علاوة على كونها عاصمة للثقافة اليمنية, ينبغي أن تمثل مدينة تعز النموذج الأكثر حضارة والمدينة الأكثر جمالاً بين المدن الاخرى, إذ أن الثقافة تسلوك مجتمعي يجب أن يترجم على أرض الواقع, لكن الحال غير ذلك, شوارع المدينة الرئيسية والفرعية تعج بالحفريات المتفاوتة الحجم, أبزرها في شوارع وادي الدحي والمغتربين والتحرير الاسفل ووادي القاضي وغيرها.. المواطن يشكو من انتشارها وتوسعها, لكونها تفاقم من حدة الازدحامات الخانقة التي تعاني منها المدينة ضيقة الشوارع اصلاً, والسائق يتألم من تلك الحفريات التي تعمل على التقليل من عمر مركبته الافتراضي وانهيارها السريع وتحمله لتكاليف باهضه. ورغم حرص قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ شوقي أحمد هائل وتوجيهاتها الدائمة لمعالجة مشكلة الحفريات والاهتمام بمظهر المدينة وإبراز الوجه الحضاري للعاصمة الثقافية, غير أن حركة التنفيذ تتم ببطيء بشديد واللائمة ترمي كالعادة بحسب المختصين في الاشغال والطرق الى أزمة صرف التمويل وندرة الامكانيات وعرقلة المالية لصرف المستخلصات أضف الى ذلك عشوائية مؤسسة المياه في معالجة مشكلة المجاري والقطعيات العبثية التي تقوم بها بدون تنسيق مع الجهات ذات الاخصاص.. مشكلة متراكمة يقول المواطن بلال محمد المنبري: مشكلة الحفريات ليست وليدة اللحظة, هي متراكمة منذ وقت طويل ولكنها تتزايد يوماً بعد يوم وعملية الترميمات متوقفة منذ فترة طويلة لا ندري لماذا يتم التأخير والمماطلة في تنفيذها رغم أنها تعكس صورة المدينة لدى السائح أو لدى المواطن العادي. ويضيف بالقول: مثلا أنا ساكن في منطقة عصيفرة جوار جامع السعيد, كانت هناك بعض الحفر الصغيرة مسبقاً لكنها تزايدت في الآونة الاخيرة بصورة مخزية, الازدحام يتضاعف هنا بسبب الحفريات وتوسعها وننتظر من السلطة المحلية ومكتب الاشغال والطرق معالجة هذه الاشكاليات.. ويردف بالحديث: في حارتي أيضا هناك أحد الشوارع تم افتتاحه قبل سنوات ولم يستمر أشهر قليلة حتى تم اغلاقه حتى الان بسبب تفجر المجاري وإحداث حفريات واسعه وتدحرج الأحجار والمخلفات المختلفة.
تكاليف باهضه ويشير السائق ذي يزن نعمان شمسان ويملك حافلة نقل أجرة الى أن مركبته اصيبت بأعطال عديدة نتيجة هذه الحفر المنتشرة في شوارع المدينة ما يتسبب ذلك بتكاليف باهضه لم اتمكن من مواجهتها .. ويضيف: نعاني كثيرا من هذه المشكلة المزمنة, ونطالب السلطة المحلية ومكتب الاشغال والطرق حلها بصورة عاجلة, لا ينبغي أن تكون تعز العاصمة الثقافية للجمهورية اليمنية تعيش هذه الصورة المأساوية والغير لائقة. وعن أسباب توسع تلك الحفريات يرى شمسان بأن ذلك يعود الى التلاعب وعدم الاشراف المباشر والصادق لأعمال الترميم والسفلتة تتم بصورة عشوائية ويتم التلاعب بها إضافة الى عدم الصيانة وترك الحفر تتوسع بدون معالجات عاجلة. شارع الدحي.. معاناة دائمة المواطن خالد محمد علي العزي: أنا ساكن في حي وادي الدحي, هذه الشارع منذ أن سكنت فيه قبل حوالي 10 سنوات والحفر موجودة فيه والمجاري منتشرة بكثرة حتى أصبح الكثير من المواطنين ينفرون من السكن في هذا الحي.. ويشير العزي الى أن هناك إهمال متعمد من قبل الجهات المختصة في إدارة مديرية المظفر ومكتب الاشغال وعدم عمل معالجات لهذه المشكلة. عدم التنسيق بين الجهات الخدمية فيما يقول الطالب الجامعي عزالدين الصبري أن عدم التنسيق والتوأمة بين الجهات الحكومية الخدمية ( المياه والصرف الصحي الكهرباء الاتصالات) تتسبب بحدوث اختناقات بالشوارع والتسبب بالحفريات المختلفة, حيث تقوم مؤسسة الكهرباء بحل مشكلة تابعه لها فيما يأتي بعدها المختصين بمؤسسة المياه وفتح حفر آخري لذلك ومثلها الاتصالات وهو ما يسهم في ارباك العمل والتسبب بحفريات واهمال الشوارع. مدير الاشغال: حصرنا جميع الحفريات وبدأنا بعملية الترميمات قطعيات مؤسسة المياه العشوائية توسع من نطاق الحفريات ويقول مدير عام مكتب الاشغال العامة والطرق المهندس فيصل مشعل أن مشكلة الحفريات مشكلة عويصة وتؤثر فنيا على مستوى العمل في الطرقات والشوارع والاحياء, وايضا تؤثر سلباً على نفسية المواطن وعلى مظهر وجمالية شوارع العاصمة الثقافية بشكل عام والتي يجب أن تكون شوارعها نظيفة ومرممة.. وعن