انتقدت أطراف يمنية عدة, أمس, اللقاء غير المسبوق بين وفد من حزب “الإصلاح” يضم القياديين زيد الشامي وسعيد شمسان وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة, بهدف خفض التوتر في اليمن الذي بات على حافة الفوضى. وقال عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي علي القحوم, في تصريح ل¯”السياسة الكويتية”, إن “الجانبين اتفقا على طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار والوطني واتفاق السلم والشراكة”. وأضاف ان “الجميع أبدوا رغبتهم في التعايش والعمل بمبادئ الإسلام التي تدعو للاخوة والمحبة والسلام واستشعار المسؤولية الوطنية والأخلاقية فيما تواجهه البلاد اليوم من مؤامرة كبرى ومخاطر جمة, كما اتفق الجانبان على استمرار التواصل لإنهاء أسباب التوتر ومعالجات التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية”. ونفى القحوم من ناحية ثانية, أن يكون لديهم توجه للسيطرة على محافظتي تعز ومأرب, وأرجع أسباب بقاء مسلحيهم في شوارع صنعاء وذمار وإب والحديدة إلى أنه “بعد أن سقطت قوى الإجرام تنصل الجانب الرسمي من القيام بواجبه باعتبار حفظ الأمن من مسؤولية الدولة وأجهزة الأمن, فوجدنا أنفسنا أمام واقع لحفظ الأمن من خلال اللجان الشعبية التي قامت بدورها في ذلك وعندما تقوم الدولة بواجبها وتتحمل مسؤوليتها الأمنية والعسكرية فإن تلك اللجان سيكون دورها دور المعاون فقط”. من جهته, بارك حزب “المؤتمر الشعبي” الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح لقاء “الإصلاح” وجماعة الحوثي. وقال المتحدث باسم الحزب عبده الجندي إن “لقاء وفد الإصلاح مع جماعة أنصار الله الحوثية, خطوة في الاتجاه الصحيح تنقل التجربة الديمقراطية اليمنية من واقع الأزمات الناتجة عن الصراعات والحروب الدامية والمدمرة إلى واقع تتقدم فيه رحمة الخلاف على لعنة الكراهية والحقد”. في المقابل, قوبل الاتفاق بحالة رفض وردة فعل غاضبة لدى قطاع واسع من أعضاء “الإصلاح” وخصوصاً بعد اجتياح مسلحي الحوثي صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. وأكد ناشطون إصلاحيون على مواقعهم في شبكة التواصل الإجتماعي “فيسبوك” أن الاتفاق لا يعنيهم, معتبرين أنه “نوع من الخنوع والانحناء للحوثي”, ومتعهدين “بخلع قيادة حزبهم من مواقعهم وإنشاء جبهة جديدة لمكافحة الحوثي وجماعته”. وقال الناشط في “الإصلاح” خليل العمري مخاطبا قيادة حزبه “الآن وقد ذهبتم إلى جوار قاتل 3000 شاب من أبناء بلدي خلال أقل من شهرين آن لنا أن نخلعكم وأن ننشئ جبهة جديدة للمجابهة, ستكون بالتأكيد خالية منكم ومن رفاق التشفي اللعين المتربص بشريكه ليجهز عليه ويغني فوق قبره العائد من معركة خاسرة”. من جهتها, دعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الرئيس عبدربه منصور هادي لتسليم نفسه إلى أقرب نقطة تفتيش حوثية بصنعاء. وقالت كرمان على صفحتها في موقع “فيسبوك”, إن ميليشيات الحوثي المسلحة تصل إلى مطار تعز وتبقى أن يرسلوا أحد الأطفال من ميليشياتهم المسلحة إلى هادي ليسلم نفسه إلى أقرب نقطة مسلحة حوثية في شارع الستين بصنعاء, وآخر إلى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر ليحزم حقائبه ويرحل عن صنعاء”. وهاجمت كرمان قيادات حزبها “الإصلاح” (إخوان اليمن), واصفة إياهم بالعبيد, على خلفية لقائهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي واتفاقهم معه على طي صفحة الماضي وإنهاء التوتر بين الجانبين.