في مصر كل شيء مختلف..، وفي مصر أيضاً للسياسة وقع آخر..، وفي مصر قد يتحول الربيع الثوري إلى خريف أو شتاء قارس البرودة.. كل شيء في مصر الثورة اليوم.. يتفرعن وينبئ عن ولادة فرعون جديد و»شرعية« جديدة ترسي دعائم حكم اخواني فرعوني جديد تعلي من سلطة الفرد وترفض الآخر بكل أشكاله وألوانه.. محمد مرسي أكد سيره ومضيه في اتجاه أخونة الدولة المصرية..، وبدا إعلانه الدستوري الأخير واضحاً ومتجهاً نحو السيطرة الكاملة على مصر الثورة.. مصر الإرادة الشعبية.. مصر التغيير.. انقلاب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى أعلن عنه الفرعون المصري الاخواني محمد مرسي، كان دافعاً وسبباً حقيقياً وراء الانتفاضة المصرية الثانية لأبناء مصر المطالبة برحيل المستبد والفرعون الإله محمد مرسي.. ما يحدث في مصر يؤكد أن »الربيع العربي« لم يكن سوى ربيعاً اخوانياً صرفاً نجح فيه الاخوان في الوصول إلى ما يريدون على حساب الشباب الذين انتفضوا ضد رئيسهم السابق بحثاً وهدفاً عن دولة مدنية تسود فيها المساواة، وتتحقق فيها أحلامهم وتطلعاتهم في الشراكة الوطنية وإعلاء كل القيم التي تعزز من البناء في ظل حكم عادل ورشيد تنتفي فيه كل اشكال التمييز ، كما تنتهي معه كل صور الدولة البوليسية الاستخباراتية التي تعمل من أجل الفرد الواحد دون الجماعة ودون الشعب.. مرسي الفرعون الإله كما ذهب المصريون إلى إطلاق هذا الوصف عليه كشف أنه رئيس للاخوان وليس للشعب المصري..، كما كشف أن سلطة المرشد هي الأعلى في مصر اليوم من سلطة الدولة وسلطة الشعب.. مرسي والإخوان يمضون في اتجاه أخونة الدولة والسيطرة على كل شيء، بهدف كما يقولون »التصدي بمنتهى الحزم والقوة لرموز النظام السابق«، لتبدو هذه الرموز هي الشماعة التي ستمكن الاخوان المسلمين في مصر من تحقيق أهدافهم السلطوية والتأسيس لشرعية جديدة شعارها لا صوت يعلو فوق صوت الاخوان!.. مرسي والإخوان المسلمون في مصر.. إلى أين يقودون مصر الثورة.. مصر التغيير،.. هل يقودونها إلى تكريس سياسة الاستبداد والديكتاتورية والهيمنة وتأليه الحاكم؟ أم إلى تقسيم مصر لأكثر من دولة؟!.. ما يحدث في مصر اليوم يكشف عن القناع الجديد الذي اختبأ الاخوان المسلمون خلفه طيلة الفترة الماضية..، واكتشفه الشعب ولكن متأخراً!.. فهل يصل مرسي والإخوان إلى مبتغاهم أم أن الشعب المصري سيقف لهم بالمرصاد ويسقط حكم الفرعون الجديد؟!.. نقلاً عن صحيفة تعز