من المقرر أن تستدعي نيابة أمن الدولة العليا المصرية مطلع الأسبوع المقبل ثلاثة من رؤساء تحرير الصحف الخاصة، هم عبد الحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة'، وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة 'الفجر'، واسلام عفيفي رئيس تحرير 'الدستور'، لسماع أقوالهم في البلاغ المقدم ضدهم بإهانة شخص رئيس الجمهورية محمد مرسي. وتجرى التحقيقات برئاسة المستشار مهدي شعيب، رئيس النيابة وإشراف المستشار هشام بدوي رئيس الاستئناف والمحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة. وكان المحامي أحمد حسن لكلوك قد تقدم ببلاغ للنيابة ذكر فيه: 'إن جريدة 'صوت الأمة'، تناولت شخص الرئيس بتلك العبارات، 'الدولة العبيطة والجنرال مرسي' الذي وصفه قنديل ب'الرئيس الأعبط'. من جانبه أكد عبد الحليم قنديل ل'القدس العربي' أن الوصف الذي نعت به الرئيس كان في إطار مقال بعنوان الدولة العبيطة والرئيس الأعبط' عقب المذبحة التي شهدتها رفح ،معتبراً ما جرى ليس مجرد إهانة للجيش المصري وإنما أهانة لمصر محملاً المسؤولية لقيادات العسكر وللرئيس. وشدد على أنه لم يصله بعد قرار المثول أمام النيابة، مشيراً إلى انه سيتلقى الأمر وفق الشعار الذي رفعه في وجه مبارك ونظامه 'يا أهلاً بالمعارك'، وحمل على الرئيس والاخوان مشدداً على أن حكمهم نسخة من حكم مبارك بالرغم من أنه دعا للتصويت له في انتخابات الرئاسة من قبيل المضطر الذي ابيح له اكل الميتة والمتردية والنطيحة. وتابع قنديل انا على يقين بأن الأخوان يجهزون مواد في الدستور الجديد لحبس الصحافيين لكننا نقول لهم افيقوا فقد مضى ذلك الزمن الذي يتحول فيه الرئيس إلى صنم يعبد من دون الله، ملمحاً ان مصر في مرحلة تحطيم الأصنام، وأنها كما حطمت صنم مبارك ستحطم من يجيء بعده. وشدد على ان الرئيس موظف عام من حق الجميع ان ينتقده، داعيا رموز الاخوان ان يطلعوا على الصحف الأجنبية حيث ينعت رؤساء ومسؤولي المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بالكلاب ولا يلاحق الصحافيون الذين ينعتونهم بتلك الالقاب. وفي سياق رده على قنديل قال محمد مهدي عاكف مرشد جماعة الأخوان المسلمين ل'القدس العربي' ان مصر لا تشبه الدول الاجنبية حتى يهاجم رؤساؤها على هذا النحو الذي يجري. أضاف بأننا كمسلمين وعرب لدينا تقاليدنا وديننا الذي يعلمنا التحلي بمكارم الأخلاق واحترام الكبير، معتبراً كرامة الرئيس من كرامة بلده وشعبه وأن أي إهانة تلحق به يجب ان تواجه بالقانون، معلناً قبوله بما سيقر به القضاء في شأن تشويه صورة الرئيس والحض على السخرية منه. وكان لكلوك قد اتهم عادل حمودة رئيس تحرير 'جريدة الفجر' بوصف رئيس الجمهورية محمد مرسي ب'الرئيس الفاشي، راعي الإرهاب' ونعته ب 'الرئيس الخادم لأمريكا'. وأكد لكلوك في التحقيقات أن رئيس تحرير 'الدستور' إسلام عفيفي وصف الرئيس ب' أنه راعٍ لميليشيات إرهابية في مواجهة الجيش والشعب'، واعتبر نجاحه الانتخابي بأنه هزيمة، حيث جاء المانشيت بعنوان 'إن نكسة 24 يونيه هي أشد من هزيمة 5 يونيه 67' وكأن الرئيس جاء ليجعلنا في عصور الظلام. غير ان محامي الاخوان عبد المنعم عبد المقصود يرى ان ما ينشر ضد الرئيس مرسي من هجوم لا ينضوي تحت مبدأ حرية الرأي لانه مجموعة من الشتائم والأهانات الغرض منها الحط من قدر الرئيس. وفي ذات السياق قال إسماعيل الوشاحي أحد محامي الجماعة: 'إن نشر الأخبار الكاذبة والمغرضة التي تثير الفتن، والفزع بين الناس هو أمر مرفوض ومجرم قانوناً لأنه يسفر عن التحريض والفتنة بين عموم المواطنين'، وأكد الوشاحي بأن حرية الرأي والتعبير لا تعني على الإطلاق مهاجمة شخص الرئيس على هذا النحو الذي نشاهده الان حيث الصحف تعج بالأكاذيب. واكد أن رؤساء تحرير الصحف الثلاث، لم يحترموا القانون، ولم يؤدوا عملهم باحترام مواثيق الشرف التي أرستها المهنة للصحافيين.