استعادت وحدات الجيش السيطرة على كافة المناطق التي كانت قد سيطر عليها تنظيم القاعدة, وأن المواجهات متوقفة بين الجانبين, بعد تدخل وساطة قبلية يقودها عدد من مشايخ قبيلة مراد, وآخرين من أبناء المنطقة, لليوم الثالث على التوالي. ونقلت صحيفة الشارع اليومية عن مصدر مطلع في مدينة رداع , الذي فضل عدم ذكر اسمه, أن "عناصر القاعدة غادروا عددا من المناطق التي كانوا قد سيطروا عليها, وحلت وحدات من الجيش محلهم, بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين, وتحركاتهم في بعض المناطق أصبحت معروفة, وفي متناول يد الجيش".
وأشار المصدر إلى أن هناك جهودا ومساعي حثيثة تبذل من قبل عدد من مشايخ المنطقة ومشايخ من قبيلة مراد التابعة لمحافظة مأرب, للحيلولة دون تجدد الاشتباكات بين الجيش ومسلحي "القاعدة".
غير أن مصدراً محلياً آخر قال أن "مساعي الوساطة القبيلة تهدف إلى إقناع الشيخ عبد الإله الذهب وعبد الرؤوف الذهب بالتخلي عن القاعدة, والعودة إلى الدولة".
وأوضح المصدر أن الوساطة القبيلة تسعى جاهدة من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي المواجهات المسلحة, ويجنب المنطقة ويلات الحروب والصراعات المسلحة.
وقال مصدر عسكري للصحيفة إن الجيش تمكن من السيطرة على "جبل الثعالب" بالكامل بعد أن كان أنصار "القاعدة" يتمركزون فيه, بالإضافة "حمى الصراب" و "المناسح" و "الخبزة", مشيراً إلى أن هذه المناطق أصبحت تحت سيطرة الجيش, وأن مقاتلي "القاعدة" فروا إلى مناطق أخرى.
وقال المصدر العسكري, الذي فضل عدم ذكر اسمه, إن مسلحي "القاعدة" اشترطوا على لجنة الوساطة القبيلة وقف الغارات الجوية على المناطق التي يتواجدون فيها, كما اشترطوا انسحاب وحدات الجيش التي تمركزت في المناطق التي كانوا يتمركزون فيها قبيل المواجهات.
غير أن مصدرا عسكريا آخر قال إن "القاعدة" لم يشترط انسحاب الجيش, واشترط فقط وقف الغارات الجوية.
من جهته قال الشيخ محمد جرعوم إنهم يواصلون مساعيهم بين الجيش ومسلحي "القاعدة" لليوم الرابع على التوالي, وأن هناك تقدما كبيراً في نقاط سيتم الكشف عنها غداً (اليوم), وأنه لا يستطيع الإدلاء بأي معلومات حفاظاً على نجاح الواسطة, على حد قوله.
وكانت معلومات قد تحدثت عن وصول تعزيزات عسكرية, الجمعة ' إلى رداع؛ غير أن مصدرا عسكريا نفى ل "الشارع" وصول أي تعزيزات عسكرية جديدة منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات مع مسلحي "القاعدة".
من جانبه أكد عضو لجنة الوساطة الشيخ عبد السلام النصيري, في تصريح له, أن الوساطة في طور الترتيب للقاء يجمع بين قيادة المحافظة والحملة العسكرية وبين "آل الذهب", في إطار مساعيها للتوصل إلى حل جذري للمشكلة.
وتفيد المعلومات الواردة من مديرية "القريشية", المحاذية لمنطقة "المناسح"- "ولد ربيع", بأن اجتماعا ضم لجنة الوساطة المكونة من مشايخ مراد ورداع بالشيخ عبد الإله أحمد ناصر الذهب, في منزل الشيخ محمد أحمد جرعون, وتخلف عن اللقاء الشيخ عبد الرؤوف أحمد ناصر الذهب.
وأكد أحد أعضاء لجنة الوساطة أن لجنة الوساطة لم تلتقِ حتى الآن قايد الذهب ولا أخاه نبيل الذهب, اللذين يتزعمان تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء.
وتحدث الشيخ عبد الإله أحمد الذهب للجنة الوساطة أنه لا يعلم عن أخويه قايد ونبيل أي شيء, وأنهما متواجدان في أماكن لا يعرفها حتى هو, مؤكداً اعتناق أخوية فكر تنظيم القاعدة, معلناً تبرؤه من التنظيم؛ ولكنه عاد ليقول للجنة الوساطة إنه لن يسمح للقوات العسكرية بدخول منطقة "المناسح" تحت أية ذريعة كانت.
وفي تصريح للشيخ القردعي عما قامت به لجنة الوساطة, قال: "نحن مستمرون في الوساطة مع وجود التجاوب من الطرفين للتهدئة, ويحدونا الأمل في الوصول لحلول جذرية لكل المشاكل التي تجنب المنطقة ويلات الحرب والدمار التي لا تحمد عقباها".
وتعلل لجنة الوساطة تأخر حسم الموقف بسبب التحليق المتواصل للطيران فوق منطقة "المناسح" والمناطق المجاورة لها. وطرحت اللجنة على المحافظ, الظاهري الشدادي, ونائب رئيس هيئة الأركان, محمد المقدشي, مقترحا بضرورة منع تحليق الطيران فوق المنطقة كشرط لإنجاح مساعي الوساطة.
ويأتي استمرار جهود لجنة الوساطة في ظل تمسك المحافظ بالحوار بين الجانبين والتواصل إلى حلول مشتركة تفرض فيها هيبة الدولة وتُحقن فيها الدماء لأبناء قيفة بمديرية رداع.
وكان بيان منسوب لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن أن من وصفهم ب "المجاهدين في منطقة قيفة بولاية البيضاء حققوا انتصارا على الحملة العسكرية".
وتبنى البيان عملية انتحارية استهدفت نقطة تفتيش عسكرية في منطقة "أحرم" برداع أسفرت عن مقتل وإصابة 30جنديا, حسب ما أعلنته السلطات الحكومية, لكنه لم يورد هوية منقذ العملية.
وكانت وساطة قبلية سابقة قادها عدد من مشايخ مديريات رداع قد فشلت الأسبوع قبل الماضي, قبل اندلاع مواجهات خلفت عشرات القتلى والجرحى خلال الأسبوع الماضي.
وبدأت, الأربعاء الماضي' وساطة قبلية جديدة يقودها عدد من مشايخ مراد بمحافظة مأرب, على رأسهم الشيخ أحمد محمد القردعي, والشيخ أحمد محمد العجي طالب, حيث أبرمت هذه الوساطة تهدئة مؤقتة بين الدولة ومسلحي "القاعدة", بهدف السماح لها بالتواصل إلى حلول جذرية لإنهاء المواجهات بين الطرفين.
ونفى قيادي في المجلس المحلي بمديرية "ولد ربيع" وجود أي نازحين من أبناء قيفة, وقال إن ما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن نزوح 360أسرة إلى مديرية عنس في ذمار لا أساس من الصحة.