الأربعاء الماضي احتفينا بالعيد ال50 لثورة ال26 من سبتمبر الخالدة وبعد أحد عشر يوماً سنحتفي بالعيد ال49 لثورة ال14 من أكتوبر المجيدة وفي ال30 من نوفمبر القادم سنحتفي بالعيد ال45للاستقلال الوطني المجيد وتأتي احتفالاتنا هذا العام بأعيادنا الوطنية كما في العام الماضي 2011م في ظل ظروف استثنائية صعبة ومعقدة جراء الأزمة السياسية العصيبة وتداعياتها المؤسفة التي أحرمت جماهير شعبنا اليمني من الاستمتاع بلحظات فرائحية جميلة في الأعياد الوطنية التي استقبلناها على مدى عامين في ظل ظروف مأساوية فرضت علينا قهراً بسبب أطماع السلطة وتغييب الحكمة وصوت العقل والمنطق وتغليب المصالح الحزبية والشخصية الضيقة والآنية على المصالح الوطنية العليا. لقد عانى شعبنا اليمني في عهد الإمامة والسلاطين والاستعمار البريطاني كل صنوف الويلات والقهر والظلم ولكنه لم يستسلم أو يخضع لذلك بل ظل يقاوم ويرفض كل أشكال الظلم والقهر والاستبداد وقدم قوافل من الشهداء الأبرار للتخلص من جبروت الإمامة والسلاطين والاستعمار وقد أثمرت تلك التضحيات بانطلاق ثورة 26سبتمبر 1962م ضد الإمامة في الجزء الشمالي من الوطن وثورة 14أكتوبر 1963م ضد السلاطين والاحتلال البريطاني في الجنوب وتحقق النصر لثورة 26سبتمبر في ملحمة السبعين يوماً »67 1968م« ولثورة 14 أكتوبر في إعلان الاستقلال وإنهاء الحكم السلاطيني في ال30 من نوفمبر 1967م وكان يفترض أن تنتهي معاناة الشعب اليمني في شماله وجنوبه وشرقه وغربه بانتصار ثورته وتحرره من الحكم الإمامي في الشمال والسلاطيني والاحتلال البريطاني في الجنوب لكنه للأسف وجد نفسه ينتقل من معاناة ظلم وجور الإمامة والسلاطين والاستعمار إلى معاناة الصراعات والتناحرات على السلطة في الشمال بين الجمهوريين والملكيين ثم بين الجمهوريين أنفسهم وفي الجنوب بين الجبهة القومية وجبهة التحرير ثم بين القوميين أنفسهم »الحزب الاشتراكي لاحقاً« وكذلك بين النظامين في صنعاء وعدن »حرب 72و1978م« وكان من نتائج تلك الصراعات والحروب إزهاق أرواح أربعة رؤساء »الحمدي الغشمي سالم ربيع عبدالفتاح اسماعيل« ونفي ثلاثة رؤساء إلى خارج الوطن »السلال الإرياني علي ناصر« وسجن الرئيس قحطان الشعبي حتى وفاته وكذلك مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين وعندما تم إعادة وحدة الوطن عام 1990م تنفس اليمنيون الصعداء وتوقعوا أن الوحدة قد وضعت حداً لتلك الصراعات ولكن سرعان ما خابت ظنونهم، حيث أطلت من جديد الصراعات على السلطة والتي أدت إلى تفجير الحرب الملعونة في صيف 94م وراح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى ثم حروب صعدة الستة وأخيراً الأزمة السياسية التي اندلعت مطلع العام الماضي 2011م والأعمال الإرهابية التي حصدت المئات من الأرواح البريئة. بعد خمسين عاماً من الثورة والصراعات الدامية على السلطة هل آن الأوان لأولئك المهووسين بحب السلطة أن يراجعوا حساباتهم ويتعظوا مما سبق.. ألا يكفي الشعب اليمني ما عاناه من ويلات ومآسٍ وآلام بسبب الصراعات على السلطة طوال الخمسين عاماً الماضية. نقلاً عن صحيفة تعز