دعاء نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء المهندس خالد محفوظ بحاح جميع مؤسسات الدولة بالصمود والحفاظ على إرث الدولة وتقاليدها في خدمة المواطنين في ظل هذا الظرف الصعبه، والذي يحتم على الجميع مواصلة تقديم كافة الخدمات الممكنة، وإعطاء أولوية قصوى للمهام الإغاثية . وقال في مؤتمر صحفي الذي عقده ظهر اليوم في مقر أقامته المؤقت بالرياض :" ان مهمة الحكومة اليوم أن تظهر مستوى من القوة والعزم والإيثار يليق بحجم التضحيات لكي ننهض ونخرج من هذا المرحلة الصعبة ولن نستطيع الصمود والوقوف بدون تكاتف أبناء الشعب وبالأخص منتسبي مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية " .
واكد نائب رئيس الجمهورية ان الشعب اليمني بدأ يعاني من أوضاع إنسانية صعبة وشح في الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة اليومية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية وخدمية وغير ذلك الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا وإقليميا عاجلا لتوفير مثل هذه المتطلبات للمواطنين بالوسائل والأساليب المناسبة التي تكفل وصولها إلى المحتاجين، قبل أن تتفاقم الأزمة وتصل إلى مستوى الكارثة الإنسانية المحققة.
وشدد نائب الرئيس على أن أولوية الحكومة القصوى هي معالجة الجوانب الانسانية الطارئة التي يعاني منها الشعب اليمني دون تمييز . وقال : " لهذا قررنا ان تكون من اولى خطواتنا إنشاء لجنة عليا للاغاثة والتنسيق ، وإننا نأتي للإنقاذ وليس للإسهام في الدمار أو تحمل أخطاء سنوات كارثية مضت على حال وطننا الحبيب .. مشيراً الى ان هذا الدور لن يتحقق (أقولها بصدق) أنه لن يتحقق مالم نكن جميعنا نتحمل مسؤلية الإنقاذ ونواجه مشكلاتنا على طاولة الحوار وليس أي حوار ولكنه الحوار المتكافئ الذي يكون ملزم بضمانات تنفيذ الاتفاقيات على أرض الواقع . وقال مخاطباً الشعب اليمني في الداخل ها نحن اليوم مجدداً بينكم ومعكم رغم كل المؤشرات والنصائح التي كانت تدفعنا لمغادرة هذا المشهد السياسي وهو في احلك صوره وأكثرها مخاطرة خاصة بعد أن واجهنا ما تعلمونه على كل المستويات وأضاف :مسئوليتنا الوطنية وما يتعرض له بلدنا من صعاب لم نستطع إلا أن نلبي نداء الواجب ونتحمل معكم وبكم جزءاً مهما من هذا العبء الثقيل.
وقال: نحن نتحمل مع فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وزملائي في الحكومة عبىء هذه المسئولية الوطنية الصعبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد ان سلب الوطن من قبل مليشيات مسلحة جعلته عرضة للأخطار دون إدراك لأهمية موقع اليمن الاستراتيجي وأثره على السلم والامن الدوليين . ووجه نائب الرئيس نداء الى ابناء القوات المسلحة والأمن ان يكونوا في ركب مؤسسة الدولة الشرعية ويحمون الوطن وان يراجع كل قائد وضابط ومسئول نفسه الان بالعودة الى جادة الصواب وأنا على ثقة من أن معظم ضباطنا وجنودنا لن ينساقوا الى عبث تمزيق الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي والتفتيت المجتمعي بل سيمثلون المؤسسة الوطنية التي تتجاوز الولاءات الضيقة وهذا نداء الى كل الوحدات بالعمل في اطار الوطن وترسيخ السلام بكل اليمن وتغليب لغة العقل والحوار وقال :" رسالتنا بأنه يجب تغليب لغة العقل والحوار ، وعلينا جميعا كيمنيين أن نلتف حول مشروعنا الوطني الجامع ، الا ان تحقيق ذلك يتطلب اولاً تطبيق مليشيات الحوثي /صالح للقرارات الدولية ذات العلاقة فوراً ودون ابطاء وإيقاف العبث بمقدرات الوطن وتدمير مؤسساته ، وإيقاف القتل العمد للمدنيين والتدمير الذي طال جميع انحاء الوطن ، وايقاف العمليات العسكرية لاجتياح الجنوب وقتل ابناءه ولاسيما ما يجري في الباسلة عدن ". وأضاف :" نحن في اشد الحاجه للملمة جراحه وإيقاف نزيفه، وهنا أرحب بقرار مجلس الأمن الصادر يوم أمس والذي يؤكد دعم المجتمع الدولي لخيارات شعب اليمن في الامن والاستقرار واستكمال مسيرته السياسية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني ، واشكر كل الدول التي ساهمت في إنجاح هذه المهمة السياسية والدبلوماسية " .
واشاد نائب الرئيس بموقف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وبموقف كافة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والدول الشقيقة والصديقة الداعمة والمساندة لأمن واستقرار اليمن . ودعا نائب رئيس الجمهورية ابناء الشعب اليمني العظيم لتعزيز لحمته الوطنية وتعزيز كل أوجه الترابط والتكافل الاجتماعي فيما بين أبنائه على مختلف المستويات الإدارية بدءا بالحارات وانتهاء بالمحافظات في مواجهة الأزمات القائمة وتوفير الاحتياجات وتحقيق أعلى صور التضامن والتكافل الاجتماعي حتى تنجلي الأزمة القائمة في أقرب وقت ممكن.
وقال : رغم كل التعقيد الذي يحيط بنا والالم الذي يعتصرنا مع كل قطرة دم تراق هنا او هناك ، الا أننا نرى ضوء في نهاية النفق ، ونراهن اولاً على إرادة شعبنا الواعية وحكمته ، وسنعمل سويا وبصدق من اجل بناء وطن يتسع للجميع ، ونلتزم لكم بالعمل الصادق من اجل ذلك.