دوافع توسع تلك الحفريات بصورة كبيرة في شوارع المدينة وأحياءها المختلفة, يشير مشعل الى أن ذلك يعود الى تأخر وزارة المالية عن صرف مستخلصات أعمال الترميم منذ أكثر من 8 أشهر واطلاقها قبل أيام قليلة بعد متابعات مضنية. قطعيات المياه والمجاري وعن الجوانب الفنية يقول: تنشأ إما بسبب قطعيات عشوائية من قبل المؤسسات الخدمية وخاصة من مؤسسة المياه وعدم إعادتها بشكل كامل وبالتالي يتم تسرب السيول الى الطبقات السفلي من الشوارع الاسفلتية أو ناتج التسربات أو الطفح المستمر لعوادم الصرف الصحي جوار المناهل ويعتبر من الاسباب الرئيسية لنشوء الحفريات, بالإضافة الى ضعف أعمال الصيانة حيث أن الطرق تحتاج الى صيانة مستمرة خلال فترة معينة تحدد بشكل علمي.. وقد تجاوزت الكثير من الطرق تلك الفترة المحددة ولم يتم عمل الترميمات اللازمة لها ما ساهم في توسعها. وذكر مشعل بأنه تم تنفيذ طبقه اسفلتية في شارع جمال قبل أشهر ولم يمضي عليها 3 أيام حتى نتفاجأ من المختصين في مؤسسة المياه بقطع الشارع بصورة عبثية غير منطقية .. مستدركا بالقول: لسنا مقصرين في هذا الجانب ونطرق كل الابواب لترميم الحفريات التي تمثل هم كبير لقيادة مكتب الاشغال. تأخر صرف المالية مؤكدا أن تولي السلطة المحلية بمحافظة تعز ممثلة بالأستاذ شوقي أحمد هائل مسألة الترميمات اهتمام ورعاية دائمة, مضيفاً أن تم قد تم التعاقد العام الماضي مع شركة "سبأ" لترميم عدد من الحفريات في الشوارع الاسفلتية بالمدينة اضافة الى ابرام عقد مع المؤسسة العامة للطرق والجسور بتمويل من صندوق صيانة الطرق ومن معتمد موازنة المحافظة لترميم الشوارع الاخرى وقد تم الرفع بمستحقاتهم الى صندوق الصيانة وبالتالي الى وزارة المالية وتأخر صرف المستخلص لعدة أشهر ولم يصرف الا قبل أيام بعدها بدأنا بالترتيبات اللازمة الفنية للبدء بتنفيذ الترميمات في الشوارع التي سيتم ترميمها مثل التحرير الاسفل وشارع الجامعة في نطاق المؤسسة العامة للطرق والجسور. بدء الترميمات ولف م.مشعل الى أن العمل سيبدأ في الشوارع التي تقع في إطار مسئولية صندوق صيانة الطرق مثل مناطق بيرباشا الضباب المطار القديم , جزء من شارع الجامعة التحرير الاسفل وادي القاضي وبقية الشوارع مع شركة سبأ وفيما يتعلق بشركة "سبأ" قال: طالبت الشركة بمبلغ 10 20 مليون ريال قيمة اسفلت حتى يتم تنفيذ الترميمات والتزمت في حال توفير المبلغ المطلوب تنفيذ أعمال الترميم في الشوارع التي تقع في إطارها خلال 10 أيام ونحن حاليا في صدد المتابعة وسيتم التنفيذ عند توافر المخصصات واعتماد لجنة المناقصات. الطرق الخارجية وفيما يخص ترميمات الطرق الخارجية أوضح مدير أشغال تعز أنه تم الاتفاق مع المحافظ شوقي هائل وبحضور مهندس صندوق صيانة الطرق والمقاول المختص بقيام الصندوق بصيانة 12 طريق خارجي بطول 410 كيلو بتمويل البنك الدولي بكلفة مليار و800 ريال وسيبدأ التنفيذ خلال الفترة القليلة القادمة. وكيل المحافظة م. الحكيمي: تأخر صرف المستخلصات فاقم المشكلة هناك قصور في أعمال الترميمات والصيانة وفي مبنى السلطة المحلية بالمحافظة التقينا بوكيل المحافظة المساعد لقطاع الشئون الفنية والبيئية المهندس مهيب الحكيمي.. والذي بدوره أكد أن مسألة الحفريات تمثل هم كبير لدى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وتوسعت في الآونة الاخيرة بسبب شحة الموارد المالية وتأخر وزارة المالية بصرف مستخلصات الشركات التي تم ايكال مسألة الترميمات اليها, وقال: تم حصر كل الحفريات الموجودة بالمدينة وعلى نطاق كل مديرية ونبحث حاليا عن مصادر تمويل وتوفيرها وسيتم التنفيذ قريبا. قصور في الصيانة مضيفا أن الطرقات لديها عمر افتراضي والصيانة مهمة ويجب أن تكون دورية, هناك تقصير في مسألة الترميمات والصيانة ونعترف بذلك لكن المسألة أيضا مشتركة مع المواطن والمؤسسات الخدمية الأخرى. منوها أن أبرز الاسباب التي تعمل على ايجاد "الحفر" هي المجاري وقيام مؤسسة المياه بقطع الشارع لإصلاح طفح الصرف الصحي ولا تقوم بإعادة الترميم او تخل بالإعادة وبذلك تبدأ الحفر بالتوسع.. إضافة الى استحداث المطبات العشوائية في الشوارع والتي تعمل على احداث انعطافات وأيضا سيول الامطار وعدم الصيانة الدورية.