قالت وكالة سبأ إن رئيس “اللجنة الثورية محمد علي الحوثي؛ التقى بممثلين عن شركة النفط وهيئة مكافحة الفساد اليوم وناقش معهم آلية توزيع المشتقات النفطية والرقابة والقضاء على السوق السوداء”. لكن الحقيقة إن اللقاء كان من أجل مناقشة آلية توزيع المشتقات النفطية على السوق السوداء، بطريقة أقل لفتتا للأنظار، وأكثر تحقيقا للعوائد المادية.. والشعب؟ ماذا عن المواطن سيقال: ما نبالي.. ما نبالي نحن في حالة حرب.. وعلينا حصار! ** ** ما لم تقله وكالة سبأ إن اللقاء حضره بعض التجار الذين تم إيقاف قاطرات الوقود، التابعة لهم في الصباحة، قبل أيام من قبل شركة النفط والمتهمين ببيع كميات منها للسوق السوداء بالعملة الصعبة الدولار الأمر الذي أثر على سعر الصرف بشكل مباشر.. والذين نشرت عنهم منذ يومين. وبعكس ما زعمه الخبر الرسمي فإن اللقاء خرج بآليات وإجراءات كفيلة بالقضاء على السوق السوداء؛ لكن الحقيقة هي العكس: لقد خرج التجار المتهمين بالتهريب وبتموين السوق السوداء من الاجتماع؛ ولديهم أوامر خطية بالإفراج عن عشرات القاطرات الكافية لتموين السوق السوداء باحتياجاته كاملة. وهذا هو الدليل: محافظ صنعاء المعين من قبل الحوثيين، او ما يسمى اللجنة الثورية، وجه بالإفراج عن قاطرات شركة الحثيلي، التي وصفها مدير شركة النفط في رسالته قبل أيام “أنها تعد أكبر شركة يمنية تبيع في السوق السوداء”! الحثيلي الاسم الذي لطالما اقترن بالجنرال علي محسن الأحمر.. ها هو اليوم يزاول نشاطه القديم ويراجع له، ويطلق قاطراته الموقوفة قياديون في المسيرة القرانية ** ** مشكلة الحوثيين أنهم يريدون الحكم من دون تحمل أي من أعبائه، ويريدون السلطة دون مغارمها. فلا هم الذين تركوا شركة النفط، مهما كان أداؤها سيئا أو يشوبه فساد، أن تدير عملها الذي هي أخبر وأكثر دراية بأسراره منهم.. ولا هم المؤهلون، ولا القادرون، على تقديم شيء أفضل وفيه المصلحة العامة وتخفيف عن معاناة الناس. والدليل أمامكم: لا وقود لا كهرباء، لا خدمات. فقط زوامل. ** ** باختصار: هذا ما يحدث عندما يكون هناك “سلطتين” في آن واحد. سلطة شكلية وفنية وأخرى فعلية وبيدها القرار. هذا ما يحدث عندما يكون هناك مدير لشركة النفط وقائم بأعمال وزير النفط في الصورة، لكن،في نفس الوقت، هناك صاحب قرار آخر بالباطن، اسمه “أبو أحمد” وإلى جانبه عضو المكتب السياسي حسن الصعدي. ** ** وعليه.. كونوا على يقين ان ما يقوله محمد علي الحوثي، أو يصدر عن اجتماعاته أو عن زياراته الميدانية قد يعني حدوث عكسه.