج .. يقضي وقته كله في بيع وشراء الكلام. والجلوس على شواطىء الضياع وانتظار القادم الأجمل الذي لايأتي سوى في الأحلام وأثناء حديث المقايل. شعب يعمل الخطأ ويصر على المداومة على فعله، حتى وصل إلى حالة من التبلد فقد معها القدرة على التفكير والقدرة على إصلاح النفس وتهذيبها وفهم طبيعة الحياة كما خلقها الله سبحانه وتعالى والاستفادة من خيراتها وثرواتها. شعب يشكو الواحد منه الآخر.. وكلاهما لايدري إلى أي مدارات التيه يقوده عقله المليء بالشكوى والأفافة من كل شيء. هي الحقيقة التي لانستطيع مواجهتها.. بل ونصر على المكابرة، ونواصل المضي على طريق العبث والفوضى والعشوائية وبلا منازع. كل منا يدعي امتلاك الحقيقة حتى سقطنا جميعاً في بحر الضياع.. وارتمينا في أحضان الشهوات، وليبقَ السؤال السائد والراسخ في العقل «البيضة قبل أم الدجاجة » ؟! تائهون ورب الكعبة مع سبق الإصرار والترصد..نعيش بلا هدف.. لانحمل قضية، ولسان حالنا: ومن نزلت بساحته المنايا.. فلا أرض تقيه ولاسماء هؤلاء نحن جميعاً.. لم نستطع الاستفادة من دروس الأمس، ولم نستفد أيضاً مما يدور حولنا. نقرأ الماضي ولكن بنفس اللغة السائدة آنذاك، ونتصفح الحاضر ونحن مازلنا في أماكننا محلك سر. نتحدث عن الظواهر السيئة ونحن من نوجدها ونعززها ونرسخ مسارها.. ولكن كل منا لايتحسس رأسه !! نبكي الحاضر وفي الوقت نفسه نضحك على أنفسنا كوننا لانريد أن نفهم.. ولانريد أن نلتمس العظة من تجارب الأمس.. بل ونستمر في طرح ما اعتدناه من سؤال «البيضة قبل أم الدجاجة »!!.. ماذا أنتجنا ياهؤلاء غير الكلام وبيع الأماني الفاسدة.. والرقص على إيقاع الضياع والتلاشيء ..!! ليس يأساً ولا إحباطاً.. ولكن أملاً في ترك الزبد، ومغالبة الزوابع ومقارعة الخطوب. أمل في التخلص من هذا الوهم الذي نعيشه وغدت معه الحياة بلاهدف وبلا قضية وبلا معنى.