ثمة حقيقتين في الحرب بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) الأولى التقدم الميداني للحوثيين، والثانية تخبط الإصلاح (الإخوان) وتناقضه مع نفسه، أكان تجاه الموقف من اتفاقية وقف الحرب مع الحوثيين أو بخصوص ما أسفرت عنه المواجهات في مديريات صنعاء (همدان وبني مطر). وقع الإصلاح على الاتفاق مطلع الأسبوع كطرف رئيسي في الحرب مع الحوثيين، ثم عاد ليتحدث عن حرب بين الجيش والحوثيين وأن لا علاقة له بالحرب.
وبحسب ما نشره (الصحوة نت) قال الإصلاح إن "اتفاق وقف الحرب في عمران تضمنت بنوداً رأى مراقبون أنها مجحفة ترضي الحوثي أكثر مما تحقق السلام المنشود" وفي ذات الوقت اتهم الإصلاح جماعة الحوثي بالتنصل عن الاتفاق.
وعلى منوال التناقض استمر قائلاً إن قوات الجيش والأمن "كبدت الحوثيين خسائر فادحة وردت عدوان هذه الجماعة الإرهابية المتمردة وإيقاف زحفها صوب العاصمة".
وأضاف: "إن فشل جماعة التمرد أمام تلاحم الشعب والجيش اليمني، ونجاح القوات المسلحة في دحرها وتكبيدها خسائر فادحة ألهب فيها نوازع الحقد والانتقام من الجيش الذي أثبت ولاءه لله والوطن والشعب، وقد برهنت الوقائع أن معركتها مع الجيش خاسرة بكل المقاييس، فالشعب والقيادة السياسية لن يسمحا أبداً بانكساره وسقوط الدولة".
لكنه وفي مساء ذات اليوم (الثلاثاء) نشر الموقع الرسمي للإصلاح خبراً قال فيه إن "مليشيا الحوثي نصبت مدافع وآليات جديدة في مكان مرتفع بقرية المدوار مديرية همدان، وأنهم –الحوثيون- يستطيعون من خلال هذا الموقع قصف العاصمة صنعاء".
يتيه الإصلاح بين تضخيمه حجم خسائر الحوثيين للمحافظة على ما تبقى لدى أعضائه من معنويات منهارة، وحاجته للشكوى من اقتحام الحوثيين المنطقة الفلانية ونسف منازل قيادات التنظيم.
وبين تسويق وهم عدم صلته بما يجري وحقيقة توقيعه على الاتفاقات كطرف رئيس حاصداً من ذلك التيه توالي الهزائم في الخنادق وتتابع الفشل في الخطاب الإعلامي والسياسي.
في البداية، نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، استظل الإصلاح بجماعة السلفيين المتمركزين في دماج وكتاف صعدة، وبخروج السلفيين من حلبة الصراع بموجب اتفاق رئاسي استظل الإصلاح بالقبيلة غير أن الأمر لم يدم طويلاً، حيث سرعان ما سقطت رموزه القبلية في حاشد (أولاد الأحمر) بسيطرة الحوثيين على معاقلهم في عمران لنجد الإصلاح وقد استظل بالجيش والأمن ولكن دون جدوى.
المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر حدد في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، إن طرفا الحرب في عمران وهمدان وأرحب وبني مطر، هما الحوثيون من جهة وجماعات مسلحة من جهة أخرى.
وبتوقيعه على اتفاق وقف الحرب مطلع الأسبوع كطرف رئيسي في الحرب يكون الإصلاح قد أعلن أنه هو تلك (الجماعة المسلحة).
وليس في إصرار الإصلاح (الإخوان المسلمين) على تناقضاته في الموقف من الحرب ونتائجها غير "خسارة أخرى" أخلاقية تضاف إلى خساراته الميدانية، وفق ما يراه مراقبون.