قال رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح أن على أعضاء المؤتمر الشعبي العام تحمل المسؤولية في محاربة الظواهر الدخيلة من طائفية مقيتة وعنصرية والعمل على وحدة الصف المؤتمري والحفاظ على تعز من أي قوى فوضوية أو قوى تتدخل في شؤون المحافظة الاقتصادية والسياسية. وحيا صالح خلال اتصال هاتفي أجراه باللقاء الجماهيري الذي عقد في محافظة تعز الخميس ، كافة المؤتمريين والمؤتمريات في مديريات المحافظة، مؤكداً ثقته فيهم.
وكانت محافظة تعز قد شهدت أمس الخميس ، ملتقى تشاوري جماهيري موسع لأبناء المحافظة ،دعا اليه ونظمه المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني، بحضور عديد من المكونات السياسية والاجتماعية بالمحافظة، تتويجاً لنجاح المؤتمر وحلفائه في عقد اجتماع للأطراف السياسية "المشترك وشركائه"، وأنصار الله "الحوثيين" وأحزاب العدالة والبناء والرشاد السلفي، تم فيه الاتفاق على تجنيب المحافظة الصراع والفوضى والوقوف صفاً واحداً إلى جانب السلطة المحلية لما فيه مصلحة تعز خاصة والوطن عامة، ووضع مصلحة اليمن فوق كل الاعتبارات الحزبية والشخصية. ورغم محاولة تجار الحروب نسف اتفاق الامس -من خلال تفجير عبوة ناسفة وسط مدينة تعز ، واوقع عدد من الجرحى اتساقا مع منهج تأزيم وتفكيك وشرذمة للبلاد - رد المؤتمر الشعبي بعقد ملتقى تشاوري جماهيري حاشد في قاعة نادي الصقر بمدينة تعز ، أكد فيه المشاركون على رفض كل الدعوات الطائفية والمذهبية والمناطقية والاضرار بالوحدة الوطنية من منطلق الايمان الثابت بالدين الحنيف والمبادي والقيم التي تؤكد على الوحدة والتعايش السلمي بين اليمنيين جميعا ورفض كل اشكال الفرقة والتشرذم. وعبر المشاركون عن استنكارهم لكل الدعوات الهادفة الى تعكير صفو المحافظة وامنها واستقرارها.اضافة الى "رفضهم المسميات الصغيرة من مؤتمرات جماهيرية لاتمثل ابناء المحافظة والتي يقف وراءها عناصر جبلت على الرقص على اوجاع وهموم الناس ليس في تعز وحدها وانما في اليمن كلها". كما ثمنوا كل الجهود التي تبذلها السلطة المحلية واللجنة الامنية والتي عملت ومعها مختلف المكونات السياسة والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ على امن واستقرار المحافظة والناي بها عن المناكفات والممحاكات ونبذ الدعوت المناطقية والمذهبية كادوات في مواجهة الازمة الراهنة..مباركين اتفاق جميع القوى السياسية في محافظة تعز والذي تبلور أمس.. مطالبين بذل مزيد من الجهود وبحزم ضد كل من يحاول إشعال الفتنة في أرجائها لتبقى تعز الأنموذج بين كل محافظات الجمهورية في الحفاظ على الأمن والاستقرار. ووجه اللقاء التشاوري الجماهيري الموسع من تعز "رسالة لكل المتربصين الساعين وراء تعقيد الازمة وخلق الصراعات والحروب بين اليمنيين" بالقول "أن الشعب اليمني شب عن الطوق ويدرك جيدا الأهداف والمرامي الحقيقية التي تسعون اليها " ، مهيبين بمختلف المكونات السياسية وخاصة تلك التي تستدعي الكلمة المؤججة والممارسات اللامسئوله إلى أن تكف عن أعمالها وممارساتها تلك كونها تجر البلاد واليمنيين إلى مربع العنف والاحتراب . وأكد المشاركون في بيان ختامي "إن ما تشهده الساحة الوطنية اليوم من حالة الاختلاف الذي يريد البعض أن يوصله إلى حد التقاطع يدفعنا للتأكيد على أنه لا يمكن أن نفهم أو نلتمس الأعذار لأصحاب المواقف المتقلبة والمتلونة أو نحتشد خلف نفر من البهلوانيين لاستعراض المواهب الخائبة التي ترقص على الجراح وتتشفى بإدماء الذات ونزف الضمير الوطني .. كما لا يمكن القبول بالتهديدات من أي طرف كان، لان إلى الوصول هذه النقطة سيؤدي إلى الدخول في متاهات يصعب العودة منها وسيترتب عليها ضياع حلم الدولة المدنية والتعايش السلمي والشراكة الوطنية وبالتالي انفراط عقد اللحمة الوطنية وتعريض الوطن للشتات والتمزق". وأضافوا أن "الحوار هو الوسيلة المثلى لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة "، مطالبين المتحاورين في "موفمبيك" صنعاء بضرورة استشعار المسؤولية وسرعة العمل على تهذيب وترشيد الخطاب الإعلامي والإرشادي بعيدا عن التخوين والتحريض وصولا إلى حلول توافقية تنهي الأزمة كون إطالة أمد الحوار ليس في صالح اليمن واليمنيين كما أن بقاء الدولة بدون قيادة متوافق عليها سيؤدي بالأوضاع إلى المزيد من التدهور على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية. كما اعرب المشاركون عن "رفضهم القاطع لكل التدخلات الخارجية في الشأن اليمني الساعيه لتحويل اليمن إلى ميدان صراع لنزواتها، وعدم الاتكاء على مواقفها كونها لا تنطلق من حرص أكيد للحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن بقدر ما تنطلق من مصالحها وتعمل وفق أجنداتها ومشاريعها التي تعد لديها أولى من مصلحة اليمن واليمنيين". مشددين على إن طبيعة المرحلة الراهنة لا تحتمل مزيدا من العبث ولا تحتاج إلى المراوغات السياسية بقدر احتياجها إلى صدق النوايا وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح لأن الوطن هو من سيبقى وما دون ذلك زائل لا محالة..