إذا كان الإصلاح هو من اتخذ قرار إخلاء ساحة التغيير في صنعاء، فهذا في رأيي هو أول قرار ثوري وطني يتخذه هذا الحزب في مرحلة الثورة ومرحلة ما بعد القرارات الثورية الوطنية. ساحة التغيير لم تعد ساحة ثورية منذ مذبحة جمعة الكرامة 18 مارس 2011. منذ تلك اللحظة، تحولت إلى ساحة مركزية للثورة المضادة حيث يعلق بعض "الثوار" جواربهم وسراويلهم الداخلية المتسخة في وجه الزائر، وليس مشاريعهم السياسية الوطنية النظيفة، وحيث يبحث هؤلاء "الثوار" عن وجبة أرز ودجاج بائت، وليس حيث يبحثون عن وطن. سأكون مع الإصلاح لأول مرة في تاريخه الثوري القصير في حال كان جاداً في إخلاء ساحة تغيير الوجبات والجوارب، وليس تغيير النظام. وإذا أطلق هذا الحزب غدا دعوة لإزالة هذه القمامة المسترخية في شارع الدائري، فسأكون أول من يحمل المجرفة! إذا كانت ساحة التغيير السيئة الذكر منذ جمعة الكرامة، ما تزال تحمل ذرة من روح الثورة، فبإمكانها أن تثور بطرق أخرى عديدة: المظاهرات اليومية غير المؤطرة ولا المبروزة بمكان، ولجان تنظيمية وأمنية أثبتت طوال أكثر من عام ونصف العام من الثورة والثورة المضادة، أنها ليست ولن تكون أطرا ثورية شعبية. الثورات لا تحتاج إلى خيام ووجبات أرز ومقايل قات وتنطع فارغ. الثورات تحتاج إلى روح وطنية وقضايا إنسانية محترمة ونظيفة. وأنا كنت في ساحة التغيير لأكثر من 5 أشهر، وأدرك أنني رأيت الروح الوطنية والقضايا الإنسانية، ورأيت الاحترام والنظافة التي لم أرها في بقعة أخرى غير ساحة التغيير. لكن ساحة التغيير تغيرت بشكل بشع ومشين، ولم تعد ساحة ثورة، بل ساحة أمر آخر تماما غير الثورة. إنها ساحة مضادة تماما لثورة الشباب السلمية، ويمكنكم معرفة هذا من قضاياها ورائحتها. إن لساحة التغيير اليوم قضايا غير وطنية ورائحة كريهة للغاية. الثورة ليست هذه القمامة المتكدسة في أحد أكثر شوارع العاصمة حيوية! الثورة قضية وطنية، ومن يظن أن مغادرة ساحة التغيير خيانة للثورة، فهو شخص كان يطمح لامتلاك خيمة سكنية، وليس لتحقيق قضية وطنية. - الاول