أكد مصدر محلي من محافظة مأرب لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية، انسحاب القوات الاماراتية، من قاعدة “تداوين”العسكرية شمالي محافظة مارب، التي اتخذها التحالف مقرا لعملياته الحربية المشتركة ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق في المحافظات الشمالية. وقال شهود، ان قوافل عسكرية اماراتية شقت طريقها هذا الاسبوع نحو الحدود مع السعودية وسلطنة عمان، في خطوة يقول المراقبون انها عكست امتعاض ابوظبي من ازاحة حلفائها في الحكومة المعترف بها دوليا. وتضم القوات الاماراتية، مئات الجنود، والمدرعات والعربات والمدافع ومنصات دفاع جوي لصواريخ من طراز باتريوت. ولم تعرف بعد الوجهة الجديدة للقوات المغادرة، وما اذا كانت ستنتقل الى مدينة عدن حيث تواجه الامارات تحديا كبيرا في تطبيع اوضاع المحافظاتالجنوبية، حيث تنتشر هناك جماعات متطرفة على علاقة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية. واليوم الجمعة نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين اميركيين ، ان الولاياتالمتحدة تدرس طلبا إماراتيا لمساعدتها في حملة عسكرية ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يضم ايضا الفرع السعودي للتنظيم، و يتخذ من جنوباليمن مقرا له. ويتضمن الطلب الإماراتي دعما عسكريا ولوجستيا، والمساعدة في عمليات إجلاء طبية، وبحث وإنقاذ خلال الحرب التي تقودها الإمارات انطلاقا من قواعدها في مدينة عدن. وشاركت الإمارات في التحالف الذي تقوده السعودية بغالبية القوات البرية خلال العام الاول من الحرب ضد الحوثيين والرئيس السابق. وبعد نحو ثلاثة أشهر ونصف من الضربات الجوية الواسعة، قادت القوات الاماراتية عملية عسكرية خاطفة لاستعادة مدينة عدن التي تضم احد أفضل الموانيء البحرية في العالم. وفي غضون شهرين تقريبا استعادت القوات الاماراتية وحلفاؤها اربع محافظاتجنوبية اخرى، لكنها توقفت عند الحدود الشطرية السابقة، حيث فقدت مع المقاتلين الجنوبيين الحماسة في القتال الى جانب الفصائل الشمالية التي يهيمن عليها حزب تجمع الاصلاح الاسلامي، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، متفرغة لإعادة صياغة الجنوب بالتنسيق مع الرياض. وكانت خسائر القوات الاماراتية على صعيد العمليات العسكرية، في الاراضي اليمنية، هي الأضخم، خاصة في الهجوم الصاروخي الذي شنته القوات الموالية للرئيس السابق على مواقع قوات التحالف في محافظة مارب مطلع سبتمبر/أيلول 2015، حيث قضى اكثر من 50 جنديا إماراتيا دفعة واحدة بالهجوم المروع الذي دفع ابوظبي لتعزيز قواتها هناك من اجل عملية انتقامية، افضت الى استعادة مدينة مارب عاصمة المحافظة النفطية. وتقود الإمارات الى جانب حلفائها الخليجيين، حملة تأهيل واسعة للمؤسسات الخدمية في مدينة عدن، كما نشرت الى جانب السعودية والبحرين والسودان ومصر والأردن فريقا من المدربين للقوات الحكومية. وقد وضعتها مكانتها هذه في الملف الجنوبي، امام معركة تبدو طويلة ضد المتطرفين الإسلاميين، حيث فقدت الشهر الماضي أولى مقاتلاتها الحربية وطيارين اثنين في مدينة عدن بينما كانت في مهمة لتعقب الخلايا الجهادية التي ضربت عنيفا في محيط معسكراتها هناك، عشية مرور عام على التدخل العسكري الخليجي في اليمن. ويقوم الدور الإماراتي، حسب مراقبين، على أساس تطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية في المحافظاتالجنوبية، بعيدا عن التيارات الاسلامية المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين. ومن موقعها هذا، أطلقت ابوظبي قناة فضائية جنوبية، كما حصلت على امتياز مبكر لادارة وإعادة إعمار جزيرة سقطرى الاستراتيجية في المحيط الهندي، بينما يبدو ان كافة القرارات الأمنية والإدارية العليا في عدنوالمحافظاتالجنوبية المجاورة، بحاجة الى موافقتها لكي تكون سارية المفعول، قبل ان تتضاعف مخاوفها بشأن استمرار نفوذها هذا، في أعقاب اقالة حليفها الجنوبي على رأس الوزارة خالد بحاح. وكان الرئيس اليمني عين مطلع ابريل الجاري، الحليف العسكري لحزب تجمع الاخوان الفريق علي محسن الأحمر نائبا له، بينما عين السياسي الجنوبي احمد بن دغر رئيسا للحكومة، الامر الذي رفضه بحاح كما اثار تذمرا إماراتيا واضحا.