توقع مصادر سياسية إن الرئيس عبدربه منصور هادي سيعود خلال شهر نوفمبر الجاري إلى محافظة عدن (جنوب البلاد)، موضحة أن معركة تحرير صنعاء "أصبحت وشيكة". وكانت الحكومة الشرعية، أصدرت في وقت سابق قرارا قضى باختيار محافظة عدن عاصمة مؤقتة لليمن، نظرا لاستمرار الحوثيين او من يسمون انفسهم "أنصار الله" في السيطرة على العاصمة صنعاء منذ 21 سبتمبر العام الماضي. وقالت المصادر ل"المشهد اليمني" إن "الرئيس هادي سيعود إلى عدن لإدارة شؤون البلاد واستكمال عملية تحرير المحافظاتاليمنية من المسلحين الحوثيين". ووصلت مؤخرا، تعزيزات عسكرية لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى محافظة عدن لتأمين مقر إقامة الرئيس والحكومة الشرعية. وكان نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح أكد - خلال لقائه، أمس الأول (الاربعاء)، محافظي؛ صنعاء عبدالقوي الشريف، وحضرموت عادل باحميد، والجوف حسين العواضي، وذمار علي القوسي، وريمة محمد الحوري - أن الحكومة بكافة أعضائها تتجه للعودة الى الداخل في القريب العاجل من أجل العمل على الأرض وتجاوز كافة التحديات القائمة. في غضون ذلك ذكر موقع "فرسان الامارات" نقلا عن مصادر لم يسمها، أن عملية "تحرير صنعاء أصبحت وشيكة"، موضحا أنها "ستكون خلال فترة وجيزة وفقاً للخطة العسكرية التي وضعت بالتزامن مع تطهير المدن والقرى القريبة من صنعاء". ونسب الموقع إلى "مصادر ميدانية" القول إن "محافظة تعز تشهد تقدماً عسكرياً للمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي، الذين دخلوا إلى جبهات القتال ليتم تحريرها قريبا". بدء العد التنازلي لتحرير صنعاء.. وجميع منافذها متاحة للاختراق مصدر عسكري ل {الشرق الأوسط}: التنسيق مع المقاومة بالداخل قبل تنفيذ الخطة
أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يتقدم المشيعين حول قبر الجندي القطري بقوات التحالف الذي «استشهد» في اليمن بعد دفنه في الدوحة أمس (رويترز) Tweet
من جهتها، ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" نقلا عن مصدر عسكري وصفته ب"الرفيع" أن عملية تحرير العاصمة اليمنيةصنعاء أصبحت وشيكة، وستكون خلال فترة وجيزة، وفقا للخطة العسكرية التي وضعت بالتزامن مع تطهير معظم المدن والقرى القريبة من صنعاء. وأشار المصدر إلى أن جميع خيارات منافذ الدخول للمدينة متاحة أمام المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذين يدرسون هذه الخيارات بعناية. وقال المصدر إن "قراءة الوضع الداخلي لمدينة صنعاء تجري بالتنسيق مع المقاومة الشعبية في الداخل، التي لن تظهر بشكل مباشر في الوقت الراهن لكي لا يشكل ظهورها خطرا على وجودها، لكننا نعمل معها في نقل المعلومات العسكرية السرية لميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح". وأضاف المصدر العسكري أن "ظهور المقاومة الشعبية سيكون واضحا مع تطويق الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات التحالف العربي، لصنعاء، والذي سيسبقه دعم لوجيستي للمقاومة في الداخل، والتشاور مع قيادتها حول الإعداد والتحضير لساعة الصفر، مع تحديد القدرات العسكرية للمقاومة وجاهزيتها لتنفيذ المهام العسكرية قبل اقتحام الجيش الوطني للمدينة". وأشار المصدر إلى أن عملية تحرير صنعاء ستعتمد على نقاط رئيسية، منها تجهيز الوحدات العسكرية، والتحضير لعملية التحرير، مع توفير الإمكانات اللازمة للتحرك السريع في كل الاتجاهات لحسم الأمور في فترة وجيزة، وهو ما نجحت فيه قوات التحالف العربي في مرحلة سابقة، بسرعة التجهيز العسكري للمقاومة الشعبية والجيش، والتي نتج عنها تجهيز أربعة ألوية، وإعادة تأهيل عدد من الألوية في المدن التي كانت تسيطر عليها ميليشيا الحوثيين، لافتا إلى أنه وفي كل الحالات سيجري تحرير صنعاء في فترة وجيزة غير مسبوقة، لن تزيد على الشهر. وربط المصدر الفترة الزمنية لتحرير صنعاء بما يتحقق على الأرض من انتصارات في جميع الجبهات، ومنها محافظة تعز التي تشهد تقدما عسكريا للمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي، إضافة إلى دخول جنود من قوات التحالف إلى جبهات القتال، والذي عزز القدرة القتالية في الجبهات الشرقية والغربية من محافظة تعز، وهو ما أتاح للمقاومة والجيش السيطرة على مواقع جديدة كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي صالح. وأشار المصدر العسكري إلى أن أي عملية عسكرية نوعية تحتاج إلى تخطيط شامل قبل البدء في تنفيذها، ومن ذلك تطهير باقي المدن التي تراجعت فيها الميليشيا ومنها مأرب، وشبوة، وطرد بعض الجيوب العسكرية في أطراف مدينتي الجوفوذمار، حيث تقوم المقاومة الشعبية بدور مهم في هذه المرحلة للتعامل مع هذه الجيوب، لافتا إلى أن السبب في تأخر التقدم نحو صنعاء هو انتشار حقول الألغام في المدن المحررة، والطرق المؤدية لمعاقل الحوثيين، ولولا هذه العوامل لتقلصت الفترة الزمنية لتحرير صنعاء. وحول حجم الألوية التي ستشارك في عملية تحرير صنعاء، قال المصدر «إن هناك الكثير من الألوية الجاهزة لتنفيذ المهام بالتنسيق مع قوات التحالف العربي، ومن أبرز تلك الألوية المناط بها تنفيذ المهام البرية لواء صنعاء، الموجود – حاليا - في مأرب بعد أن أعادت القوات المسلحة تشكيله وتجهيزه، وتجنيد الأعداد اللازمة لتنفيذ المهام العسكرية، خاصة أن هناك عددا من الضباط المتمرسين على الأعمال القتالية ضمن هذا اللواء. وعن المداخل المحتملة لقوات التحالف والجيش الوطني لتحرير صنعاء، قال المصدر "إن جميع الخيارات متاحة لدخول صنعاء، وسيكون هناك تنسيق مع المقاومة الشعبية قبل البدء في تنفيذ العملية، ومنها: اتجاه غرب صنعاء، وصرواح صنعاء، واتجاه ذمارصنعاء، وكلها مداخل يمكن اختراقها لقرب قيادة العمليات التابعة للجيش الموالي للشرعية من هذه المدن، إضافة إلى ذلك تحرك الوحدات باتجاه المخا نحو الحديدة، التي ستفتح عمقا عسكريا كبيرا لدخول الآليات العسكرية".